مدحت قلادة


  14 يونيو 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

medhat.klada@copts-united.com

 كلمات صديقي الفيلسوف للأفراد وللحكام
 
إننا شعوب الشرق العربية تستهوينا الأمثال و الأقوال الشعبية ، ولكن هذه الأمثال الشعبية لا تعبر  دائما عن قيمة حقيقية أو واقعية لأنها في أحيان كثيرة تصبح مجرد كلمات ليس لها روح داخلها ومن  ضمن هذه الكلمات ( معك قرش تساوى قرش ) وسوف نتحدث هنا على هذا القول الشائع في مصر  و العالم العربي   .
كان صديقي  الفيلسوف عائدا إلى بيته وهو في طريقة راءه أحد أصدقائــــــــه من أصحاب الملايين الذين في غفلة من الزمن اصبح مليونير بعد أن اكتشف كنز فرعوني في بيته فباع جزء و احتفظ بجزء آخر و اصبح مليونير بعد أن كان معدم ولم يستطع أن يكمــــل تعليمه بسبب قلة موارده وبسبب إمكانياته العقلية المحدودة  ولكنة ألان اصبح من أصحاب الشركات واصبح مليونير وله رصيد بسبعة أرقام  في أحد البنوك , وما أن رأى المليونير صديقي الفيلسوف سوى أن ناداه بأعلى صوته بعد التحية تعالى معي لترى بعينك شئ جديد لم تراه من قبل أبدا .
فركب صديقي الفيلسوف السيارة وأذ بالسيارة تقف أمام أحد البنوك في وسط القاهرة ويأتي الساعي ليخرج  من السيارة ( شوال كبير )ودخل صديقي الفيلسوف مع المليونير صديقة إلى مكتب مدير البنك وحضر ساعي البنك وإذ به يحمل هذا الشوال وفى حجرة المدير تم إفراغ ما بداخلة وإذ به بعد العد مبلغ 2 مليون جنيها مصريا ( اثنين مليون بالتمام والكمال ) وإذ تم تسلم المبلغ قبل إحضار حافظة الإيداع كان المليونير ينظر إلى صديقي نظرة  فاحصة شاخصة من أعلى إلى اسفل وإذ بصديقي الفيلسوف فهم مغذى هذه النظرة , و فجاه استأذن الساعي من المليونير  أن يأخذ الشوال الفارغ  ليستخدمه في أعمال التنظيف التي يقوم بها  يوميا فأذن له  .
وإذ بصديقي الفيلسوف يقول للمليونير  هل تعلم إنني ألان تعلمت درس كبير !!!
فقال له المليونير ماذا تقصد  و ماذا تعلمت ؟
فنظر صديقي الفيلسوف إلى المليونير قائلا الشوال بالأموال يساوى قيمة ما يحـــــــــــويه ( 2 مليون جنيها ) وهو فارغ يستخدم لمسح البلاط وهذا مثلك  تماما أنت تساوى ما تملكه من مال ولكن إذا نفذت أموالك تعود لقيمتك الحقيقية و تقيم وتستخدم  مثل الشوال الفـــارغ ( في مسح البلاط ) .
ثم استطرد قائلا للمليونير انك لا تعلم إن الإنسان لا يقيم بما يملك من أموال بل أن للإنسان قيمة حقيقية أسمى وارفع من هذا إن قيمة الإنسان ما يحمله  بداخلة من أفكار ومشاعر صادقة أمينة  سامية وان الإنسان لا يجب أن يقيم على أساس رصيده في البنك بل على أساس عملة الحقيقي الذي يترجم قيمته الحقيقية داخل المجتمع وداخل الوطن بل إن أعماله تحدد قيمته ليس داخل مجتمعة فقط بل من الممكن أن تحدد قيمته  داخل العالم ومثــــــــــال لذلك ( لويس باستر و مدام كورى و ...... الخ ) .
أخي القارئ إن هذا المثل لا ينطبق على الفرد العادي فقط  بل على الرؤساء والملوك و الدول أيضا والذي يحدد قيمة الدول هي أعمالها وتأثيرها على الدول المجاورة و على العالم  .
توجد دول حاضنة و مصدرة للإرهاب والتطرف والكراهية للأخر  ولها في ذلك جيوش من العاملين في هذا الحقل وتسخر كل مواردها من اجل نشر الكراهية والحقد والتطرف والقتل والإرهاب بل في أحيان كثيرة تشترى دول أخرى لتنفذ هذه السياسات الشيطانية الخبيثة ، ودول مسالمة تتمنى الرخاء و الرغد للعالم توجد دول مانحة أموال وعطـــــــــــايا لمنفذي سياساتها الشيطانية ، ودول باذلة مانحة للجميع بلا تفرقة لدين أو لون .
إنني بذلك اصل إلي النهاية وهى
ما هي قيمتك الحقيقية ؟؟؟؟؟؟
وأنا كلى ثقة أن 90 % من الأفراد يعتقـــــــــــدون أن قيمتهم فيما يملكون ولــــــهم أقول ( إن الأسهم في البورصة و قيمة العملة تتغير ولكن القيمة الحقيقية للإنسان تبقى ثابتة ) .
إن هذا المثل ينطبق على الدول فإلى حكام العالم أين قيمتكم و كم تساوى قيمتكم في الإنسانية  و هل هي ثابتة أم تتغير مثل الشوال ب 2 مليون جنيها وينطبق عليك المثل المصري الدارج ( ياما جحش الصراف شايل فلوس ) .
 مدحت قلادة
قبطي لا يملك رصيد في بنوك سويسرا و شعاره ( ماذا يستفيد الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه )


 


E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون