د.  صبرى فوزى جوهرة


  10 أكتوبر 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

info@copts-united.com

يا أيها العملاء والخونة لبلادكم استحوا وخافوا الله

أم أن اللي استحوا ماتوا

 

بقلم الدكتور صبري فوزي جوهره

 

وما كانت الحسناء ترفع سترها      لو كان في هذا المقام رجال

 

كلما اقترب موعد انعقاد مؤتمر أقباط المهجر في منتصف نوفمبر بمدينة واشنطن كلما ازداد عواء الكلاب نباحها .

ولا بأس من ذلك ، فهذا الأمر يبعث في نفوسنا ، نحن المصريين المحبين لبلادنا – أقباطاً ومسلمين – شعوراً بالرضا والارتياح لأن ما نفعل يثير مهاترات واتهامات وكذب أعداء الحق وعبيد السلفية والرجعية . فهذا العداء السافر لأقباط المهجر من هؤلاء الأقزام إنما يؤكد لنا أننا نسير على الدرب الصحيح .

ولقد سبقني السيد المهندس عدلي ابادير بإصدار تصريح مفصل شامل أظهر فيه كل المغالطات والأكاذيب التي تبناها أعداء الحق والخير وحاولوا نشرها خاصة بين طبقات الجهلة والعامة الذين يمثلون هدف هذه الادعاءات السخيفة . جاء تصريح المهندس عدلي ابادير واضحاً وشاملاً وقوياً قوة الحق الذي يمثله وفند كبير أقباط المهجر كل مزاعم هؤلاء المرتزقة بما لا يدعو محملاً للشك في سوء نواياهم .

لم يعد لي أذن الكثير من القول فيما يبثه هؤلاء الأقزام من أكاذيب وافتراءات الذين اتهموا ما أسـمــوه " أحدي منظمات ما يعرف بأقباط المهجر" – وهم يقصدون المنظمة التي يترأسها المهندس عدلي ابادير- بأنها تمول من خمس جهات أمريكية وغربية ولم يسعفهم جهلهم حتى أنهم لم يستطيعون أن "يستهجوا" مجرد أسماء هذه المؤسسات العالمية التي تدافع عن المضطهدين وعن حقوق الإنسان المهدرة إينما كانت ، فجاءت أسماء هذه المنظمات كما كتبوها داعية إلي السخرية والضحك على جهلهم المبين .

وأنا أذكر بالتحديد قزمين يدعيان أحمد عثمان ومحمد رشيد وما نسباه في القصاصة المدعوة "المصريون" بتاريخ 3/10/2005 .

فقد استقى الكاتبان الألمعيان مصادرهم من كبير خونة القبط المدعو جمال أسعد الذي "كشف" للعالم حقيقة تمويل المؤتمر القبطي من جهات أمريكية وغربية . ولسنا نعرف كيف حصل السيد المغوار ذاته على هذه الأسرار التي "كشف" عنها ، وهل تحصل عليها بمجهودات مخابرات سعادته الشخصية أم أنه التقطها من أسياده في مخابرات الدولة المنهارة وذلك بصرف النظر طبعاً عن كونها كذب في كذب .

تتوالي التخاريف الواحدة تلو الأخرى ، فأقباط المهجر ليسوا مهتمين حقاً باضطهاد ذويهم في مصر وإنما هم يسعون إلي تنفيذ "المخطط الأمريكي في تفكيك الشرق الأوسط" قال يعنى الشرق الأوسط ناقص تفكيك .... وانحلال ! - وتناسى السيد جمال أسعد وتلميذيه التلميذين عثمان ورشيد – أن من يبسط يده بالقمح ويطبقها ، والظرف الذي يستجير به الشرق الأوسطيون حتى يحوش عنهم الهزائم المتلاحقة من إسرائيل – وأقصدها الولايات المتحدة بالطبع – لا تحتاج إلي ترسيخ أقدامها في الشرق الأوسط أو للمساعدة في تنفيذ مخططاتها لتفرقته . ولعلنا جميعاً نعلم أن عاصمة الخلافة العباسية محتلة بقوات أمريكية وبأن عاصمة الخلافة الأموية ترتجف خوفاً من لقاء ذات المصير . الأمريكان إذن لا يحتاجون لمساعدة أحد – أقباطاً كانوا أم يهود – فمسلمي العرب يقومون بخدمة أغراضهم في هذه البلاد – عن عمد أو عن غير عمد – كأفضل ما تكون المساعدة .

ليعلم السفهاء أن شحاتة القمح والاستجداء لإيقاف هزائم إسرائيل المتتالية للعرب هي أكبر مرسخ لقوى الولايات المتحدة في هذه المنطقة التعيسة من عالمنا .

إما الأسطوانة المشروخة المضحكة التي تتهم أقباط المهجر بالعمل ضد وطنهم والتي أصبحت موضع احتقار العالم وأنا لا ألوم جمال أسعد والسيديين اللي معاه على إذاعتهم . فالحق مش عليهم والعيب ليس فيهم لأنهم سلباء الإرادة ومنحدري الخلق . إنما العيب يكمن في الدولة المصرية الفاشلة التي امتنع فيها القضاء العادل المهاب . فعمت الفوضى وتمادي السفهاء وتقووا على الشرفاء من أبناء مصر بكافة الاتهامات الكاذبة واتهامهم بخيانة الوطن وهي جريمة يعاقب مرتكبوها بالأعدام . ولو كان في مصر قضاء عادل للجأنا إليه لرد الكذب عنا ومعاقبة العيال الصغار بعقوبة توقفهم عند حدودهم وتجعلهم يطلبون الرحمة في العقاب المستحق عليهم .

العيب إذن مش في العيال ، بل في اللي رباهم أو بالأحرى ما رباهمش وتركهم على نجيتهم وهم واثقون بأنهم لن يلقوا عقاباً على جرائهم . العيب في الدولة الفاشلة التي أمتنع فيها العدل وتفشت الفوضى والانحلال وبدت فيه أعراض الانهيار واضحة . فعندما دخل أحد الشعراء إلي مجلس خليع تعرت فيه النساء تفوه ببيته الشهير القائل :

وما كانت الحسناء ترفع سترها                    لو كان في هذا المقام رجال

يا سادة يا مش كرام سيعقد مؤتمر واشنطن الذي سيسعى فيه أبناء مصر المسلمين والأقباط معاً لإيجاد الحلول لإنقاذ بلادنا من هذا السقوط العظيم . ونحن إذ نفعل ذلك ، لا يغيب عنا مطلقاً أن الطريق وعر ومحفوف بالمخاطر . ولكن أحداً منا لا يبخل بماله ووقته وحياته للعمل في سبيل إنقاذ مصر من الخونة واللصوص والكذبة والمرائين والجهلة والأغبياء والمرتشين الذي أحالوا مصر – جنة الله على الأرض- إلي جحيم ترتع في جوانبه الشياطين ويموت الأبرياء فيه حرقاً .

 

دكتور صبري فوزي جوهره

أستاذ جراحة الصدر المساعد

كلية الطب – جامعة أوهايو الطبية

 

E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون