د. صبرى فوزى جوهرة


09 سبتمبر 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

info@copts-united.com

المستوي المتدني لمجلس الشعب

لأن بعض أعضائه فاقدي القيم والأخلاق والأدب والتعليم

 بقلم الدكتور صبري فوزي جوهره

 

"الأشراف الدولي على الانتخابات؟ أنا ضده ... دي وصاية يا بيه على مصر... وصاية على إرادتي أنا... أنا أجيب أمريكا والولية اللي أسمها كوندالاVيزا ولا كازوزه ديه ، بيجبوها ديه ، الولية أم رجل رفيعة دي ... كلهم معاها زي الألف قدامها... أسمها أيه ؟ كوندالاليزا ديه..."

"وتراقبني ليه؟ أنا راقبت بوش؟ ده بوش زور ضد ال جور (نطقها Ala Jore  قاصداً Al Gore ) ... أنا بلد حر . أنا أقدم من أمريكا آلاف السنين . انتوا عايزين احتلال تاني؟ مين أمريكا دي يا جماعة ؟ أنا رافض أمريكا أصلاً ورافض هذا البلطجي اللي اسمه بوش . ده مبلطج على العالم كله ! يتكلم على الديمقراطية وتنزل في مطار واشنطن أو نيويورك ، أو ل ما تنزل يقبض عليك ويحطك في جواتيمالا (يقصد جوانتاناموا) بتاعته دي ..."

أنتهي هذا المقطف من حديث السيد الأستاذ مرتضي منصور عضو مجلس الشعب المصري وكمان رئيس نادي الزمالك كما جاء في لقاء تليفزيوني أذيع على قناة دريم ، يوم 26 يوليو 2005 . نعم ! أنه كلام عضو مجلس الشعب المصري وليس كلمات عربجي كارو من حي بولاق كما نشرته MEMRI  في قصاصه مرئية على موقعها بالانترنت .

وبالرغم من ان الغالبية العظمي من المصريين لا يأخذون مجلس شعبهم أو أعضاؤه مأخذ الجد ، حيث أنهم ما زالوا يتذكرون الرقص البلدي فوق مقاعد المجلس الموقر يوم 9 يونيو 1967 عندما "شفط" زعيم عصابة العسكر "تنحيه" بعد أن أعلنه بساعات قلائل بعدما تسبب في أعظم كارثة عسكرية ومعنوية في تاريخ مصر. أقول أنه بالرغم من عدم احترام المصري لمن يدعون تمثيله في ذلك المجلس المحقر ، وبعد أن تسبب رقصهم في اعتزال سامية جمال – رحمها الله- مهنة الرقص.  إلا أنني أعتقد أن قليلون جداً منا من يتوقع أن تصل درجة السوقية والجهل والكذب والغرور إلي ما أتحفنا به السيد منصور في حديثه الشهير على قناة دريم .

فإذا كانت الكلمة الخارجة من الفم هي مرآة العقل ، فلا شك أن في عقل نائب الشعب المذكور الكثير من السوقية والتردي حيث أن الرجل المهذب لا يصف امرأة مهما كان وضعها الاجتماعي بلفظ "ولية" . يحق للسامع أن يفترض أن مثل هذا الوصف للمرأة ينم عن شوفينية وأصول رديئة سادت فيها هذه اللفظة السوقية في أجواء البيت الذي نشأ فيه مستعملها حيث أعتاد الرجال من الأهل مخاطبة نسائهم بهذا اللفظ السوقي الشوفيني .

لم يكتفي فارسنا الهمام بوصف وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأمريكية "بالولية" ، بل أظهر جهله أو استعباطه أو ثقل أو خفة دمه عندما أسماها بما هو ليس باسمها . فهي في حين "كوندا لاريزا" وفي حين آخر "كازوزه" (يظهر أن الأستاذ كان صبي قهوجي قبل اعتلاءه مقعد مجلس الشعب) . ثم تزداد خفة الدم- أو قل الوقاحة أو الشوفينية عندما يصفها بأن "رجلها رفيعة" وكأن من واجبات سيادته الرسمية التطلع إلي سيقان النساء ، سمينة كانت أم هزيلة ، وربما أيضا رفع التقارير لمجلسه الموقر إذا كانت الستات ناتفين رجليهم بالحلاوة أم لا .

وقد نخطى السيد النائب حسن الخلق عندما تهكم على الصفات الجسدية لإنسان هو خلقه ربنا كما تقول العامة ، بل زاد الطينة بله بمحاولة استخفاف دمه وتقوية حجته الواهنة بالاعتداء اللفظي على الغير وهو لا يعلم أن مثل هذا الاعتداء كأن يسمي الإنسان بغير أسمه ، أنما هو من قبيل سوء الأدب والتهكم الرخيص . فأني أعتقد اعتقاداً راسخاً أن الأستاذ منصور لن يقبل أن يناديه خصومه أو حتى أصدقاءه بأسماء أخرى مثل مطيور أو صرصور أو حتى عربجي حنطور!

أما عن سوء لفظه لأسم آل جور وتسميته إياه ب Ala Jore فهذا كان لجهله بلغات الفرنجة الكفرة الذين يحكمون العالم ويتحكمون في مصائره . فيبدوا أن تعليم النائب الفاضل كان على قده وأنه ما كانش بيحب لغة المستعمرين الإنجليز ثم رفض بعد ذلك تثقيف ذاته والارتقاء بمستواه الإنساني والحضاري بتعلم النطق الصحيح ولو كان ذلك عن طريق الاستماع إلي الإذاعات حتى العربية منها .

ويعيد النائب المغوار الخطيئة الكبرى التي أرتكبها زعيم عصابة العسكر ، عندما تحدي أمريكا بأن تشرب من البحر الأبيض وإذا ماكافهش تشرب من البحر الأحمر . كان ذلك طبعاً قبل فقع فقاعته بخراب 5 يونية 1967 الذي جعل الزعيم الخالد ومعه كل شعب مصر الغلبان يشرب من المجاري إلي الآن على حد قول الرئيس الأمريكي السابق لندون جونسون .

وقع السيد منصور في ذات المحذور عندما تساءل : "مين أمريكا دي يا جماعة" . أما الجواب فهو حاضر وبسيط :أمريكا يا سيادة النائب هي البلد اللي وزيرة خارجيتها أم رجل رفيعة ضربت صدام حسين شلوت نزلته في حفرة تحت الأرض . تصور بقى لو كانت رجلها دي ملظلظة (من النوع اللي يظهر بيعجب حضرتك) كان بقى شلوتها يوصل أمثالك فين ؟ علشان كده يا سيادة النائب بيترص أمامها زعمائك زي الألف كما تفضلت سيادتك وقلت بعضمة لسانك.

بعد السوقية والشوفينية والجهل والغرور واستخفاف الدم يأتي ما هو أعظم : الكذب والتضليل والاستهتار بعقول السامعين عندما يؤكد بطل قصتنا أن بوش يقبض عليك لما توصل واشنطن أو نيويورك ويوديك "جواتيمالا"  (يقصد جوانتانامو –معلش-الجهل نور) . بقى بذمتك يا راجل –لو كان عندك لسه ذمه- هل هذا هو ما يحدث فعلاً في أمريكا؟ أم أنك مدفوع بقولك لهذه الخزعبلات بالكراهية والجهل وانعدام المنطق والبصيرة إلي عمل أي حاجة ولإرضاء البعض واهو كله عند العرب صابون .

رأينا إذن السوقية والشوفينية والجهل والغرور والتهكم الصفيق والكذب في حديث قصير لم يتجاوز الخمس دقائق جاءت كلها لتكشف عقلية ونوعية إنسان واحد من عدة من المفترض أنهم يمثل شعب مصر.

فهل وصل بنا سوء الحال أن نقبل بأن يكون ممثلينا بالشكل ده؟ وهل لنا أن نتساءل ما الذي أوصلنا إلي الحضيض ؟ طبعاً الجواب واضح يا أهل مصر الكرام : في بلادنا مهرجين جهلة فاشلين حتى دمهم ثقيل وصلوا بقدرة قادر إلي مواقع المسئولية .

واترك لكم البحث عن طريقة ننظف بيها نفسنا .

 

دكتور صبري فوزي جوهره

أستاذ جراحة الصدر المساعد

كلية الطب



E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون