عصام نسيم


  04 أكتوبر  2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

essamnesim5000@yahoo.com  

حول المؤتمر القبطي

بقلم عصام نسيم

 

أذيع منذ أيام قليلة برنامج علي قناة دريم (27/9/2005) حول المؤتمر المزمع إقامته في الكونجرس الأمريكي والذي سوف يناقش الاضطهاد الذي يتعرض له الأقباط في مصر وقد تم الاتصال بالأستاذ مايكل منير من أمريكا وكان ضيوف البرنامج جمال اسعد والأنبا يوحنا قلته والأستاذ محمد سيد سعيد ولي بعض التعليقات حول ما ورد في هذا البرنامج .....

أولاً يجب أن نفهم مفهوم كلمة اضطهاد فعندما نقول أن الأقباط يضطهدون فلا نقصد أنه اضطهاد مثل ما كان يحدث في القرون الأولي للمسيحية أو عند غزو العرب لمصر ولقرون طويلة بعد ذلك ولكن الاضطهاد هنا أن هناك الكثير من الأمور التي يتعرض لها الأقباط في حياتهم اليومية أو في ممارسة عبادتهم في حرية أو أنهم يعاملون كمواطنين ليس لهم حقوق وذلك لكونهم مسيحيين والكثير والكثير من الأمور المعروفة لنا جميعا . وهذا الاضطهاد موجود منذ دخول العرب ألي مصر واحتلالها وأسلمت أهلها الأقباط سواء بالقوة أو الجزية أو الاضطهاد المستمر ولكن هذا الاضطهاد اختلفت حدته في هذا الزمان طبعا فليس ما يتعرض له الأقباط اليوم مثل ما كان يتعرض له أجدادنا في الماضي ولكن هذا لا يمنع أن هناك اضطهاد للأقباط يتم في كل وقت علي أرض مصر . إذن ليس موضوع المشاكل التي يتعرض لها الأقباط اليوم هي ارث موجود منذ الزمان العثماني منذ 500 عام فقط مثلما قال الأنبا يوحنا قلته فهذه القول مغالطة للتاريخ ومحاولة لنفي تهمة اضطهاد المسلمين للأقباط منذ دخول الإسلام مصر وأين كانت الكنيسة الكاثوليكية في عصور اضطهاد الأقباط علي أيدي المسلمين علي مدار تاريخهم .

ثانيا ما أذيع في الحلقة عن الوئام بين الأقباط والمسلمين وليس هناك اضطهاد وهم زي السمن علي العسل  وان من يقولون أن هناك اضطهاد يريدون الفتنة .... الخ

وهنا يجب أن نوضح أن هناك علاقات قوية بين الأقباط والمسلمين وان هناك الكثير من الأمور التي تربطهم معا وان هناك الكثير من الأخوة المسلمين المتسامحين والذي يتعاملون مع القبطي علي انه مصري في البداية والنهاية وليس مختلف في الدين أو كافر مثلما يقول البعض . ولكن هذا لا يمنع أن  هناك الكثير والكثير من المتعصبين الذين يتعاملون مع الأقباط علي أنهم كفرة وان هناك تيار في المجتمع المصري يسعي إلي أسلمت كل ما في المجتمع هذا التيار الذي يقوده الإخوان المسلمون يتعامل مع الأخر علي انه كافر أو مواطن من الدرجة الثانية وليس له حقوق مثل المواطن المسلم . كما أننا لا ننكر أن المسلم يستمر في علاقة طيبة مع أخيه المسيحي ولكن عندما يصل الأمر إلي صدام في الدين ، نري الأمر اختلف تماما ونري المسلم صورته تغير ت وأصبح القبطي بالنسبة له عدو وليس صديق وقد رأينا الكثير مثل هذه الأمور . أذن حتى العلاقة الطيبة بين المسلم والقبطي مهددة بالانهيار في أي وقت مادام أصبح كل شيء في هذا المجتمع ينظر إليه من منظور الدين فقط .

ثالثا أيضا ذكر في الحلقة أن التوتر الموجود في علاقة المسلم مع المسيحي هي ارث منذ زمن طويل وثقافة وليس للمسلمين ذنب فيه وهو ما قاله الأنبا يوحنا بصراحة . هذا الكلام هراء فهل التعصب والتطرف الذي نراه اليوم من المسلمين للأقباط والذي تغذيه في كل يوم عوامل كثيرة مثل الإعلام المتطرف والمستمر منذ أيام الشعراوي إلي شيوخ الفضائيات وشيوخ الكاسيت والذين يزرعون الكراهية والرفض للأقباط والتعامل معهم علي أنهم كفرة . كذلك الجرائد وما ينشر بها وأيضا الجوامع وما يقال فيها من خطب متطرفة تفرق بين القبطي والمسلم . أن لغة المسلمين في كل وقت مع المختلف معهم في الدين هي لغة هدم وليس بناء أن الآباء يربون أبنائهم علي أن القبطي كافر ليس له أمان كتب عليه الذل . أن هناك الكثير من الأمور التي زرعت هذا التوتر في العلاقة بين الأقباط والمسلمين ، والمسلمين هم مسئولون عنها مسئولية كاملة من حكومة إلي إعلام إلي الأزهر إلي شيوخ الجوامع والي أخر القائمة . أذن مقولة أن المسلمين اليوم لا ذنب لهم هو ليس كلام دقيق .

أيضا مقولة الأنبا يوحنا قلته في تسأله لماذا لا يعقد المؤتمر في مصر وأنا أقول له هل تسمح الحكومة المصرية بإقامة هذا المؤتمر في مصر ؟ أنا لا اعتقد ذلك . فكلنا يعلم كيف تتعامل الحكومة المصرية مع الملف القبطي ومحاولة التعتيم الكامل علي أي حادث يحصل للأقباط فما بالنا بمؤتمر يفضح كل تلك الأمور والممارسات في مصر .

رابعاً ليس معنا كلامنا هذا أننا نطالب بحماية دولية كما قيل في البرنامج فهذا في اعتقادي ليس الغرض من المؤتمر وليس هذا ما يريده أقباط مصر فعلي مدار تاريخ كنيستنا ورغم الظلم والاضطهاد التي تعرضت له الكنيسة والشعب القبطي لم يحدث أنها طلبت أي حماية من أي احد فحامي الكنيسة هو الرب يسوع وهو المدافع عنها وما يقال أن الأقباط يريدون الحماية من أمريكا فهذا كلام فارغ ولا يوجد أي قبطي يريد ذلك مهما تعرض للاضطهاد أو الظلم لن نتكل علي ذراع بشر ومن يعتقد أن أمريكا هي حامي حماة المظلومين والمقهورين . فهذا به شيء من الخداع فأمريكا ماذا فعلت أثناء اضطهاد وقتل الأقباط سواء في عهد السادات أو مبارك أو ماذا فعل الغرب عموما ولكن هذا لا يمنع أن نظهر للعالم كله حقيقة ممارسات الحكومة المصرية والكثير من المتعصبين المسلمين للأقباط في مصر ولكي يعلم العالم المتحضر كله معاناة الأقباط لمجرد بناء كنيسة يصلوا بها وكيف يعاملون معاملة سيئة وكيف يتم تكفير الأقباط في كل وقت وعلي مسمع من الحكومة دون فعل أي شيء بل وأحياناً كثيرة تساعد في أسلمت بعض الأقباط وخصوصا الفتيات .

وكيف يوجد مراكز في مصر مهمتها هي أسلمت اكبر عدد من الأقباط .

نريد أن يعرف العالم كله الحقيقة بدون مبالغة أو تهوين الحقيقة كما تحدث . فالأقباط يتعرضون فعلاً للاضطهاد ، ولكن في أحيانا كثيرة يكون اضطهاد غير مباشر يتخفي في أمور وممارسات كثيرة نتعامل معها في كل وقت وفي كل مكان . أيضا في مصر للأسف القانون لا يحكم علي القبطي مثلما يحكم علي المسلم في قضاياه وقضية الكشح خير دليل فكيف يقتل 21 قبطي دون أن يحاكم أي شخص بأي حكم ويحكم علي الجميع بالبراءة؟  فأي قانون هذا وأي قضاء وأي عدل هذا ؟ إذن من يقولون أن الأقباط كالمسلمين يجب أن يفكروا جيدا قبل أن يدعوا هذا .  

خامساً لا اعلم لماذا في كل أمر يخص الأقباط لا نري سوي وجوه معينة علي شاشات التليفزيون مثل جمال اسعد ونبيل لوقا والأنبا يوحنا قلته ؟  لماذا لا يأتوا بأقباط حقيقيين تشغلهم فعلا قضية الأقباط ، أقباط يثق فيهم  أقباط مصر  وليس متحدثين باسم الحكومة يقولون كلام ليس له علاقة بالحقيقة . أنا أيضاً أتعجب لماذا لم يتم استضافة شخصية من الكنيسة الأرثوذكسية لنعرف وجهة نظر الكنيسة في ذلك نظرا لان معظم شعب مصر من الأقباط الذين ينتمون للكنيسة القبطية وليس للكنيسة الكاثوليكية

شيء عجيب لفت نظري في هذه الحلقة وهي أسلوب حوار جمال اسعد وبصراحة أنا لا اعرف وجهة نظره بالنسبة لقضايا الأقباط . فانا اشك في هذا الرجل واشك في انتمائه للكنيسة والشعب القبطي عموما .

وبصراحة أكثر ما أعجبني في هذه الحلقة هو الأستاذ محمد سعيد فعلى الرغم أنه مسلم ولكنه كان في كلامه أكثر عقلانية ومنطقا من الأقباط . أيضا رأيه بالنسبة للأقباط وان لهم حقوق يجب أن يطالبوا بها أيضا دفاعه عن أقباط المهجر وعن المؤتمر خصوصا عندما لمح جمال اسعد بان هناك صلة بالمؤسسات الأمريكية والخارجية الأمريكية وبعض أقباط المهجر وطبعا مفهوم الغرض من هذا الاتهام وهو تهمة الخيانة والعمالة لأقباط المهجر الذين يدافعون عن أخوانهم الأقباط في مصر وتحويل ما يفعلوه  من الدفاع عن الأقباط إلي محاولة للتدخل الأجنبي في مصر وقد أعجبني كثيرا دفاع الأستاذ محمد سعيد عن الأقباط وعن المؤتمر وقد اثبت فعلا أن هناك أخوة مسلمين شرفاء يهمهم فعلا الدفاع عن الأقباط ويهمهم مصلحة الوطن بمسلميه ومسيحيه . وكنت أتمني أن يدافع عن الأقباط ومؤتمرهم شخصية قبطية مع الأستاذ محمد ولكن للأسف أقباط الحلقة لا يعنيهم الأقباط .

وأخيراً نريد من الأقباط في الداخل والخارج بالمطالبة بحقوقهم المهضومة نريد بكل طريقة سلمية متحضرة نريد  للأقباط حرية العبادة وان يعاملوهم كمواطنين كاملي المواطنة وليس مواطنين من الدرجة الثانية نريد أن تكف الحكومة والمتعصبين من المسلمين عن كل الممارسات المخجلة عن الأقباط  .

نريد حقوقنا واعتقد أن هذه المطالبة مشروعة مائة في المائة 



E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون