صموئيل بولس


  29 يونيو 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

 Samuel_Boulus@deaconsamuel.net

 ملاحظات هامة حول قصة زينب المصرية " كريستينا " المنشورة في موقع :
" العربية نت " بتاريخ الثلاثاء 21 يونيو 2005

بقلم صموئيل بولس

لعل كثيرون منكم يتذكرون قصة الأنسة زينب ، لتزامنها مع قضية السيدة وفاء قسطنطين  ، ولشن جريدة (الأسبوع) حملة ظالمة ضد الكنيسة القبطية ، تتهمها فيها باختطاف المسلمات بعد  التغرير بهن !

ورأينا كيف أن السيد والدها ، قد استصرخ السيد رئيس الجمهورية ، طالباً منه مساعدته في إعادة أبنته إليه بعد أن غرر بها النصارى ، وقاموا بتهريبها إلى خارج البلاد !

وقامت جريدة الأسبوع - كعادتها دوماً – بتلفيق الاتهامات ، وتأليف القصص والروايات ..

حتى عادت زينب الى اسرتها ، لتروي بشجاعة نادرة ، حقيقة ما حدث لها ، وكانت روايتها بمثابة صفعة شديدة على قفا صحيفة الأسبوع ، وعلى بقية من حاولوا لصق جرائم عفاريت الأسلمة ، بملائكة التنصير.

 

فالانسة زينب ،رغبت في اعتناق المسيحية ، ورأت ضرورة مغادرتها بيت أسرتها ، فتغيبت خمسة شهور ، تعبت جداً خلالهم من كثرة التنقل في الشقق المفروشة ، اخرها في العمرانية ، ونفد منها المال ، واضطررت للعمل في الحياكة لتعول نفسها ، في الوقت الذي شاع فيه البعض بأنها حصلت على اموال ضخمة مقابل تنصيرها ، رغم إن الكنيسة رفضت ( تعميدها) إلا بعد اختبارها ، وفيما إنها لم تحتمل ، فقررت الرجوع إلى منزل اسرتها ، وحاولوا استخدامها كمخلب لضرب الأقباط ، بحجة الزعم باختطافها ، لكن الفتاة نفت نفياً قاطعاً تعرضها إلى أية ضغوط ، أو تلقيها أية اغراءات ، أو تعرضها لاي تغرير.

ولم تكتفي بذلك فقط ، بل وفجرت قنبلة من العيار الثقيل ، عندما نفت وجود أي صلة بين توجهها للمسيحية ، وما وبين ما اشيع عن مسؤولية غرف ( غرف البال توك ) المسيحية في ذلك الأمر ، مؤكدة على إن تاريخ علاقتها بالمسيحية يرجع الى خمس سنوات مضت ، وبالتحديد منذ كانت طالبة في الصف الثاني الجامعي.

كما قدمت شهادة نادرة حول قوة المتنصرون في دعوة أهاليهم والآخرين الى اعتناق المسيحية.

وقالت ، انها التقت بتسعة من زملاؤها وزميلتها في الجامعة ممن تنصروا، وأنهم كانوا يدعون لدينهم المسيحي بكل قوة.

كما اعترفت بانتشار ظاهرة التنصير ، وقدمت شهادة ثمينة ، عندما قالت بأمانة ، أن المتنصرون لا يتلقون دعم مادي من أحد ، بل هم الذين يساعدون الكنيسة ، ومنهم أصحاب شركات .

كما نفت تسرع الكنيسة بتقبل الممسلمين قبل تأكدها أولاً من صدق رغبتهم في اعتناق المسيحية ، وقالت إن الكنيسة كانت تختبرهم حول معلوماتهم عن الدين المسيحي.

كما أفادت بأنها كانت تعرف 20 فتاة مسلمة تنصرت ، وزميلة غيرها تعرف 20 اخريات من بينهن خمسة تعرفهم ،وإنها تعرفت على اعداد كبيرة جداً منهم .

وكيف إن إحدى صديقاتها قد تنصرت هي وأهل بيتها وهنالك أب كاهن يزورهم مرة كل 15 يوم .

كما تحدثت عن تنصر الآسر المسلمة ، وذكرت اسرتين اضططرا للسكن خارج القاهرة.

كما شهدت ، بأنها كانت تعمل لتعول نفسها ، ولم تتلق فلس واحد من أي كاهن.

واشارت الى عالم تجمعات المتنصرين في مصر ، وكيف يلتقون كمجموعات لمناقشة أمورهم الدينية داخل الكنائس .

وقدمت شهادة ذكية لتوحيد المسيحيين بعكس ما يروجه عنهم الشيوخ :

( كنت مؤمنة جدا بأن " لا اله إلا الله"..  حتى في المسيحية يؤمنون باسم الأب والابن والروح القدس الاله الواحد) .

وأوضحت غضب أبونا القمص زكريا بطرس بسبب مغادرتها بيت أسرتها، وكيف أرسل لها رسالة عن طريق صديقة لها تحمل هذا المضمون :

(أخبريها بأن "أبونا زعلان منك" . لقد تسرعت بخروجك من البيت..

ليس معنى أننا آمنا بالمسيح أن نكسر ونجرح قلوب أهالينا ).

وكان ذلك رداً على سؤال إذا كان أبونا زكريا قد قام بتحريضها على ترك أهلها .

واختتمت حكايتها العجيبة باعتراف نادر له مغزاه العميق ، وهو إن أمر رجوعها كان بسبب: ( الحنين إلى أبيها ).

وبقيت هناك نقطة هامة اثارتها زينب ، أو نسبت إليها زوراً ، وهي حكاية الرجل المتنصر من 25 سنة ، إذ افادت بأنها سمعته يقول لها وفي حضور مجموعة من المتنصرين :" تخيلوا ياجماعة أنا الآن رجل كبير ومريض، وغدا سأموت، ويأتون الملائكة وهم يأخذوني وأنا منتظر أن يأخذوني إلى نعيم الحياة الأبدية مع الرب يسوع، فإذا بي أجدهم يقولون لي : "لا.. الإسلام هو الحق" !!!

مما جعلها تفقد حماستها للمسيحية ، وتقرر الرجوع إلى أبيها !!!

ولكن فات كاتب هذا الحوار ، وهو صحفي عربي مسلم من دبي ، أن يوضح لنا تبريرات استمرار بقاء مثل هذا الإنسان في المسيحية لمدة 25 سنة  كاملة، تعرض خلالها لاضطهادات كثيرة مريرة ، طالما أنه غير متأكداً من خلاصه في هذا الدين ، وما الذي يمنعه من العودة لدينه السابق طالما خلاصه فيه ؟

على كل حال ، فنحن نشكر الأخت زينب ( والتي كانت تفضل مناداتها باسم كريستينا) ، لأمانتها في سرد حكايتها ، وشهادتها العادلة عن الكنيسة القبطية ، ولم تنجرف لتيارات الحكواتية الذين يجلسون فوق المصاطب ويحكون حكاياتهم الخرافية حول أساليب الكنيسة في الاغراء والتغرير ، وكأنهم يريدون يلصقوا بنا ، ما هو عندهم .

فجاءت زينب ، لتصفعهم ، وكأنها تقول لهم كفوا عن هذا الصنف الردىء الذي تتعاطوه ، والذي ذهب بعقولكم ، فهناك نشاط تبشيري ناجح بالفعل ، وموجه لأناس متعلمين ، وليس لجهلاء كما هو الحال في الأسلمة .

 

وأحب هنا أن أؤكد للقراء بأن النشاط القبطي التبشيري يسير بهدوء وثقة ، ورغم أنه يعتمد أساليب روحية مقدسة خالية تماماً من أية اغراءات دنيوية ، إلا أنه استطاع ربح الكثيرين من نفوس إخواننا المصريين المسلمين ، رغم علم كل مسلم بما ينتظره من أهوال لو ترك دينه وانضم للمسيحية .

ويخطىء كل من يظن إن نشاط الأقباط في تبشير العرب هو من الأمور المستحدثة ، لأنه قديم من قدم الإسلام نفسه، بل وقبل ظهور الإسلام بقرون ، فالتاريخ الكنسي يؤكد لنا وجود نشاط قبطي تبشيري وسط العرب اعتباراً من القرن الثاني الميلادي، وأقمنا منهم أساقفة حضروا مجامع نيقية والقسطنطنية وأفسس ، وكان لبعض آباؤنا مجهودات كبيرة في إصلاح اسقف العرب "بولس" ( من القرن الثالث) واعادته ثانياً الى استقامة الايمان بعد كان قد تهرطق.

وفي العصر الإسلامي ، نجد شخصيات عربية انضمت للاقباط ، مثل الرجاء ابن الواضح ، ومن منا ينس قصة اهتداء خليفة المسلمين الحاكم بأمر الله ، بعد كثير من الاضطهادات التي وجهها ضد الأقباط ، كما إن قصة استشهاد "المزاحم " لا تزال حاضرة في الأذهان .

والمشكلة التي تواجهنا كلما أردنا فتح ملف المتنصرين ، هي وجود شخصيات مصرية اسلامية كبيرة بينهم ، وترى الكنيسة أنه ليس من الحكمة التحدث عنهم، نظراً لمراكزهم الحساسة، وخوفاً على حياتهم .

ولا أحد يعرف الأسباب التي أدت بالإمام الفحام ( شيخ الأزهر) في عهد السادات ، بتقديم استقالته من منصبه ، وسيأتي وقت تسمح فيه الكنيسة برواية القصة كاملة . 

ولا أنس أبداً ذلك المشهد العجيب الذي رأيته بعيني أبان خدمتي في الوطن ، عندما استدعاني احد الاباء الكهنة ، وطلب مني الجلوس مع أحد الاشخاص المرموقين الذي كان يتردد على الكنيسة بطريقة سرية ، ليسأل عن المسيح ، وقد اصيبت بالذهول عندما علمت حقيقة شخصيته، وسألته ألا تشعر بالخوف لو عرفت الحكومة بأمرك ؟

فأجابني قائلاً : ربنا لن يسمح بذلك ، لأنه يريد أن يعمل بي من خلال موقعي ، ولو حدث ، فأنا مستعداً للاستشهاد ، أو العزل ، والطرد خارج البلاد .

ومع الأيام ادركت وجود كثيرين مثله ، بل وادركت ما هو أبعد من ذلك ، على هذا فلم أعد استبعد أن أرى أحدهم وقد صار أسقفاً !!!

فأنت قد ترى أب كاهن ، أو أب راهب ، اسمه أبونا حنا ، أو أبونا مرقص ، ولا يخطر على بالك إنه كان ذات يوم يحمل اسم محمد ، أو مصطفى !!!

َانهم يعيشون في سلام وهدوء لاتباعهم ارشادات الكنيسة الداعية الى الحكمة والاختباء وراء الصليب .

فأرباب الأسلمة يأخذون منا نفايتنا ، بينما نحن نأخذ أجودهم

 


 

E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون