- مبروك جالك قلق!
-
- فى ظل الهجوم المتصاعد و الحراك السياسى و الأجماع الشعبى
على رفض الأستعباد و التمادى فى الفساد و التجديد لخانق العباد,
ملكنا المفدى الذى اعتبرنا ثمرة تعبه و مجهوده, فأراد توريثنا
لأبنه ثم حفيده من بعده, بدأ الريس و نظامه فى محاولة أخرى
لخداعنا, فراح يتظاهر بالصلاح و التوبه و العمل الجاد ليعلن لنا
المسؤولون عن صرف عشر جنيهات لكل تلميذ و زيادة الرواتب و خفض
الضرائب و الجمارك و عن خطط لرفع قيمة الصادرات و رفع معدل
الأستثمار و النمو الأقتصادى وتوفير 700 ألف فرصة عمل, و كأننا
فجأه وجدنا مصباح علاء الدين و سنصبح أحسن من سويسرا!
بالله عليكم فليشرح لى اى متعلم او نصف متعلم او حتى ربع عاقل..
كيف نصدقهم؟ و كيف ُتقدم الحكومة على مثل تلك التصريحات و
الخطوات فى ظل تفاقم الدين المحلى الذى ارتفع الى ما يزيد عن 455
مليار جنية حسب التقارير الرسمية الصادرة عن البنك المركزى,
بالأضافة للمديونيات المستحقة على الهيئات الأقتصادية و التى تصل
نسبتها الى 91% من الناتج المحلى فتتعدى نسبة الأمان (10%) للدول
النامية, هذا الى جانب ازدياد الدين الخارجى الى اكثر من 31
مليار و ازدياد العجز فى ميزانية الدولة ليصل إلى 58.5 مليار
جنيه, مما يرجح أننا فى طريقنا للمزيد من الأزمات وأرتفاع معدلات
التضخم و نقص السيولة و انخفاض قيمة الجنية, و أننا على مشارف
انهيار اقتصادى و ان كل التصريحات الوردية و الرشاوى الحكومية
مجرد مسكنات.
و طبعا كثف الأعلام من حملاته و تلميعه لشخص الرئيس و عائلته
فأصبحنا مطاردين بأخبار و برامج عن ماما سوزان و أونكل جمال و
جدو مبارك الذى يبدوا انه فقد شعبيته حتى بين الأطفال الذين
سئموا من اجبارهم على كتابة الموضوعات الأنشائية عن أمجاده و
انجازاته, فشاركوا فى مسيرة ضريح سعد الأخيرة و حملوا الشموع و
لافتات كفاية و كأنهم أستشعروا ما ينتظرهم من بئس و شقاء و مصير
أسود فى ظل انهيار التعليم و بيع المصانع و هروب الأستثمارات و
ازدياد معدلات البطالة و التلوث و الفساد.
كما يصر الأعلام على ان يظهر لنا الرئيس فى صورة الساهر على
راحة الشعب والأب الحنون و القلب العطوف و أبو الواجب لدرجة انه
يسارع بنفسه للأتصال بالفنانين فى المستشفيات فيطمئن على صحة
أحمد زكى و عبد الله محمود و سعيد صالح و يسأل على يونس الشلبى
,و طبعا الأهتمام بالمرضى سلوك جميل و رائع و لكن حينما يكون
لوجه الله و ليس للدعاية و الأستعراض او لغرض ما فى نفس يعقوب,
ثم أين كان حينما تحطمت طائرة مصر للطيران منذ سنوات و هل أخذ من
وقته فى شرم الشيخ دقائق ليوجه كلمة عزاء للشعب؟ و هل أتصل
بضحايا التعذيب فى المعتقلات و السجون؟ هل أتصل بضحايا قطر
الصعيد؟ او بالستة عشر بحار مصرى المهددين بالموت جوعا و عطشا
على متن عبارة الصفا التى تخلى عنها صاحبها و رفض تزويدها
بالوقود ليتركها و طاقمها فى عرض البحر حتى الآن, يتسولون الطعام
من السفن و يرسلوا الأستغاثات للسلطات المصرية دون جدوى؟
لقد أصبحنا مطاردين فى محاولة لغسل مخنا بصوره و اللافتات
المؤيده له و أبرزها و أكبرها لافتة و ضعها السيد نبيل لوقا
بباوى, الذى نصب نفسه متحدث باسم الشعب دون أنتخاب او حتى
أستفتاء مزور من اياهم, ُكتب عليها " 70 مليون يقولون نعم
لمبارك" و لا أعرف من اين أتى بسبعين مليون بعد ان نستثنى أعضاء
الأحزاب المعارضة و أعضاء كفاية و حركات التغيير الأخرى و نادى
القضاه و جماعة الأخوان و نقابة المحاميين و الصحافيين و
الأطباء و نوادى هيئة التدريس و الطلاب و الغالبية من المواطنيين
المطحونيين الذين أصبح معظمهم يعيش تحت خط الفقر , ولا أعتقد ان
سكان مارينا و جمعية المنتفعين قد و صل عددهم لسبعين مليون , ثم
ألم ينتهى نظام الأستفتاء؟ فما لزوم نعم و المبايعة الآن؟ ام ان
هذا أعتراف ضمنى بان لا أنتخابات و لا أحزنون و ان كل ما حدث
مجرد تمثيلية بايخة او فيلم مقاولات حيث البطل هو نفسه المؤلف و
المخرج و المنتج و المشاهد؟!
ُابشرك ياريس ان كل هذا لن ينفع فالتغيير أصبح هدفنا و كفاية
شعارنا و سوف يظل الشعب يقلق منامك و يعكر صفو أيامك و يشوش على
أحلامك فما عاد لديه ما يخسره و ما عدت تملك ان تمحو آثار
الجريمة او تضمد جراح أليمة تكونت طيلة سنوات حكمك الطويلة,لقد
نضجنا و بلغنا سن الرشد و لن تخدعنا التصريحات الوردية و لن نرضى
بالفتات, و بعد طول عذاب و ُمر و ألم و احباط ح نقول لا
لخداعنا.. لا لتضليلنا.. لا لتسويفنا.. لا لمبارك مجوع الملايين
و مشرد الألاف و قامع الناس و موصلنا لحد الأفلاس, فبريق الكلمات
لم يعد يخيل على الشعب, و لا لمعان التصريحات و الوعود أصبح
يعطينا الأمل, فلن تخدعنا محاولاتك و لن تتوهنا تصريحاتك, و لن
ُيجدى مع المواطن أسلوب تأخد كام و تسكت و ح بسطك و طنش, و لن
تؤثر فينا الدعايات و الأعلانات فى التلفزيون و الشوارع و حتى لو
طبعوا صورك على الفانيلات و العملات الورقية و المناديل او حتى
ورق التواليت برضة ح نطلب الطلاق و نقول كفاية احنا وصلنا
للنهاية.
|
|
|
|