لبنى حسن 


10 أغسطس 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

Lobna_hassan88@yahoo.com

قوى المعارضة و حيرة المواطن المصري

بقلم لبنى حسن

 

مؤخرا أصدرت العديد من الأحزاب والحركات الوطنية المطالبة بالتغيير بيانات لدعوة كافة المواطنين لمقاطعة الانتخابات الرئاسية و عدم الاشتراك في مسرحية التمديد و انضم إليها بعض المستقلين من قوى المعارضة خاصة في ظل تفصيل التعديل الدستوري للالتفاف على إرادة الشعب والتي أقرت لجنة تقصى الحقائق التي شكلها نادي القضاة بان الاستفتاء عليه كان مزورا و شهد تجاوزات عدة و بالتالي ما بني على باطل فهو باطل,هذا إلى جانب التمييز ضد المستقلين وضيق المدة الزمنية وإجراء الانتخابات في يوم واحد وإعطاء صلاحيات واسعة للجنة الانتخابات لجعلها محصنة و ما يحدث حولنا باستمرار من قمع للمعارضة وإعاقة لمرشحين الرئاسة و محاصرة إعلامية تجعل المواطن البسيط لا يثق في نزاهة انتخابات محكومة بإرادة النظام الحاكم و حزبه و تجعل لديه يقين انه سواء انتخب مرشح غير مبارك أو حتى لم ينتخب فالوضع سيبقى على ما هو عليه و النظام باقي و الحاكم قاعد و لن يتزحزح, فقد أصبح جليا أن رأى المواطن أو موافقته على استمرار الحاكم لا تهم بل المهم هل سيوافق النظام عليه -أي المواطن- و يتركه في حاله أم سيعتقله لكونه مزعج أو سيلاحقه بالمزيد من المشكلات و الضغوط التي عوده عليها فصار وجودها جزء من حياة المواطن اليومية, لذا فالمقاطعة تعد قمة الإيجابية لان الاشتراك في انتخابات باتت محسومة يكسبها الشرعية و يخلق شكل ديمقراطي وهمي فيعطى فرصة للإدعاء بان هناك تقدم وإصلاح سياسي بينما يرسخ لسيطرة الحزب الواحد

و على الجانب الأخر دعت أصوات أخري وطنية للمشاركة و التحلي بالإيجابية و التمسك بالأمل فلعلنا نستطيع أن نغير في الأمر شيء و تحدث المعجزة خاصة أن اللجوء للمقاطعة يوم الاستفتاء أدى لتمرير ما أراده النظام ، و ازداد ارتفاع تلك الأصوات بعد خروج حزب الوفد عن إجماع المعارضة وتقديمه لمرشح للرئاسة في الوقت الذي اتسم فيه موقف رئيس حزب التجمع د|رفعت السعيد بالتردد حيث أعلن الحزب رسميا المقاطعة و في نفس الوقت أظهر رئيسه دعم لحزب الوفد بل و خرجت بعض التصريحات توضح أن حزب التجمع يقاطع تقديم مرشح و لكن لا يقاطع الإدلاء بالأصوات في الانتخابات!!! فالمقاطعة من قبل قوى المعارضة تعد فرصة ذهبية لتخليص الحزب الحاكم من صداع المعارضة و الانفراد بالساحة مما يساعد على تثبيت أقدامه والاستمرار والفوز في الانتخابات حتى دون الحاجة للتزوير و وقتها لن تجدي المظاهرات و التنديدات و الإعتصامات وسيشهد الشارع المزيد من القمع و القهر ، أما استغلال الحراك السياسي و الغليان في الشارع المصري و الرفض الشعبي للتمديد لمحاولة نشر الوعي والوصول للجماهير و حشد الجهود و التكتل و توحيد كلمة المعارضة لدعم مرشح ما يتم الاتفاق عليه ستمنح الشعب الحرية و الحق في الاختيار إذا تمت الانتخابات بنزاهة أو قد تدفع الحزب الحاكم للتزوير فيفقد شرعيته و يسطر نهايته

التطورات الأخيرة و تضارب الآراء جعل رجل الشارع في حيرة من أمره فغالبية قوى المعارضة الوطنية كأحزاب العمل والناصري والتجمع و حركة كفاية تدعوه لمقاطعة الانتخابات بينما الحكومة و جانب أخر من قوى المعارضة لا يقل وطنية ( كحزب الغد مثلا) يدعوه للمشاركة والايجابية لتحديد مصيره في وقت عصيب و ظروف قد لا تتكرر, و يبقى انتظارنا ليوم 22 أغسطس الجاري المحدد للحكم في قضية بطلان الاستفتاء على المادة 76 و التي قد تقلب الأمور رأسا على عقب . وتحسم حيرة المواطن الصابر

 

E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون