عصام نسيم


 27 سبتمبر 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

essamnesim5000@yahoo.com  

 من صفحات تاريخنا العظيم (2)
دخول المسيحية الي ارض مصر

بقلم: عصام نسيم

ان من يقرا كيف دخلت المسيحية الي ارض مصر وكيف امن شعب مصر بسهولة بالسيد المسيح فارض مصر كانت مهيئة لقبول المسيحية كانت مثل الارض الخصبة التي تنتظر البذرة لتنمو فيها بسهولة ويسر هكذا كانت ارض مصر تنتظر الايمان بالمسيحية فالمصريين رغم كونهم كانوا وثنيين ولكنهم كانوا من اكثر شعوب العالم القديم الوثني تديننا بل وصلوا الي حقائق ايمانية كثيرة لم يصل اليها شعب من قبل مثل الخلود والبعث في الحياة الاخري والفو كتاب الموتي بل انهم وصلوا الي عبادة الاله الواحد وهذا الاله لذلك كانت المسيحية هي الديانة التي ينتظرها الشعب المصري فأمن المصريين بالمسيح وتحققت نبؤة اشعياء النبي ( فيعرف الرب في مصر و يعرف المصريون الرب في ذلك اليوم و يقدمون ذبيحة و تقدمة و ينذرون للرب نذرا و يوفون به ( اش 19 : 21 )

دخلت المسيحية الي مصر بواسطة القديس العظيم مارمرقس الرسول الذي جاء الي مدينة الاسكندرية في وقت كانت مدينة الاسكندرية من اكبر عواصم العالم الثقافية في ذلك الوقت مليئة بالفلسفات المختلفة وايضا الشعوب المختلفة فقد كان بها الرومان واليونانيين واليهود والمصريين الوطنيون وكان بها المكتبة القديمة ومدرسة الاسكندرية للفلسفة وكانت الديانات الوثنية سواء الرومانية او اليونانية او المصرية منتشره بها الي جانب وجود اليهود ووجود مجامع لهم في تلك الظروف الصعبة جاء القديس مرقس الرسول جاء وحيدا ليس معه احد سوا الله لا يحمل كيسا ولامزودا كامر سيده لا يحمل سيف او رمحا بل جاء بنعمة المسيح وعمل الروح القدس جاء بالايمان الحقيقي يستند علي قوة الهه ووعده له بان يكون معهم في كل حين بدأ بالايمان بشخص بسيط يعمل اسكافي اسمه انيانوس كان يسكن في الحي الوطني في مدينة الاسكندرية وامن انيانوس وصار اول مسيحي مصري وصار فيما اول اسقف قبطي وثاني البطاركة بعد مارمرقس الرسول ومن هنا انتشرت المسيحية في كل مكان في مصر وذهب مارمرقس الي الصعيد وبشر هناك وامن كثيرا من المصريين بالمسيحية بل واخلصوا بشدة من اجل هذا الايمان وبدء اول عصر للشهداء من اجل المسيحية واضهدوا المسيحيين المصريين من الرومان والوثنيين بسبب ايمانهم الجديد واحتملوا العذاب الرهيب والذي تفنن فيه الوثنيين ليرجعوهم عن ايمانهم ولكن لم يتنازل الاقباط عن الايمان الحقيقي الذي وجودوا فيه ما كانوا يبحثون عنهم وهكذ استمر الاضهاد حوالي ثلاثة قرون والعجيب انه كلما ازدات الاضطهاد علي الاقباط كانت اعدادهم تتزايد والمزيد يؤمنوا بالمسيح الها ومخلصا وهكذا بعض وقت ليس بقليل اصبحت مصر للمسيح وامن كل المصريين بالمسيح وانتهت تقريبا الوثنية من ارض مصر وهذا هو الامر العجيب جدا

فنفكر قليلا في هذا الدين الذي جاء الي مصر في هدوء تام جاء مارمرقس يحمل البشارة المفرحة جاءت البشارة المفرحة من السماء وليس من الارض جاءت وانتشرت في كل ارض مصر دون ان تجبر او ترغم أي احد علي الايمان به او اعتناقه

لم تأتي المسيحية مثل غيرها بواسطة جيوش محملة بالاسلحة تغزو وتنهب وتخرب ثم تجبر الشعوب الضعيفة باعتناق الدين الجديد او فرض جزية ظالمة لمن يستمر علي دينه لم تاتي المسيحية بالقتل والخراب بل جاءت بالحب والتسامح حتي مع الاعداء ومع المضطهدين ايضا لم نسمع ان مسيحي قبطي قتل أي شخص او حتي اضر احدا بل كان التسامح هو سمة تعامل الاقباط المسيحيين مع الاخر

جاءت المسيحية الي ارض مصر ولم تمحو هوية المصريين او تلغي لغتهم وتجبر عليهم لغة المسيح وهي الارامية او لغة الكتاب المقدس سواء العبرية او اليونانية بل نري المسيحية اندمجت مع الهوية المصرية واخذت الثقافة المصرية العظيمة وادخلت اليها الروح المسيحية واصبحنا نري التراث القبطي العظيم والذي لا يوجد مثيل له في العالم كله مثلا مثل الالحان القبطية العظيمة والتي يوجد مها الكثير كانت الحان تردد ايام الدولة المصرية القديمة ( الفرعونية ) مثل لحن غولغوثا ولحن اربسالين وغيرها من الالحان الرائعة كذلك الفن القبطي سواء فن الايقونة او العمارة او النسيج وغيرها من الفنون القبطية العظيمة

وهذه هي المسيحية لا تنقض وتلغي بل تكمل وتقدس لذلك راينا المصريين يدخلون الي دين الحق أفواجا وأفواجا ويؤمنوا بالسيد المسيح دون أي ضغط او ارهاب او عنف بل كان الاضهاد والعنف يقع عليهم بسبب هذا الايمان

2 الاستشهاد في المسيحية

الاستشهاد في المسيحية له فكر مختلف عنه في الاديان الاخري فكثيرا ما نسمع ان ارهابي يفجر نفسه في الاخرين يقولون عليه استشهد او مجرم يقتل ويرهب ثم يحكم عليه بالارهاب ويقولون شهيد او جيوش جرارة تخرج لتخرب وتهدم البلاد وتنهب وتسرق ومن يقتل في هذه الشعوب يسمي شهيد وكل هؤلاء القتلة ليس لهم صلة باي استشهاد وشهادة لله بل هم شهداء من اجل الشيطان شهداء من اجل الشر والخراب والدمار

الشهادة في المسيحية هي ان تشهد بالايمان بالسيد المسيح كمخلص واله وفادي تشهد بهذه الحقيقة للجميع وفي كل وقت وتحت أي ظرف نشهد للحق دون ان نخشي شئ

فالشهيد هو انسان يبذل نفسه من اجل ايمانه بالمسيح يجد حياته رخيصة يقدمها ذبيحة حب لإلهه عرف المسيح الاله المخلص الفادي لذلك لا يستطيع ان ينكر هذه المعرفة تحت أي ضغط او اضطهاد او عنف , فالشهيد اذن من يشهد بايمانه المسيحي ويقدم روحة وحياته من اجل هذا الايمان وكل شهداء المسيحية من هذا النوع شهداء شهدوا للحق الي النفس الاخير رغم ما تحملوه من ظلم وتعذيب لا يحتمله أي انسان لا تسنده نعمة الله وراينا في تاريخنا العظيم الشهداء العظام والذي تكرمهم الكنيسة اعظم تكريم فالشهداء في الكنيسة القبطية لهم شرف عظيم واكرام كبير جدا

واول شهداء المسيحية في مصر هو القديس مارمرقس الرسول ورغم انه ليس مصري بل يهودي ولكنه اول شهيد استشهد في ارض مصر من اجل الايمان المسيحي وكرازته بالمسيحية في ارض مصر ومنذ مارمرقس الرسول لم ينتهي الاستشهاد في المسيحية علي ارض مصر بل ابتدء وراينا انه في كل عصر وكل وقت شهداء في المسيحية يبذولون حياتهم من اجل ايمانهم حتي في عصرنا هذا يوجد الكثير من هؤلاء الشهداء فمادام الشيطان موجود يحارب كنيسة الله من خلال اشخاص وجد فيهم الشيطان نعمة التلميذ المخلص واضطهد كنيسة الله من خلالهم سيوجد شهداء في كل وقت في كنيستنا العظيمة

وكنيستنا تسمي كنيسة الشهداء لكثرة شهداءها وتقويمنا يسمي تقويم الشهداء ,

والشهداء في تاريخ كنيستنا العظيم لم تكون خاصة بفئة معينة من المؤمنين بل كان الشهداء من الجميع من ظباط الجيش مثل الشهيد العظيم مارمينا من الفتيات مثل القديسة دميانة من الولاة مثل مرقس والي البرلس ووالد القديسة دميانة من النساء المتزوجات مثل القديسة رفقة وابنائها الخمسة من الاطفال مثل القديس ابانوب والقديس قرياقوص مع امه يوليطة والقديسة مهرائيل من البطاركة مثل البابا بطرس خاتم الشهداء من الرهبان مثل القديس موسي الاسود والكثير والكثير من الشهداء من كل الطبقات والاعمار النوع جميعهم قدموا حياتهم من اجل ايمانهم

هؤلاء هم الشهداء الحقيقيين وليس القتلة والإرهابيون وسفاكي الدماء والذي يطلق عليهم ظلما شهداء ولا اعرف شهداء من اجل ماذا ولماذا ....

essamnesim



E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون