لبنى حسن 


27 أغسطس 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

Lobna_hassan88@yahoo.com

كفاية حرام علينا

 

 بقلم: لبنى حسن

أتعجب كثيرا منا نحن الليبراليون من قوى المعارضة بالرغم من إجماعنا على هدف واحد متمثل فى إسقاط النظام الحالي و إصرارنا على التأكيد على الديمقراطية و قبول الأخر إلا أننا نتفنن فى مهاجمة بعضنا البعض و التعتيم على آي بصيص نور و تشويهه كل أمل يظهر فى أيامنا السوداء, فقد أحزنني كثيرا قراءة أخبار غير دقيقة و افتراءات غير منطقية على صفحتنا العزيزة (الأقباط متحدون) حيث تنأول بعض كتابنا الشباب حزب الغد و مرشحه فى محأولة لتضليل القارئ, فراحت بعض المقالات و صياغة الأخبار تحأول الإيحاء للقارئ بتعأون نور مع جماعة الأخوان تماما كما هاجمته المواقع ذات الطابع الإسلامي و التي انتقدت دفاعه عن المسيحيين.

فى البداية لم أكن أنوي التعليق فلست هنا اكتب للدعاية لحزب الغد أو مرشحه فلهم جريدة و مواقع على النت معروفة و أنا لست متحدثة باسم الحزب و لكن مع تكرار الترويج للشائعات و جدت أن من واجبي كمواطنة مصرية أولا و أخيرا أن قول كلمة حق حتى لا يكون سكوتي مشاركة فى ترسيخ الأكاذيب أو مساهمة منى فى تضليل القراء خاصة المصريين فى الخارج الذين يستقون معلوماتهم و يكونون أراء و مواقف بناء على كتابتنا.

حأول البعض استخدام أسلوب لا تقربوا الصلاة فى ذكر تفاصيل الأخبار لتحريض القارئ ضد حزب الغد الليبرالي (لمصلحة من؟؟!) على سبيل المثال لا الحصر كتب أحد الزملاء " صلى نور وراء الشيخ حافظ سلامة رئيس جمعية الهداية الإسلامية بمحافظة السويس" ليوحي للقارئ انه يستميل الجماعات الإسلامية و لم يذكر الزميل أن حافظ سلامة عضو بارز بحزب الغد الليبرالي الذي تسع ليبراليته لضم مختلف التيارات الفكرية و أنه نفس الحزب الذي يضم القس فلوباتير جميل كاهن كنيسة مارجرحس الذي ذاع صيته في الأونة الأخيرة, كما حأولوا الربط بين حزب الغد و جماعة الأخوان لتطفيش أصحاب التيارات الأخرى و لكن فى واقع الأمر حينما زار رئيس حزب الغد جماعة الأخوان كان لطرح برنامجه عليهم كقوى فى الشارع المصري كغيرها من القوى (و لكنها اكثر تنظيما و لا تهاجم بعضها البعض كما نفعل نحن الليبراليون) و لم يتسول أصوات كما ورد فى مقال أخر على الموقع و بالرغم من تأثير هذه الجماعة الذي لا ننكره فى الشارع المصري إلا أنها ليست بالضخامة التي يصورها البعض و اكبر دليل على هذا أن مرشح الأخوان فشل فشلا ذريعا مؤخرا فى انتخابات نقابة المحاميين بالرغم من حديثنا الدائم عن سيطرة أعضاء الجماعة على هذه النقابة لذا فمن الغباء أن يحأول مرشح كسبهم على حساب القوى الأخرى, ثم أن د/ ايمن أكد فى جريدة الحزب و فى أكثر من مناسبة، كان أخرها أمس فى المؤتمر الجماهيري الذي عقدة فى الإسكندرية فى ميدان محطة مصر، أن من حق الجميع إنشاء حزب مدني (لا على أساس مرجعية دينية) و أضع أنا تحت "مدني" مليون خط احمر و الجميع هنا لا تعنى الأخوان فقط بل تعنى المسيحيين و الشيوعيين الذين عانوا الأمرين, فحزب الغد أصلا حزب ليبرالي يعترف بالتعددية و يدعمها فكيف نتصور انه سيمنع فئة من تكوين حزب؟؟ و تانى اكرر أنى سمعته بنفسي فى المؤتمر يقول حزب مدني و كنت اجلس فى الصف الأول على بعد خطوات من المنصة.

مؤتمر حزب الغد فى الأسكندرية أمس 25|08|2005 كان من المقرر أن يبدأ فى الثامنة فى محطة مصر و لكن وصل الدكتور ايمن فى التاسعة و النصف حيث كان يستقل سيارة نصف نقل مكشوفة جعلت أهل الإسكندرية يلتفوا حوله فى مسيرة شعبية حاشدة بدأت من ميدان سعد زغلول حتى وصلوا لمقر انعقاد المؤتمر الشعبي الذي ضم حوالي 4 آلاف شخص بالرغم انه لم يتم عمل دعاية كافية نتيجة التعتيم الإعلامي الحكومي فلا إعلان عن المؤتمر فى تلفزيون أو إذاعة أو صحافة أو ترك اللافتات فحالها بسلام فى الشارع, فقد اقتصرت الدعاية على جريدة الغد و رسائل البريد الإلكتروني و الموبايل و إبلاغ الناس شفهيا عن طريق شباب الحزب, لقد نجح المؤتمر الجماهيري و استقطب الألف دون دعاية و دون أن يحتاج للإعلان عن نصف فرخة و طبق أرز و عشرين جنية لكل ضيف كما فعل منظمو مؤتمر الحزب الوطني الذين يضطروا فى بعض الأحيان للاستعانة بمجاميع من الأمن المركزي فى ملابس مدنية ليبدوا مؤتمرهم مزدحما, لقد حضر مؤتمر حزب الغد فى الأسكندرية مختلف فئات الشعب, فقد كان هناك أبناء الطبقة الوسطى و الفقيرة ومن يرتدوا الجلباب (صعايدة أو فلاحين) و الأخوان والليبراليين – أصدقائي- و الشيوعيين الذين عرفتهم حينما صفقوا بشدة لذكر حقهم فى إنشاء حزب فقد رأيت و لأول مرة أخواني و شيوعي يجلسون جنبا إلى جنب و لعل هذه خطوة جيدة سوف تحدث نوع من التوازن يعيد للمصريين طبيعتهم السمحة.

و قبل أن يصعد نور إلي المسرح قام الحزب بغناء نشيد لا أتذكر من كلماته سوى" مسلم, مسيحي, إخوان أو شيوعي كلنا مصريين" و قد بدأ أيمن نور حديثه بقول مساء الخير عليكم جميعا و ذكر أن أحدهم نصحه قبل الصعود للمسرح أن يتعلل بان صلاة العشاء كانت السبب فى تأخيره عن موعده و لكنه أعلن رفضه لمثل هذا القول معلنا انه لا يستميل أحدا و بعد حديث طويل استمر حتى منتصف الليل دون أن يقرأ من ورقة (زى ناس)   كان خلاله يعرض برنامجه و يجيب عن أسئلة الحضور, و من ضمن الأسئلة التي أرسلها الناس للمنصة هل أنت مسلم أم مسيحي فرد أنا مصري و الدين لله و الوطن للجميع موضحا أن اسمه بالكامل ايمن عبد العزيز نور فأرسل أحدهم له يسأل إذن لماذا تدافع عن المسيحيين فقال لأنهم دافعوا عنى و الكل مصريين, كما رد على الشائعات و منها العلاقة بأمريكا و الدعم و نفى قائلا انه لم يعرض علينا أصلا وقد سبق أن نشر مرتين فى جريدة الغد تقرير بذمته المالية و التي لم تضم سوى شقتين و سيارة له و أخرى لزوجته و مصيف ودعا المرشحين الأخريين أن ينشروا هم أيضا و أعلن انه ليس هو من يحج لأمريكا كل عام و حينما لا يأخذ تصريح بالحج فيرسل رئيس الوزراء للعمرة, و من عندي أنا بقول ياريت و يارب أمريكا تدعمه و تتخلى عن الديكتاتور الذي تسانده ليهاود إسرائيل و يبيع لها غازنا الطبيعي و بترولنا لأعوام قادمة بسعر ثابت, الحزب يعانى من نقص فى الموارد المالية جعلته غير قادر على الاستجابة لطلب الجمهور بزيادة عدد نسخ جريدة الغد فقد ابلغه الناس فى المؤتمر أنهم يجدوا صعوبة فى الحصول عليها ( يومية 24 قرش و أسبوعية بجنية واحد) و الجريدة طبقا للدكتور ايمن تعد الثانية على مستوى الجمهورية بعد الأهرام حيث يتم طبع ربع مليون نسخة بالرغم من التضييق الحكومي على الجريدة و منع شركات القطاع العام و الشركات الخاصة الأخرى التي تتعامل مع الحكومة من الإعلان فى الجريدة, و تظهر قلة الموارد المالية جلية فى تواضع مقر الحزب فى الأسكندرية الموجود بشقة قديمة غاية فى التواضع فى منطقة جناكليس و فى محدودية القدرة على طباعة اللافتات و الصور و التي لم يستطع الحزب أن ينافس فيها حزب الوفد أو الحزب الوطني الذي سخر كل أموال الحكومة و منشاتها و ممتلكاتها لخدمته، كإصدار روزاليوسف طبعة يومية للدعاية للجنة السياسات و مرشح الوطني و الذي بات واضحا دفعه ودعمه لمرشح الوفد فيمنحه الفرصة ليظهر إعلاميا سواء على القنوات المحلية أو قناة دريم التي يتحكم فيها صفوت الشريف للقضاء على شعبية نور وتشويه المنافس الأقوى للرئاسة والتعتيم على حزب الغد الوليد (أسس عام 2003) الذي يلتف حول مرشحه الجماهير فينافس على تجاوب الناس و يشهد على ذلك اندفاع الآلاف و شدة الازدحام التي جعلت المنصة فى المحلة الكبرى تنهار فيصاب نور فى رأسه و لكنه يصعد مرة أخري و يكمل الحديث و كأن شيئا لم يكن, وقد شاهدت بعيني أمس رد فعل أهل إسكندرية وكيف التف الأهالي حول نور مرددين هتاف "الصحافة فين..الرئيس اهوه" و هم يكادوا يحملوا أيمن نور على الأعناق بعد انتهاء المؤتمر فى ظل وجود حشود من الشرطة و الأمن المركزي الذي و قف جنوده فى حالة ذهول و ضباطه فى حالة توتر و قلق من هول مشهد الجماهير حوله, و قد كانت بالنسبة لي أول مرة أرى أمامي و على بعد أمتار قليلة شخصية تجمع عليها طوائف مختلفة من الشعب فتلتف حولها فى مشهد غاية فى البساطة و دون حواجز أو حراس.

 

لبنى حسن 

E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون