أ. صموئيل بولس


  19 مارس 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

 Samuel_Boulus@deaconsamuel.net

على هامش مطالبة الأزهر للفاتيكان بالاعتذار رسمياً عن الحروب الصليبية :

                                   بل بالاعتراف المتأخر!!!

من صموئيل بولس عبد المسيح ، تعليقاً على مقال (ليس بالاعتراف المتأخر ) للكاتب السعودي الكبير الأستاذ :

عبد الرحمن الراشد " رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط " والمنشور بتاريخ 14 – 9 – 2004

مقتطفات من مقال الكاتب :

( في مقابلة مع احدى الإذاعات الاوروبية سئلت عن «الاعتراف المتأخر» الذي كتبته عن مشكلة تفشي الإرهاب في مجتمعاتنا الاسلامية. من قال إنه متأخر؟

سألته مشيرا الى كوم كبير من المقالات في الصحف العربية تجلد هذه الظاهرة وتعترف بالأزمة. ففي الساحة العربية جدل مستمر منذ بداية الأزمة في أواخر التسعينات شارك فيه عدد لا بأس به من المثقفين، ناقشوا أخطار التطرف في الطرح السياسي المتسلل، ونبهوا كيف اصبح خطابا جذابا للشباب.

* بكل أسف بأسلوب الرصد والترصد، أي كالتنبيش عن مقال متطرف او ان هناك تحريضا او عداء للسامية. وقراءة الرصد لا تقدم حقيقة كاملة عن نقاش مجتمع المثقفين، ولا تعكس فهما لعقل المجتمع العربي الذي اصدر بالفعل سيلا من مقالات الرفض للإرهاب وفكره، كما نشر سيلا آخر لكتابات تؤيد الإرهاب او تبرر له) .

التعليق :

( بل بالاعتراف المتأخر، والمتأخر جداً، وعفواً يا أستاذ عبد الرحمن، فهذه هي الحقيقة المجردة  ثم إن هذا الاعتراف لم يصدر من جامعة الدول العربية ، ولا من رابطة العالم الإسلامي ، ولا من منظمة المؤتمر الإسلامي، ولا من الاتحادات النقابية ، ولا من غالبية الشعوب الإسلامية نفسها ، بل صدر من كاتب صحفي جرىء لا حول له ولا قوة ، لأنه لا يملك شيء إلا قلمه الذي يعبر به عن فكره المستنير ، وهو حالة استثنائية وليست عامة ، وها هي الصحف العربية، والإسلامية ، أمامنا بما تحويه من اتجاهات ظلامية مضادة تماماً لإتجاهاتكم المستنيرة. والاعتراف يكون اعترافاً عندما يصدر من الجماعة ، وليس من مجرد فردٍ واحدٍ منها. ويوم تعترف هذه الأمة بأخطاؤها ، وتبدي كامل استعدادتها لتصحيح أخطائها ، سوف تغسل عارها الذي تسبب فيه بعض أباؤها ، وسوف يكون لها موقعاً بين سائر الأمم المتحضرة

[ ملاحظات : هذا ما اكتفت الصحيفة بنشره ، بعدما حذفت بقية التعليق :

فكل الأمم المتحضرة اعترفت بأخطاؤها، وقدمت اعتذارات لمن أسأت إليهم ، إلا الأمة العربية والإسلامية ، فالأولى متهمة -  بشهادة التاريخ - بإبادة الكثير من الشعوب والعرقيات غير العربية أثناء الفتوحات ، وبعدها، بل وحتى في وقتنا الحالي ، والدليل ( دار فور). 

 وأما الأمة الإسلامية وخصوصاً العثمانية ، فهي متهمة بإبادة الأرمن .

وحتى اليوم لم تعترف لا هذه ، ولا تلك ، بأية مسؤولية عن المآسي التي تسببت فيها لشعوب وأمم ، جل ذنبها إنها لم تكن عربية ، أو لم تكن تدين بالإسلام.

 وعندما قام الإرهابيون بقتل مائتي قبطي حرقاً في أحداث الزاوية الحمراء يوم 17 يونيو 1981 ، لم نسمع صوت عربي واحد يستنكر هذه المذبحة البشعة ، وتكرر نفس الأمر في بقية الاعتداءات الآثمة التي قام بها الإرهابيون سواء قبل مذبحة الزاوية الحمراء، أو بعدها، وكانت حصيلتها عشرات المئات من القتلى والجرحى ، ومنهم أطفال ونساء وشيوخ ورجال دين، وكثيراً منهم تم نحرهم كما تنحر الخراف ، قبل أن تسمعون عن النحر الأدمي في الجزائر والعراق . فضلاً على قيامهم بحرق الكنائس ، واختطاف الفتيات والاعتداء عليهن ، والسطو على محال الذهب المملوكة للاٌقباط ، ولا أظنكم تجهلون أدق تفاصيل هذه الأحداث لأنها لم تحدث في زاوية مظلمة ، أو مكان تحت الأرض ، بل في العلن ، وأغلبها موثق بالصورة والصوت  وتناولتها كافة الصحف ووكالات الأنباء العالمية . رغم ذلك لم تعترف الامة بمسؤوليتها الأدبية عن حدوث هذه المآسي، وبجانب الاٌقباط والارمن ، فهناك أيضاً السريان والآشوريون والكلدان.

وأما من غير المسيحيين ، فهناك الأكراد والبربر  ،والصابئون ، واليزيديون ، والنوبيون ، والزنوج .

هذه حقائق لا يعلمها إلا قلة من المثقفين العرب أما العامة ، فهي لا تعلم إلا إن العالم كله بيهوديه ومسيحييه ووثنييه

 وملحديه قد اتحد ضدهم وضد دينهم !!! ولا أخبار يرددونها إلا (الشهداء ) في فلسطين ، و(المقاومين ) في العراق ،

 و( المجاهدين ) في أفغانستان والشيشان والرباط والرياض ومدريد ؟ ويضاف عليهم مكائد بوش ، ووحشية شارون، وتحاك عليهم المؤامرات ( العالمية الصليبية الصهيونية البوذية ) للنيل من الإسلام والمسلمين . فهذا هو كل ما يعرفوه، أو ما أراد بعض حكامهم أن يعّرفوه لشعوبهم، أما الحقيقة فهي محجوبة تماماً عنهم.

ثم إن اعترافك ( الفردي ) جاء بمثابة صدمة للاغلبية الرافضة للاعتراف، وكثيُر منهم اعتبروها صفعة مؤلمة وجهتها إليهم . فكيف بعد كل ذلك ،تقول إن الأعتراف لم يكن متأخراً ؟ رغم إن الاعتراف (الجماعي) لم يصدرأصلاً ، ولن يصدر طالما بقيت هذه العقول مغييبة.

 

E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون