عصام نسيم


20 سبتمبر 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

essamnesim5000@yahoo.com  

من صفحات تاريخ كنيستنا العظيم (1)

 بقلم: عصام نسيم

 

إن من يقرأ تاريخ الأقباط وتاريخ كنيستهم العظيمة يندهش كثيرا كيف بقيت لهم بقية حتي اليوم كيف استمروا يعانون من الاضطهاد والضيق لمدة حوالي 2000 عام وبقوا شعبا وكنيسة قوية محافظين علي الأيمان القويم دون تغيير حتي حرف واحد منه.

فعلا إن بقاء الأقباط حتي اليوم كنيسة وشعب لهو اكبر دليل علي أن كنيستنا القبطية ماسكها وحاميها رب الأرباب فمستحيل أن تثبت أي مؤسسة أو حتي دولة طوال هذه القرون في ظل الاضطهاد المرير التي مرت به كنيستنا وتستمر إلي اليوم، مستحيل إلا لو كانت مؤسسة إلهية مثل كنيستنا ودولة قد باركها الرب إلي الأبد "مبارك شعبي مصر".

وسنتناول في هذه السطور القليلة صفحة من صفحات تاريخ أقباط مصر لنعرف كم كان يتحمل أجدادنا العظماء بسبب إيمانهم من زل وهوان واضطهاد لا يمكن أن يتحمله احد. فقد كان أجدادنا يعيشون أياما مريرة فكانوا يعيشون وسط الأشواك و لا منقذ لهم ولا سامع لأنينهم إلا ألههم، الذي لولا معونته لهم ما كان بقيت لهم بقية ألان.

ولا نريد من عرضنا هذه الأمور التاريخية هي محاسبة احد أو مليء النفوس بالضغينة لأحد ولكن الغرض هي توضيح التاريخ الصحيح للأقباط في وقت كثر فيه المنافون والأفاقين سواء من الأقباط أو المسلمين الذين يزيفون التاريخ ويدعون بان الأقباط كانوا يعيشون عصور سلام وهدوء في ظل الحكم الإسلامي.

كذلك توضيح لمن يجهلون التاريخ ويقولون أن أقباط مصر قد تحولوا إلي الإسلام حبا فيه وأيمانا به والحقيقة للأسف إن من دخلوا الإسلام كانوا يهربون من الاضطهاد المرير والذل والمهانة التي كانت تقع عليهم فكان يوجد الكثير من الأقباط الذين لم يستطيعوا أن يتحملوا هذا الاضطهاد فهربوا منه بدخولهم الإسلام وهذا كان من أسباب قلة عدد الأقباط الذين كان عددهم وقت دخول الإسلام حوالي 25 مليون نسمة.

أيضا نريد أن يعرف كل قبطي كم تحمل أجداده من اضطهاد وظلم وضيق ولكنهم تمسكوا بإيمانهم ولم يتركون أو يتنازلوا عنه رغم كل ما عانوه في الوقت الذي نري فيه الآن للأسف بعض الأقباط من أصحاب الأيمان الهش يتركون مسيحهم وكنيستهم بسبب أمور هي في غاية التفاهة. نقول لهم انظروا كم تحملوا أجدادكم وصبروا، انظروا إلي إيمانهم وتعلموا من سيرتهم .

 

الحاكم بأمر الله 996:1020م

وسنبدأ اليوم في عرض بعض ما عانوه أجدادنا الأقباط في عصر حاكم من أسوأ واقسي من حكموا مصر وهو الحاكم بأمر الله وهو في الحقيقة كان حاكم بأمر الشيطان الذي كان يعبده فكان هذا الشخص له بعض التصرفات الغير مفهومة مثل ادعائه الألوهية وغيرها من الأمور الغريبة

وقد عاني الأقباط في عصره اشد المعاناة لقد كان لهذا الحاكم الغريب بعض القوانين والأوامر الغريبة علي شعب مصر كله ولكن كان نصيب الأقباط هو النصيب الوافر فهو كان يتفنن كيف يضطهد ويذل الأقباط وهذا اكبر دليل علي انه غير مجنون كم يقول البعض فهو كان يختص الأقباط بمزيد من الذل والاضطهاد والمهانة لهم حتي فكر أن يقضي عليهم ويطردهم من ارض مصر. وكان من بين قراراته الغريبة أيضا هي هدم كنيسة القيامة المجيدة وقد كان يقول عليها أنها كنيسة القمامة.

 

بعض  الأمور التي جرت للأقباط في عصر هذا الظالم:

 

أمر الحاكم بأمر الله الأقباط بان يشدوا الزنار علي أوساطهم وهو حبل من ليف النخل يربط حول الوسط لتميزهم عن المسلمين كذلك أمر بمحو علامة الصليب من علي أيديهم كذلك كسر الصلبان من علي قباب الكنائس والأديرة.  أيضا منع ضرب أجراس الكنائس ومنع احتفال أعياد الغطاس والميلاد والقيامة. أمر بهدم وتخريب الكثير من الكنائس وتحويلها إلي جوامع ومن الكنائس التي أمر بتخريبها كنيسة المكس والتي كانت تقع خارج مدينة الإسكندرية وهي الآن كنيسة مار جرجس بالمكس وهي المكان الذي استشهد فيه البابا بطرس خاتم الشهداء.

ولعل ما كتبه الأنبا ابن المقفع المؤرخ القبطي عن هذه الفترة يوضح لنا معاناة الأقباط، (أن أكثر الأقباط كانوا يذهبون إلى البرية فى الأديرة مرتين فى السنة مرة فى عيد الغطاس وأخرى فى عيد القيامة وكانوا يشتهون القربان والتناول كما يشتهى الطفل اللبن من ثدي أمه وكان النصارى فى هذه التسع سنين (فترة الاضطهاد)فى ضيق عظيم وشتم ولعن من المسلمين ويبصقوا فى وجوههم وكان أكثر الأماكن اضطهادا فى مدينة تنيس وما حولها فإذا مر قبطي عليهم يشتموه ويقولوا: " أكسر الصليب وادخل فى الدين الواسع".. وإن نسى قبطي صليبه ومشى بدونه لقي من الهوان والذل الكثير)  وكتب ابن  المقفع فى موضع آخر

" وهذه التسع سنين كان فيها الأدب من الرب منها ثلاثة سنين لا يقدر أحد أن يعملوا القداسات فى جميع مدن مصر إلا فى الأديرة فقط ولم يصبر الأقباط الأبرار على البعد عن الصلوات والقداسات الإلهية والاقتراب من السرائر المقدسة فكانوا يسألون الولاة فى الأقاليم يبرطلوهم ( ويرشوهم ) بالدنانير ويعطونهم الكثير من الهدايا حتى يغمضوا أعينهم ويقيموا القداسات والصلوات ويتناولوا ليلاً وذلك فى الكنائس المهدمة, وكان الأقباط يخبئون كسوة الكنائس وأدوات المذبح فى بيوتهم أما الكتب الكنسية فقد أحرقها الخليفة الحاكم بأمر اله , وبعد ثلاث سنين أخرى بدأوا يدشينون كنائس فى البيوت ويكرزونها سراً ويصلون فيها ويتقربون للسرائر ألإلهيه بها"

أمر الأقباط بعدم شراء جواري أو عبيد كذلك أمر بعدم احتفال الأقباط بعيد النيروز ( رأس السنة القبطية ) وكان هذا العيد له احتفال ضخم جدا يقام علي شاطئ نهر النيل.

كذلك أمر أصحاب المراكب المسلمون بان لا يسمحوا بمرور أي قبطي إلي الشاطئ الآخر من خلال مراكبهم فكيف لمسلم أن يقوم بخدمة قبطي.

حظر علي الأقباط ركوب الخيول ولا يركبوا إلا البغال والحمير كذلك منع الأقباط من دخول حمامات المسلمين لأنهم كفره ولا يؤمنون بدينهم.

والعجيب إن في عصر هذا الظالم بدأت قصة مقولة "العظمة الزرقاء" التي مازال ينادون المسلمين بها الأقباط وكأنهم يعيرونهم قائلين لهم ( يا عظمة زرقا ) وهم لا يعرفون قصة هذه العظمة الزرقا.

فقد أمر هذا المخبول بأن يعلق الأقباط علي رقابهم صليب من الخشب طوله حوالي نصف متر ووزنه خمسة أرطال حوالي 2.5 كيلو، وكان هذا الصليب يعلق في حبل من الليف الخشن فكان خشونة الحبل مع ثقل الصليب تجعل أسفل الرقبة تزرق فكانوا المسلمين يعيروهم بهذا الأمر منادين إياهم يا عظمة زرقا.

كذلك أمر هذا الطاغية بمنع التحدث باللغة القبطية لغة مصر الأصلية ومر كل من يتكلم بالقبطية يقطع لسانه بل وأمر النساء داخل بيوتهم أن لا تكلم أبنائها باللغة القبطية ومن توجد تتكلم يقطع لسانها!!

وهكذا لم يمضي وقت قليل حتي انتهي التحدث باللغة القبطية بين الأقباط وبقيت بعض الكلمات والمفردات التي مازلنا نتكلم بها حتي الآن.

كان كثيرا من الأقباط يعملون كتبة ومحاسبون في الحكومة وكان يرأسهم شخص أمين اسمه غبريال أبو نجاح فأمره الحاكم أن يترك المسيحية ويعتنق الإسلام فعندما رفض متمسكا بإيمانه الصحيح أمر بجلده ألف جلده علي ظهره ولان لا يوجد إنسان يتحمل هذا العدد من الجلدات مات هذا الشهيد أثناء جلده ونال أكليل الشهادة والغريب في الأمر أن هذا الشهيد استشهد بعد 800 جلدة وعندما أمر الحاكم بخبر موته أمر بضربه المئتان الباقين وهو ميت!!!!

كذلك كان يوجد عشرة أقباط آخرين في الديوان الملكي أمر أيضا، إن لم يتركوا دينهم أن يجلدوا ألف جلدة فمات ستة منهم أثناء الجلد وأربعة منهم ضعفوا واسلموا.......

 

هذا قليل من كثير مما عانوه الأقباط في عصر هذا الطاغية ولكنني أردت أن أوضح بعض ما أمر به هذا المخبول بظلم وقهر للأقباط وكنيستهم والغريب أن هذا الظالم اختفي ولم يعرف مكانه بالتحديد فمن المؤرخين من يقول انه قتل ومن يقول انه هرب والغريب انه يوجد بعض المؤرخين الأقباط يقولون بان هذا الظالم قد اعتنق المسيحية في نهاية حياته وترهبن في احد الأديرة..... ورغم انه لا توجد قصة مؤكدة لاختفاء هذا الحاكم يبقي عصره شاهد علي مدي الظلم والقهر الذي كان يتعرض له الأقباط علي مدار تاريخهم العظيم......

والي صفحة أخري من تاريخنا العظيم

Essam nesim



E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون