جورج المصري


06 أغسطس 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

george_elmasri@yahoo.com

هل تحسب ان النور و الظلمه يجتمعان

 

بقلم: جورج المصري

 

بدون شك ان اقباط مصر اصبحوا غير موضوعيين بل اصبحوا تائهين في ارجل المد الارهابي. تاره تجدهم يعانون من الارهاب الاسلامي وتاره تجدهم يتصرفون مثلهم مع الفارق ان القبطي يتكلم فقط انما الارهابي الاسلامي يتكلم دون ان يعي مايقول و يفعل ملايقبله عقل.

 لحظه عزيزي القارئ لاتنفعل لانني لم اقول شئ بعد.

الانفعال قبل الاستماع شئ بهت الارهابيين الاسلاميين به علي اقباط مصر وكانهم اصبحوا يخشون سماع الراي الاخر خوفا من الاتفاق معه. يخشون مسائله السلطه الدينيه خوفا من عقاب السماء لان ابن الطاعه تحل عليه النعمه. كانت النتيجه إن ثقل الاقباط كنيستهم بكل شئ حتي مسؤليتهم في تربيه الاطفال و الزواج و الخلفه و الترقيه و العمل والسفر و المذاكره وفي كل شئ  . عندما تحدث اي مشلكه يهرع الاهل الي الكنيسه !! وهذا حسنا جدا الكنيسه مصدر البركه و النعمه ولكن ياعزيزي القارئ ان لم تبني الصله بين الكنيسه وابنائك كيف تنتظر من الكنيسه وتعاليمها ان تكون فعاله في حياتك ان لم تكن انت فعال فيها؟ هذه ليست موعظه فأنني اكثر منكم احتياج للوعظ ولكن كما تعلمت من ابائي المعلمين في كنيستي العظيمه ان الانسان يتخيل ان الكنيسه لديها عصا سحريه لحل ما عقده الانسان بيده. شبهها احد الاباء كمريض يلجاء الي الطبيب وهو في سكرات الموت في حين انه لم يسمع لنصح وارشاد طبيبه في العنايه بصحته وبحياته . فتجد الانسان يلجاء للكنيسه وهو بين الحياه و الموت ويتخيل انه لعازر وان علي الرب اقامته من الاموات دون ايمان ويعتقد ان مثل شقيقات لعازر سيتكرر معهم بشفاعه القديسين سيسمع الرب شفاعات قديسيه وتحدث المعجزه. ولكن تناسوا ان عندما تشفعت شقيقات لعازر للرب قلن له ليعازر الذي انت (تحبه) قد مات ؟ ولو كنت موجود لمامات لعازر. فأذن لم تقل مرثا انه بسبب حب المسيح لها سيقيم لعازر من الموت ولكنها تشفعت بحب الرب لليعازر لكي يقيمه من الموت شفاعتها كانت لجذب انتباه الرب وهو لم يكن في حاجه لكي يجذب انتباه احد بل هو من قال اطلبوا تعطوا اقرعوا يفتح لكم. نحن نطلب و الرب يستجيب لمحبته لمن نطلب من أجلهم وبدون شك الرب يحب كل اولاده الخاظئين و الابرار دون ادني شك. ولكن ياأحبائي ان لم نكن في علاقه وثيقه معه ونحن المدعويين ابناء الرب فبأي حق تتجرئون وتطلبون منه التدخل في حل مشاكلم الان وهو كان بعيد عن حياتكم اساسا وبأختياركم ايضا.

ويل لمن تاتي منه العثرات؟ العثره هنا ليست الخطيه لان الخطيه لايفعلها الا الخاطئ لاني اليك وحدك اخطأت و الشر قدامك صنعت. العثره ياخواتي هي الطعم الذي ننصبه لاخوتنا في الايمان وتؤدي الي ان يبتلع اخوك او اختك في الايمان الطعم ويقع في شباك الخطية والكثير منا يقع في تلك الشباك بيد المؤمنين دون علم منهم.

وكما قال لنا الكتاب رجوع مؤمن مجروح اصعب من تدمير اسوار القلاع.

اليوم شعرت بأنني اود ان اوجه نظر عزيزي القارئ سواء كان انسان او أنسانة مؤمنة او غير مؤمن بأن الرب يسوع المسيح هو الطريق و الحياة وهذا الطريق صعب المشي فيه دون الحياة مع الرب يسوع المسيح وبدون ان تتمسك به وتمسك بيده ستجد صعوبات لاحصر لها في حياتك الروحية وحياتك العملية.

بكل وضوح وبصراحة ودون اي لف او دوران انا  لم ولن اهاجم الكنيسة ولا قداسة البابا كسلطة اكليروسية ممنوحه السلطة باختيار الروح القدس له لكي يرعي شعب كنيستة . و الرعاية هنا رعايه روحانية ومن الرعاية الروحانية يقوي الانسان علي مواجهة مصاعب الحياة .

وجهه نظري ان الانسان القوي في الروح السالك في مخافة الرب لديه من القدرة علي الاختيار في شئون العالم افضل بكثير من الاخريين ولذلك اهتم الرب يسوع المسيح في العهد الجديد ان يمنحنا قوة الروح المعزي الماكث معنا يعلمنا ويرشدنا في شؤن الحياة. فأختياري لكل الاشياء حتي ولوكان خطأ من وجة نظر الاخريين هو اختياري انا احاسب عليه انا وان كنت اراعي الرب في كل اعمالي فاذن اختياري سيكون من الرب لان من يُسلم حياته للرب يعمل الرب فيه ويعضده . ولكن عندما يتواكل الانسان ويرجع كل تصرفاته الي توجيهات  الكنيسة دون احتمال ان الجميع اخطئوا ويعوزهم مجد الرب. خلاص نفس الانسان واهل بيته هي مسؤليته الشخصية فهذا يستدعي الي تفتح الذهن .

انني ارفض بكل محبة ان يقول لي اي انسان انني لست ابن طاعة عندما اختلف في امر من امور العالم مع رئيس كنيستي . هل ينعتني الاخريين بانني لست ابن طاعة ان قلت لابي وبكل محبة انني لااتفق معك في الرأي فنحن هنا لسنا مختلفين علي الوهيه السيد المسيح او انني مختلف مع ابي البطرك في شأن من شئون الايمان الارثوذكسي . اننى أؤكد أنى مختلف معه في شأن من شئون السياسه وقد اكون مصيب في الرأي وقد اكون مخطئ لان  السياسه لاتوجد بها نظريات صماء تجزم بالنتائج ان فعلت هذا تكون النتيجه ذاك؟ وللاسف لايمكن لاي انسان ان يدعي المعرفه الكامله بناحيه من نواحي النقاش والا انعدمت الاراء ولاتستطيع الامم التطور اذا اعتمدت علي رأي انسان واحد.  من يعضدد شئ يستطيع معارضته اومعارضة معارضيه فإن عضدت انسان ما بالتالي ترفض المنافسين له؟ نعم ان سرنا في اتجاه الشرق فنحن نبعد عن الغرب وان صعدنا فنحن نبعد عن القاعدة . وفي جميع الحالات وجب ان تسأل نفسك ان سرت في تجاه معين فلابد من ان يكون هناك هدف ترمي الي الوصول اليه؟ وسبب سؤالي هنا لماذا اختارت رئاسة الكنيسة السير في ترشيح وتعضديد الحكومة الحاليه؟ في حين انني لم اسمع كاهن او آسقف او قداسة البابا في اي اجتماع حضرته يتحدث في السياسة. طوال عمري لم اري الكنيسة تعلم اسس او أسباب  الاختيار للسياسيين  . هل ستتوقف الكنيسة عند حد اختيار رئيس الجمهورية ؟ ان رشحت نفسي مثلا في انتخابات مجلس الشعب القادمة هل سأحظي بتعضديد الكنيسة كما حظي السيد مبارك؟ ام ان الكنيسة لاتؤيد الا رئيس الجمهورية؟ هل تقابلت الكنيسه مع السيد أيمن نور وبناء علي تلك المقابلة وجدوا انه لايمثل اتجاه مطمئن للكنيسة؟ هل ستتقابل الكنيسه مع كل المرشحين لمجلس الشعب وتحدد قائمة بالمرشحين الذين تعضددهم الكنيسة ؟ هل ستؤيد الكنيسة كل المرشحين الاقباط دون عن المرشحين المسلمين ؟ ام ستؤيد الكنيسة اختيار مرشح  مسلم عوضا عن  مرشح قبطي ؟ وان صح هذا فما هي اسس المفاضلة؟ أسئله كثيرة تدور في فكري لااعرف لها اجابة ولااتوقع من الكنيسة اي اجابة عليها . لانها اسئلة سياسية بحتة قد تؤدي الي التفرقة اكثر من لم الشمل؟ وماذا تنتظر الكنيسة من الرئاسة الدينية الاسلامية ؟ ان تؤيد كافة المرشحين المسلمين لمجرد انهم مسلمين ام انه من المحتمل ان يؤيد الازهر ترشيح قبطي؟ السؤال المطروح الان ان حدثت المعجزة وفاز السيد أيمن نور في الانتخابات القادمة وهذا احتمال وارد حتي ولو كان ضئيل ماذا سيكون رد الكنيسة عندما يسأل الرئيس الجديد رئاسة الكنيسة ويقول لماذا لم تعضدوني كما عضدتم الرئيس السايق ؟ وعند انتهاء مدة رئاسة السيد ايمن نور هل سترشح الكنيسة ايمن نور ؟ ام جمال مبارك ؟ مالحكمة وراء هذا التصرف . المسيحية حياة و الديموقراطية ايضا حياة . الديموقراطية مستمدة من التعاليم المسيحية دون ادني شك بدليل ان الدول الديموقراطية الحقيقية هي الدول التي يتمتع الاقليات بها بكامل حريتهم حتي ولو عارضوا الحكومة معارضة صريحة. كما كنا نري العرب المهاجريين في انجلترا في هايدبارك كورنر يكيلون الشتائم و الاكاذيب عن الحكومه البريطانيه وشعبها المسيحي ولم تمسهم يد بأيذاء وفي اوروبا الغربيه تجد الجوامع تشحن النفوس ضد الحكومات و الشعوب الاوروبيه ليل نهار ولم تمسهم يد . في الولايات المتحدة الامريكية ام الرأسماليه التي يطلق عليها العرب المسلمين انها حامي حماة أسرائيل تترك الحكومة الامريكية المسلمين يعلمون تعاليمهم الدينية في المدارس الحكومية في حين ان الاغلبية من المسيحين منعتهم الحكومة من تسمية الاعياد المسيحية بمسمياتها حفاظا علي شعور الاقلية المسلمة .اعطوني مثل واحد لاي دوله غير مسيحية يستطيع اي انسان ان ينتقدها كما نري في الديموقراطيات الغربية؟ اعطوني مثل واحد لاي حكومه اسلامية اعطت أبنائها قطعة من الارض مقابل دولار واحد في اهم الميادين او وسط المدينه لاقامة كنيسة كما اعطت الولايات المتحدة الامريكيه المسلمين الارضي بالاف الافدنه دون مقابل؟ اكبر جامع في وسط المدينه ببوسطن اعطته الولاية الي احد الجمعيات الاسلامية دون مقابل وعلي الرغم من ان المسلمين في تلك المدينه ليس لهم من القدره الماليه لبناء هذا المبني الضخم الذي كلف الملايين لم تتسائل الحكومة من اين اتت الملايين عندما ادعي المسلمين الفقر وطلبوا منحهم الارض؟ المثل الذي يقول داويها بالتي كانت هي الداء مثل جاهل صادر عن جهل .

لاتتدخل الكنيسة في السياسة لانها لاتملك الانحياز مع او ضد اي انسان وهذا هو السبب وراء اعتراضي علي تأييد الكنيسة اعادة ترشيح الرئيس الحالي .  ودمتم

 



E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون