جورج المصري


  27 يونيو 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

george_elmasri@yahoo.com

هل الأرهاب فعلا أرهاب؟
 
بقلم: جورج المصرى
 
سؤال محير للجميع بمافيهم من نسميهم بالإرهابيين ؟
الأرهاب من وجه نظر الأرهابيين يختلف في أي جانب تنظر أليه  فأن كنت مسلم سلفي فأنت مجاهد في سبيل الله والأرهاب حق مشروع لك حسب القرآن و الشريعة و السنة المحمدية . نعم هذا واقع في داخل عقول هؤلاء المجاهدين .
وفي عقل المسلم العادي تتشابك الخطوط والخيوط فتاره مهلل للمجاهدين وتاره محتار في أي جانب هم وفي أي جانب هو, وتاره لايجد إلا أن يشجب تصرفات المجاهدين ويحمل خطأهم علي غير المسلمين .
 
هل ياتري يعرف الأسد كحيوان, أننا نطلق عليه لفظ حيوان متوحش ؟ هل ياتري يعتقد الأسد إنه حيوان متوحش أو حتي يطلق عليه البشر لفظ ملك الغابة؟
هل ياتري تعرف الثعابين أنها أكثر المخلوقات أرهاب للأنسان؟ وهل تعرف الثعابين أنها أكثر المخلوقات تتهافت علي جلودها النساء والأغنياء؟
هل ياتري تعرف التماسيح أنها شرسة و ةنها محكومه بالبيئة المحيطة بها وأنها لاتستغني عن الماء و الوحل ؟ هكذا لايعرف الأرهابيون أنهم أرهابيون . أنهم مخدرون بتعاليم الأسلام التي تسقيهم  شرعية القتل و التنكيل . وبالطبع بالنسبة لنا الغير مسلمون هذا يعد قتل وأرهاب وتنكيل. وبالنسبه لهم هو الجهاد  يخدمون به  آلههم الذي صرح لهم تصريح مبين بأن من قتل كافر دخل الجنة ومن مات في قتال كافر فهو شهيد, ناهيك عن المكافأة السماوية من حوريات مضاعفة وخمر ولبن وغلمان اليست هذه هي الحقيقة؟
 
الأرهابيون من وجه نظر أخوانهم المسلمون هم جماعه متشدده تنفذ تعاليم الدين بطريقه خاطئه ولكنهم مسلمون يحبون دينهم ولايهمهم إلا الدين وتنفيذه بحذافيره ويظن المعتدلون أن هؤلاء ليسوا بكفره أو كفار لأن فكر التكفير غائب عن معرفتهم بل هم نوع من أنواع المسلمين تأخذه الحمية والحماسة بفعل أفعال تخالف تعاليم الدين الحنيف ، ويتعجبون من أن الأسلام يقول, لكم دينكم ولي ديني, وأن القرآن يحترم أهل الكتاب بل يؤمن القرآن بنبي المسيحيه (علي حد تعبير المسلمين) فلماذا  يعادي المسيحين الأسلام (هذا أفتراض المسلمين لا أساس له من الصحه) وهم أي المسلمين يؤمنون  بالمسيحيه (كلام دون أي واقع) في حين أن المسيحيه لاتؤمن بالأسلام؟ الحقيقه أن الأغلبيه العظمي من المسلمين لايعرفون شئ عن علم الناسخ و المنسوخ في علوم الفقه هذا العلم الذي يؤكد أن اليهود والمسيحين أو النصاري هم كفره ويستحقون الموت أينما وجدوا .  فلذلك عندما يعلم المسلمون من الأوساط المتعلمه أن تصرفات الأرهابيين أو السلفيين مبنية علي التعاليم الأسلاميه الحقيقيه تحدث لديهم حالة من البلبلة, منهم علي مستوي عال من الشجاعه و العلم والأرتقاء الحضاري تجده يهرب من الأسلام كدين ويصير بلا دين وكون المسلم من خلفيه متحضره وبطبعه يميل الي ملء الفراغ الروحي يبحث عن آلهة  جديدة فوجد العديد منهم أن الحياه المسيحيه أقرب الي طبيعتهم المحبه وبالتالي أعتنقوا التعاليم المسيحيه بل أخذوا في التبشير بها ليس لكره في الأسلام بل محبه لأشقائهم في الوطن لأنهم يرغبون في أن ينتفع الجميع من أهلهم وذويهم بتلك الكنز العظيم المفتوح و المتاح للجميع.  والبعض الأخر ينحرف ويذهب في هذا التيار أن كان يمر بظروف مالية صعبة أو يأس من أن يجد عمل أو ظروف حياته العائلية تجعله يشعر أن الغضب الداخلي الذي يعتصره من قلة الحيلة وعدم أمكانيات الزواج أو تأسيس منزل . فالهروب الي الجبال والحياه في أعتقاد وهمي  أنهم يجاهدون من أجل مستقبل أفضل هناك في الجنه وأنهم يقومون بعمل جليل علي الأرض يزيل شعورهم بالفشل في الحياة العملية .
 
أما الأرهابيون من وجه نظر غير المسلمين تنقسم الي عدة اقسام .
القسم الأول القسم الذي عايش الأسلام في الدول الأسلامية عاش كأقلية ومازال يعيش كأقلية وفي نفس هذا القسم هؤلاء الذين هاجروا من الدول الأسلاميه الي الدول الديموقراطية المتمدنة المتحضرة . يري الأرهابيون  أمتداد طبيعي لكل مسلم  و باتوا  يروا  كل المسلمين علي أنهم أرهابيين تحت التأسيس وأتسعت الهوه بين مسيحي الشرق الأوسط و المسلمين في الدول الأسلاميه وبالذات في مصر وسوريا و العراق ولبنان وفلسطين نعم أيضا في فلسطين.
القسم الثاني هو الذي يعرف الأسلام من خلال وسائل الأعلام الغربية التي هي الأخري أعمي يقود أعمي تستقي معلوماتها من المسلمين المهاجرين أو تستقي المعلومات من سفارات الدول الغنية مثل السعودية التي تلعب دور هام في تدليس المعلومات واعطاء صورة مجملة بل صورة تنافي الحقيقه عن الحياه في السعودية أو حتي الدين السلفي الوهابي الذي تتبني المملكة نشره  في جميع انحاء العالم .
القسم الثالث هو الغربي المتفتح الذي يقوم بالبحث معتمدا علي ماتعلمه من أصول البحث العلمي ووجد أن الأسلام الحقيقي ينافي تماما ما يقوله السياسين الغربيين عن الأسلام بل أنهم بدأوا في وصف هؤلاء السياسيين بأنهم يتعمدون تضليل شعوبهم بسبب جماعات الضغط السياسي التي تشتريهم السعودية بأموالها البترولية المعروفين  بـ Lobby Groups  .
الوضع الراهن غاية في التعقيد حيث أن الجميع  في حالة انعدام وزن و الجميع متجه في اتجاه معين أو اتجاه أخر لايعرف أين سيقوده هذا الأتجاه بدأ من الخلايا الأرهابية مرورا بكل الدول الأسلامية المعتدلة و الأوربيين وأسرائيل وعلي حد أدق العالم كله أصبح رهينة وضع من الصعب حله لانه لابداية له او حتي نهاية.
سيفشل العالم بدون شك في التعامل  مع المشكلة لأنه لم يحدد مسببات تلك الكارثة فهو محتار ويتسائل هل ياتري الأسباب في الدين الأسلامي أو بسبب أحتلال أسرائيل لأراضي العرب ,علي حد تعبير العرب, أو لأن العرب لايعترفون بحق أسرائيل في الوجود . وأن فرضنا, ولو بمعجزه, حلت قضيه الفلسطنيين و أسرائيل هل حقا هذه المشكلة هي لب القضية ؟ أم أن لب القضية هو الشريعة الأسلامية و التعاليم القرآنية و السنة وهل هناك حل فيهما ؟ وماهو الحل في نصوص جامدة لايمكن تحويرها أو حتي تفسيرها من جديد دون الأستعانة بكتب العلماء الأوليين الملقبون بعلماء السنة و الفقة والمذاهب المختلفة ؟
حقا أنها مشكلة عويصة وبكل صراحة لاحل لها .
 
يختلف البعض معي في أنه لاحل لهذه المشكله, فقطعا هناك حلول من وجه نظر العديد ولكن ياعزيزي القارئ اثبتت الحلول جميعا الي الأن فشلها في التقدم ولو خطوة للأمام . يذداد العالم عنف ويذداد ميزان العجز في ميزانيه أكبر الإقتصاديات العالمية و الفقير يصير معدم و الغني يصير فقير علي الرغم من أن التقدم التكنولوجي الحالي كان ولابد من أن يرفع مستوي المعيشه في جميع دول العالم تدريجيا بسبب تلاشي حدود العمل و العماله  بين الدول "مثال يعمل الهنود في أمريكا دون الأنتقال الي أمريكا... فمعظم الشركات العالميه بما فيها شركات الطيران تستخدم موظفين هنود في خدمه العملاء حول العالم بأقل تكلفه حيث أن الموظف لايكلف تلك الشركات إلا راتبه و حتي لاتقوم الشركات بأدارة شؤن الأفراد فهناك شركات تعمل من الباطن كمقاولين أنفار بصوره جديده. ولكن الأرهاب يعيق حركه الإقتصاد العالمي بل أن الإقتصاد العالمي مهدد بكارثه لايعلم مداها أحد فتزايد سعر البترول بتلك الصوره البشعة سيؤدي الي بطئ غير عادي في كل شئ وكافة الصناعات وبالتالي يدخل العالم في دائره الفقر الجديدة التي قد تستغرق النصف الأول من القرن الحادي و العشرون .
 
الحل من وجة نظر المتشددين الديموقراطيين اليمينين  هو محاربة الأرهاب بنفس الأسلوب وبالتالي يذهب أبرياء كثيرين ضحايا الأرهاب الأسلامي ، وكما قال بعض الغربيين معبرين عن غضبهم في بعض برامج الأذاعة و التلفزيون التي تفتح خطوط التليفون للمستمعين أنه يجب قتل 1000 مسلم مقابل كل أنسان برئ يموت بسبب الأرهابيين الأسلاميين!!
وقال البعض من أتباع اليسار الغربي الديموقراطي  أن السبب وراء حادث لندن هو المخابرات البريطا
 


E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون