لبنى حسن 


  01 يوليو  2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

Lobna_hassan88@yahoo.com

استخدام الدين لأغراق المواطنين
 

بقلم: لبنى حسن

الجزء الثالث

عيب حرام ممنوع كلمات تكون مثلث رعب ذو اركان حادة لسجن كل من حاول التفكير او التساؤل, لقد اختلطت المفاهيم و اشتد التعصب سواء تجاه ابناء نفس الديانة او مع اصحاب الديانات الأخرى و السؤال لماذا يخشى الناس الحوار و لماذا نتجنب مناقشة امور دينية عالقة مشكوك فى صحتها و اختلف عليها الفقهاء, لماذا يوصم كل من يفكر بالكفر او التزندق او على الأقل الأساءه الى الدين و لماذا نعتبر اجتهادات السلفيين مسلمات بل و نرفعهم الى مرتبة التقديس و نهاجم كل من تجرأ و حاول اعادة الفهم و التحليل او خرج بنتيجة مغايرة لما هو معروف و سائد.

اتعجب كثيرا من الرفض النفسى للتفكير الذى يصيب المتعلمين و حتى المثقفين حينما نتطرق لأمور دينية جدالية, فمجرد طرحى تساؤل او رأى غير مألوف للعامة كأن اعترض على رفع ما يسمى "الحجاب" لمرتبة الفرض او ان اشكك فى زواج المتعة مثلا لأجد الأخر يهاجمنى و يقوم بدور المدافع و حامى حمى الدين و كأنه مخلصه من الأشرار و الأفاقين المجادلين أمثالى, و اجد البعض الأخر يخشى مجرد الدخول معى فى مناقشة لأعتبار كلامى اساءه و تشكيك فى الثوابت! و لماذا ثبتت؟؟.. هل لتعود الناس عليها لكثرة ترديدها ام لسهولة الأعتماد على السلف؟!!

الهروب المتعمد من مناقشة أمور دينية جدالية ما هو الا اشاره لخلل معرفى و لضعف فى الفهم والأدراك و الأعتقاد و انعدام القدرة على التفكير و البحث و التحليل, فأجتهادات السلف مجرد جهود مشكورة و لكنها لا ترقى لمرتبة المقدسات و غير ملزمة لنا, فلا داعى لنرهب من يحاول النقد او حتى الرفض بل يجب ان ندعم ثقافة التفكير المنهجى و التحليل العلمى الذى يراعى كون الأسلاف بشر يخطئون و يصيبون و بالطبع متأثرون ببيئتهم و هم ابناء لثقافتهم , فتنقية التفسيرات الدينية من الشوائب و اعادة قراءة الأحاديث النبوية بهدوء و عقلانية لأستبعاد ما دس عليها هو قمة احترام الدين الأسلامى و الأتباع لأوامره التى تحث الأنسان على اعمال العقل.

ثقافة الخوف من التفكير او تقبل من ينادى بأفكار مختلفة عن ما هو سائد و متبع منذ قديم الزمان خشية الوقوع فى المحظور و تحمل المعصية ادى الى نوع من الحساسية و التعصب بل و العصبية فى التعامل مع المسلمين الذين يحاولون طرح رؤى مغايرة كالمستشار سعيد العشماوى و د| نوال السعداوى و د نصر ابو زيد و ايضا مع الأخر غير المسلم حيث اعتبروه فى مرتبة اقل, فأختفى التسامح و انتشرت ثقافة الكراهية, و كان من الطبيعى ان يكون هناك رد فعل من الجانب الأخر يأتى فى صورة تعصب ايضا و هجوم يرسخ الكراهية و يحاول شق الصف و ابراز نقاط الضعف فى التفسيرات التى خشى المسلم مواجهتها, لقد قابل التعصب الأسلامى تعصب مسيحى فبدأ الهجوم عن طريق و سائل الأعلام و بعض مواقع الأنترنت على المسلمين الذين مازالوا رافضين للحوار و كانت النتيجة ان انتشر التطرف و اتسعت الهوه و خسر الجميع.

تابعت قناة الحياه على قمر الهوت بيرد و لا اخفى اعجابى بالقناه و اسلوب المحاورين السلس و براعة الضيوف فى توصيل المعلومة بشكل بسيط لا يتعالى على فكر المشاهد العادى و بالرغم من استمتاعى بما شاهدت من برامج دارت بذهنى بعض علامات الأستفهام عن الغرض الحقيقى من بعضها, ففى برامج القمص زكريا بطرس و الأستاذ ابرهيم السايح اراهم تارة يحاولوا التأيد و التأكيد على ما جاء فى الكتاب المقدس بالقرآن او العكس لأثبات انه لا خلاف ,و تارة اجدهم يشككون فى القرآن و يعتبروه محرف, و فى احيان أخرى يتبعون اسلوب لا تقربوا الصلاة, فيذكروا نصف الموضوع بتناول بعض الآيات دون الألتفات الى كامل النص و ظروف نزوله غير مراعين ان الكثير مما ورد فى القران كان يخاطب أناس فى زمن ما و ظروف ما بعيدة عما نحن فيه, كما يقوموا بالأستعانة بالمفسرين المتشددين (ابن تيمية مثلا) الذين هم ابناء بيئتهم و تآثروا بالعادات و التقاليد فى قديم الزمان و الذين يرفضهم الكثير من المسلمين المستنيرين, و دون الأشارة لتعدد الأراء و وجود تفسيرات لمجتهدين اخرين اكثر اعتدالا (محمد عبده مثلا) و عقلانية, والنتيجة انهم يتركوا المشاهد العادى ( محدود الثقافة) فى حيرة من امره و فى حالة شك و ريبة فقد زعزعوا ثقتة ليس فى القران فقط بل فى كل الكتب السماوية و فى مصداقية القناة.

بالرغم من قراءتى فى الكتاب المقدس و القرآن فقد كنت انظر لما تقدمه القناة من منظور علمانى و حيادى بحت و لكنى وجدتنى اقول ان كان الغرض هو الحوارالحضارى حقا وليس اثارة مشاعر الكراهية و الفتنة الطائفية فلما لا ندعو المستنيرين من الطرف الأخر كدكتور سيد القمنى مثلا لعرض وجة النظر الأخرى و احداث نوع من التوازن يحث المشاهد على التفكير, لماذا تعمل القناة على تشويه الطرف الأخر و اصطياد اخطاءة و ابراز النماذج السيئة دون الجيدة؟ فعلى سبيل المثال و ليس الحصر, تبرز بعض برامج القناة النساء ممن يتبعن القرآن بشكل عام على انهن مهمشات مقهورات مظلومات دون الأشارة لأختلاف المذاهب او الطوائف او لغزو الفكر الوهابى او لأى نماذج جيدة كالقاضية تهانى الجبالى( نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا) و الأعلامية د.هالة سرحان و المفكرة د.نوال السعداوى و الدارسة للفقة رئيس تحرير مجلة حواء الأستاذة اقبال بركة و أ. فريدة النقاش و الاعلامية أمينة صبري رئيس اذاعة صوت العرب, الدكتورة زينب رضوان استاذ الفلسفة الإسلامية وعميد كلية الدراسات الاسلامية بجامعة الازهر, الدكتورة مني الحديدي استاذ الإعلام وعميدة أكاديمية اخبار اليوم للاعلام, نفيسة النشرتي مستشار أول وزارة الطيران المدني و جميعن مستنيرات محتشمات غير محجبات اصبحن مثل و قدوة فى مجالاتهم.

ارى ان ما تقوم به قناة الحياة من تعليم الناس جميعا (على اختلاف انتماءتهم الدينية) مبادىء الكتاب المقدس شيء راقى و ايجابى جدا حيث اننا بهذا نسموا بأخلاقهم و نقربهم الى الله اما السلبى هو محاولة بعض برامج القناة محاربة الأخرين و التشكيك فيهم وتشوية الكتب السماوية الأخرى ,مما يجعل الأخر يرفض ما تدعو اليه بل ويتنافى مع المحبة التى ندعو اليها جميعا.

دعوتى ليست لغلق الدفاتر او وقف النقاش بل هى دعوه لكل مثقف حقيقي, للبعد عن التعصب, والتمسك بالحيادية و الموضوعية و سعة الأفق و العمل على رقى المجتمع و تعميق روابط ابناءه و التأكيد على وحدة, فبشكل عام انا لست ضد نقد تفسيرات الكتب السماوية بل ارى الأجتهاد واجب و التطوير امانة و البحث شرف و لكنى فقط أ خشى الأنحراف عن التناول الموضوعى و الأنسياق للتهكم و السخرية و البعد عن تقديم نقاش عقلى هادىء و حوار متوازن يحث الأنسان على التفكير و التأمل, فعقلى المتواضع يرى ان الهدف من الكتب السماوية هو غرس المبادىء و القيم الأخلاقية بعيدا عن الأغراق فى التفاصيل الدقيقة للحياة اليومية التى تخص بيئة و مجتمع و زمان الأنسان و ليس معتقده الدينى, كما اعتقد ان لدينا ثلاث كتب سماوية مقدسة و الأساسيات ليست مختلفة لان منبعهم واحد وهدفهم واحد ففى النهاية الجميع يصلون و يصومون و يشكرون الرب حتى تصفى نفوسهم وينفعوا مجتمعهم و يتعايشوا فى سلام داخل أوطانهم. اعلم جيدا ان هناك بعض التناقضات و نقاط الجدال بل و الضعف فى التفسيرات و هناك المتشددون و المتطرفون بل و المنافقون و اصحاب المصالح و لكن هذا لا يعنى ان نقسم انفسنا أحزابا لنهاجم بعضنا البعض و نشتت جهودنا و نبدد طاقتنا فيما لا يفيد, فلم يحدث ان اجتمع الناس على راى واحد فى مختلف العصور و الا لما تعددت و اختلفت المذاهب و الطوائف حتى داخل الديانة الواحدة, فان كان المتطرفون يهاجمون الكتب الأخرى فيما بينهم فلا يجب ان ينساق افراد المجتمع من المثقفين و المستنيرين للتعامل بنفس الأسلوب وأشعال حرب كلامية خاسرة - للطرفين - تهدد سلام المجتمع و تعيق تقدمه.

 


ان اختلف معك ا حد انسفه!

أستخدام الدين لأغراق المواطنين

الجزء الثانى

الفقر و البطالة و الفراغ قد تكون من اهم العوامل المساعدة على التطرف و التعصب و ازدياد ظاهرة الفضول الأجتماعى, فالمواطن بشكل عام مقهور و لذا يشعر بأرتياح حينما يستطيع قهر من يظنه اضعف منه و قد يكون هذا من نصيب الزوجة او الأبناء او اخر يختلف معه فى الرأى او الدين او حتى المذهب فالسلوك العدوانى و أعنى هنا عدوانية اللفظ, أصبح امرا مألوفا نتعامل معه روتينيا,فالجهل و الأنغلاق على الذات هو ما يدفع الأنسان للتعصب و عدم تقبل الأخر, مثلا لا حظت ان كل من يرانى يفترض انى انتمى لنفس ديانته او طائفته و ان حدث و تحدثنا و اكتشف بعض الخلافات فى الرأى يسارع للتأكيد على ان نقاط الأتفاق اكثر و كأن مجرد الأختلاف قد يعنى العداء او على الأقل ضرورة الا بتعاد خشية التصادم فى مجتمع لا يقدر معنى الاختلاف و ثقافة لا تعترف بالتعدودية الفكرية.

فىالصيف الماضى و فى اثناء سيرى فى شوارع الأسكندرية (مصر) استوقفنى رجل لم اره من قبل, تبدو عليه ملامح الفقر و العوذ و نظر لى بقرف شديد و قال اتحجبى بقى... بالطبع ليست هذه المره الأولى التى أتعرض فيها لمثل هذا الموقف و لكنها اول مرة اكمل سيرى دون اكتراث او أدنى اهتمام او محاوله لمجادلته و لما ادافع عن نفسى؟ و هل أنا متهمة ؟ و هل هو القاضى و الشارع هو ساحة المحكمة؟ و هل من المفترض ان ينصب كل شخص نفسة داعية وواعظ ,يفرض وجهة نظرة و يعمل على تعديل سلوك الأخرين وفقا لما يراه صحيح؟ و هل هو وحد محتكر الحقيقة؟ و ماذا سوف يعود عليه من ارتداءى أنا او غيرى لغطاء رأس, اسوف تتحسن حالته المادية او المعنوية او يجد وظيفة ليتخلص من الفقر و البطالة و المعاناه او هل سيتخلص الهواء و الماء من التلوث او سيصبح ما يتناوله من خضروات و فاكهة خالية من المسرطنات او ستحترم ادميته و يعامل كأنسان حر؟ و هل ستحل مشكلة الأسكان او المواصلات او التعليم او العشوائيات و ينخفض سعر الدواء ؟؟؟ لماذا ترك مشاكله التى لا حصر لها؟ ام هو هروب من الفراغ و الشعور بالقهر و محاولة لأثبات الذات من خلال ممارسة التسلط على الأخرين؟ ثم لماذا افترض انى مسلمة اصلا و انا علمانية لا ارتدى اى رمز دينى مهما صغر حجمه؟

و بالطبع لست هنا لأتطرق لأسباب رفضى لفكرة كون غطاء الراس المسمى بالحجاب فرض كما يرى الغالبية ليس فقط لأنى لا أعرف للأسلام سوى خمس فرائض او اركان ليس من ضمنهم الحجاب و لكن لكون الكثير من العلماء و الأساتذة الأجلاء قد تفضلوا بشرح و اثبات حقيقة الحجاب كجزء من العادات و التقاليد القبلية و انه ليس جزءا من الدين من امثال المستشار سعيد العشماوى و اقبال بركة و د نوال السعداوى و جمال البنا و غيرهم من المفكرين.
فى الواقع اننا اصبحنا نعيش داخل مجتمع فضولى يهوى دس أنفه فى شؤون الغير و الوصاية على افكارهم و تصرفاتهم و كأن للحقيقة وجه واحد و طريق أ وحد, متجاهلين اختلاف التفاسير الدينية و التى ادت الى تعدد الطوائف و المذاهب فى كافة الديانات السماوية بشكل عام.

المهم و اصلت سيرى ثم توقفت امام محل أحذية و لم انتبه الا و صاحب المحل - او لعله البائع - العابث الوجه ذو اللحية ينظر لى بأستياء شديد و يجرى على الكاسيت ليرفع صوت القرآن لدرجه جعلتنى لا اميز معنى الكلمات و كأنه يرانى شيطان سيطرده!!! فانا فى نظره متبرجه عاصية و شعرت حينها انه يود لو يستطيع تفجير نفسه في ليموت شهيد و يدخل الجنة و ينول ثواب تخليص البشرية من واحدة لا تضع غطاء للشعر على رأسها فيالها من كارثة قومية و نكبة دينية! لقد فضل التضحية بزبونة تبدو عليها ملامح الثراء و التمتع بقدرة شرائية عالية لمجرد رفضة لتقبل الأخر الذى لا يسير على نفس نهجه او يعتمد طقوسه و يتبع معتقداته الدينية.

و فى يوم اخر و اثناء سيرى فى نفس المنطقة (الأبراهيمية) رأنى قس - ايضا لم اره من قبل - فألقى على التحية دون غيرى من الماره, فبادلته التحية بأبتسامة... لقد اعتبرنى مسيحية... و هذا ان دل على شىء فيدل على ان الحجاب من عدمه يستخدم كشكل من اشكال التميز للحث على التعامل العنصرى و لينقسم الشارع المصرى لفريقين مسيحى و مسلم دون ان ينعكس ازدياد مظاهر" التأسلم" على الأخلاقيات و السلوك اليومى للمواطنين بل ادى لمزيد من الكراهية و عدم تقبل الأخر فأزداد الحقد و الكراهية و النفور, خاصة اذا ما قارنا الحال اليوم بفترة الخمسينيات - يعنى بعد ظهور الأسلام ايضا - حيث كنا متدينون و لدينا الأزهر و الكنائس فكنا نعرف معنى التعاون و التسامح و نعيش كشعب واحد متجانس صاحب نفس الحضارة و الأنتماء لا كفريقين منقسمين.


النسكافية حلال و لا حرام؟!



أستخدام الدين لأغراق المواطنين

الجزء الأول

مع ازدياد الضغوط و تهميش دور المواطن فى المجتمعات العربية و كثرة الممنوعات السياسية,أصبح الدين هو الملجأ و المحور الأساسى فوضعت كل طائفة او جماعة دينية نفسها فى مرتبة أعلى من الأخرى, فأصبحت تضيف المبالغات للقصص و الحكايات بهدف تمجيد أبناء ديانتها والتسفيه من شأن الديانات الأخرى و كأننا فى حرب يجب ان ينتصر فيها طرف و احد فقط ليثبت للعالم انه و حده الأفضل و الأقدر بالمرتبة العليا.


بالرغم أنى ازور مصر كل عام لفترة بسيطة الا انى ألحظ تغيرات مجتمعية سريعة الخطى و كأن هناك قوى منظمة تخطط و تحرك الشعب نحو هدف معين و لعل أبرز مظاهر التغير فى العقدين الأخيرين هو ازدياد مظاهر التدين الى حد المبالغة و استفزاز الغير و المصحوب بأنحدارأخلاقى لم نشهد له مثيل منذ عقود,فقد أحسنت الجماعات الوهابية أستغلال ظروف المجتمع من فقر و جهل و تهميش للمواطن, للتغلغل و السيطرة و بث السموم و الفكر المتطرف, و ساعدها غض طرف الحكومة عما يحدث و تركها الساحة لهم ليغيبوا الشعب و يستخدموا الدين كالأفيون لأغراق المواطنين فى تفاصيل و صراعات لا تؤدى الا الى مزيد من التخلف, و لكنها تتيح الفرصة للحكومة للتفرغ للتهليب و الفساد, لقد تم التشويش على المواطن و اغراقه فى مشكلات مفتعلة يتكسب منها الدعاه و تلهى الشعب و تسد فراغ الحياة السياسية.

لقد تركت الحكومة مرويجى الفكر الوهابى يسيطروا على وسائل الأعلام ليس فقط خشية التصادم مع الجماعات المتطرفة, ولكن للتشويش على المواطن و اغراقة فى دوامة يروج لها على أنها تدين ليصبح الشغل الشاغل للناس تقييم كل تفصيلة و لو تافهة من منظور أسلامى, لقد و جد المتأسلمون فى الأستسلام الحكومى ضالتهم و عملوا على التركيز على مظاهر التدين كحث الناس على الحجاب و النقاب و اطلاق اللحى و التى تمكنهم من أستعراض القوى و التفاخر بسهولة التأكد من تواجدهم و تاثيرهم فى الشارع المصرى , و أنتشر الدعاه الجدد الذين يجيدوا أستغلال الفهلوه ليرسغوا الخرافات و الخزعبلات و يفزعوا الناس و يشككوهم فى كل تفاصيل حياتهم ,مبشرينهم بجهنم و بئس المصير, فأنتشرت و تضاربت الفتاوى فى التلفزيون و الأذاعة و الصحف و حتى الأنترنت فاصبحوا يتصدون للأجابة على أسئلة من عينة هل ضرب الزوجة واجب شرعا؟ النسكافية حلال و لا حرام؟ هل استخدام ماكينة الحلاقة الكهربائية حلال؟ هل وجود كلب ذكر مع سيده دون محرم حرام؟!


و حتى ُتحكم الحكومة السيطرة و الحصار, فقد صاحب موضة ظهور الدعاه الجدد ترك الحكومة المجال للجماعات المتطرفة ذات الثراء الفاحش لأغراق الشوارع بالملصقات التى تعبر عن فكرهم الوهابى و تتوعد الناس بالعقاب و الأنتقام الألهى اذا لم يلتزموا و يعودوا لما تدعى الملصقات انه الأسلام الصحيح و كأن مصر كانت بلد شيوعى مثلا و هبط عليها الأسلام من السماء فجأة؟!!

لقد تحولت جدران شوارع محافظة الأسكندرية لما يشبه صحيفة الحائط دون أدنى مراعاه للمسيحيين أو حتى لكون هذا شارع للماره مثل باقى شوارع العالم و ليس مجلة وهابية! و أدى هذا الى دخول المجتمع فى حالة من الدروشة أو النفاق ليكون الأنسان متسق مع الجو العام, فمنحت الأسماء الأسلامية للمواليد و أنتشرت ظاهرة المحلات التى تحمل اسماء ذات دلاله أسلامية و كأنهم ارادوا حربا تدفع المسيحيين ليحذوا حذوهم فى تسمية محلاتهم و لصق ملصقاتهمم و المبالغه فى المظاهر الدينية لتنقسم المدينة لفريقين كفرق كرة القدم يعميهم التعصب و يدمرهم الجهل.

ُاسيىء أستخدام الدين و أستعمل للزج بنا فى دوامة و افراز كراهية و حقد و عدوانية بدلا من ان يوظف للسمو بالأخلاق و المساعده على رقى المجتمع و تقدمه الى الأمام و نشر السلام و الحث على الهدوء و الرضى و التعايش مع الأخر. لقد صار المجتمع ضحية لنظام ديكتاتورى فاسد و جد ضالته فى التحالف مع قوى ظلامية ُتغيب العقول فتترك له الساحة لينهب الثروات و يشتت العباد و يحول البلاد لسجن يعيشة فقراء مقيدين بسلاسل الجهل و التخلف و التطرف
.
 



E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون