صموئيل بولس


 20 يوليو 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

 Samuel_Boulus@deaconsamuel.net

نداء إلى الأخت شيماء

 

بقلم:صموئيل بولس عبد المسيح

 

هولندا في ‏18‏.07‏.2005

لا أعرف هل أدعوك بأسمك الحالي المؤقت ( شيماء محمد عبد الله الصديق ) ؟ أم أدعوك بأسمك الأصلي الدائم : ( ماري جرجس نصيف)؟ مهما يكن من أمر أسمك، فهو ليس هاماً عند الله ، لأنه لا ينظر للاسم ، بل ينظر إلى ما بداخل القلب . وأنا واثق – رغم كل ما سمعته عنك – بأن الذي داخل قلبك هو ( ماري جرجس) وليس ( شيماء محمد). من هذا المنطلق سوف أتخاطب مع قلبك يا ماري : ولن أشير إلى خلافاتك مع زوجك المسيحي ، وأبو أبنك ... كما لن أشير إلى علاقتك الآن بالبلطجي المسجل خطر ( محمود ابراهيم عباس) [ 8 شارع الكرامه باكوس اسكندريه & 7ش الفرن باكوس اسكندريه ]. ولن أشير إلى عملك في كازينوهات  السندريلا ، والفاندوم ، والسرايا ..) لأن كل هذه الأمور – رغم مراراتها على نفس أي فتاة مسيحية طاهرة – إلا إنها ليست هامة أمام الرغبة في الرجوع إلى المسيح ، الذي بلمسة واحدة من يده يستطيع أن يغسلنا من خطايانا ، ويمحو سواد أنفسنا ، ويبيضها أكثر من الثلج . المسيح وحده يا ماري القادر على فعل  ذلك ، وهو الوحيد الذي يقبل توبتنا بدون ما يذكرنا بماضينا ، وبدون ما يجرح مشاعرنا بكلمة واحدة ، ولا حتى يتعاتب معنا مجرد عتاب صغير ، وأنظري إلى ما فعله مع أبنه الشقي الذي أكل معيشته مع الزواني ، فلما أهانوه وأذلوه ، ولم يعطوه الخبز ليأكل ، ولم يجد أي شيء يأكله حتى اشتد به الجوع ، لدرجة أنه أشتهى أن يأكل من الخرنوب المخصص لإطعام الخنازير ، لكه حتى هذا لم يجده !!! فرجع لنفسه وقال : ( كم من أجير عند أبي يفضل عنهم الخبز وأنا هنا أهلك جوعاً ؟ أقوم الآن وأرجع إلى أبي ، وأقول له يا أبي أخطأت قدام السماء وقدامك ، فلست مستحقاً أن أدعو لك أبناً ، فاحسبني كأحد اجراؤك ..) وعاد إلى أبيه .. ممزق القلب والثياب .. حافي النفس والقدمين .. مجروح الروح واليدين .. فلما رأه أبيه وهو على هذا الحال المزري ، جرى نحوه ، وعانقه ، وقبله ، وضمه إلى صدره باشتياق وحنين .. ولم يسمح ليكون من أحد اجرائه ، بل رد له بنوته ، وأعاد إليه مركزه ، واقام له حفل كبير، وقال عنه أبني هذا : ( كان ميتاً فعاش وضالاً فهدى). وهو ينتظر رجوعك ليقول عنك : ( أبنتي ماري كانت ميتة فعاشت ، وكانت ضالة فأهتدت ). ينتظر رجوعك ليغسل جراحك ويضمدها ، ويستر عري نفسك ، ويدعوك بالمحبوبة المختارة .. ينتظر رجوعك ليجفف دمعك .. ويمحو عارك ، ويرد اعتبارك . فأنت جميلة في  عينيه ، نعم جميلة رغم سواد الخطية التي ألصقت بك في لحظات الضعف  .. جميلة بمعموديتك يا ماري . أني أتخيلك يا ماري وأنت طفلة صغيرة في مدارس الأحد .. ملاك طاهر وديع يحب بابا يسوع وماما العدرا وبيحب يساعد الناس الغلابة .. أتخيلك شابة صغيرة ، كالورده المفتحة ، وأتخيل أحلامك البريئة الصغيرة .. بل وأتخيلك وأنت تقرأين هذه الرسالة بدموع نفس حزينة مرة .. نفس حائرة وتائهة في الزحام .. أو كزهرة تتلاطمها الأمواج .. لكن هوني عليك ، فالامر ليس بمثل كل هذا السوء !!! لأن ربنا موجود يا ماري ، وهو إله طيب وحنون ومسامح وطويل الروح وكثير الرحمة ولا يعاملنا بحسب خطايانا ، بل بحسب فيض محبته . هذا الإله الطيب ، الذي يحبك ، هو الذي حركني لأكتب إليك هذا النداء ، راجياً منك التوقف قليلاً لتسألين نفسك هذا السؤال : وماذا بعد .. وماذا بعد أن أنكرت اسم إلهي .. وماذا بعد أن تغربت عنه .. وماذا بعد أن نهش الغرباء جسدي .. وإلى أين سأهرب من روح الله ؟ ليس عيب أن نخطىء يا ماري ، لأننا كلنا خطاة ، لكن العيب أن نظل في الخطية بدون محاولات التوبة. وصدقيني فحالك أفضل من حالي !!!! فأنا غرقت في الخطايا حتى اعماقها ، من طفولتي المبكرة وأنا أعيش في الضلال ، كنت على علاقة براقصة وعمري 13 سنة !!! وكنت أشرب الويسكي قبل تناول طعام الإفطار !!! وجيوبي مليئة بالحشسيش !! كل ذلك وعمري لم يكن يتعدى الثالثة عشر !!! وانتقلت من الانحراف الاخلاقي ، إلى الانحراف الديني منذ كنت في الخامسة عشرة ، حتى صرت شيخ في الجامعات الإسلامية الإرهابية وعمري 17 سنة. وظللت هكذا حتى بلغت السابعة  والعشرون من عمري ، وكنت قد وصلت آنذاك إلى مركزاً كبيراً ، والتقيت بأكبر شخصتين في العالم الإسلامي ، وذهبت الى الكعبة لتأدية مناسك العمرة .. ذهبت بكل خطاياي وشروري وتجديفاتي ضد المسيح والكنيسة .. ذهبت بكل عدواتي ضد المسيحيين .. وهناك ، داخل الكعبة ، حدث مالم يكن في حسباني : ظهر لي السيد المسيح له المجد ، ليدعوني إليه ، قائلاً لي : أنا هو الطريق والحق والحياة .. تركتني أنا الإله الحي وجئت إلى هنا لتعبد أموات وديانات الناس . كلامه زلزل كل كياني .. نسف كل أرض كنت أظن أني أقف عليها .. تذكرت خطاياي .. تذكرت زناي .. تذكرت كفري . تذكرت مقاومتي لأسمه القدوس .. فأنهرت باكياً . وقررت منذ هذه اللحظة أن أقوم من سقطتي ، فمد لي المسيح يده وأقامني .. صرت مسيحياً .. صرت خادماً للمسيح ..  ومضى على إيماني الآن 19 سنة ، وكل يوم أبكي ندماً عما ارتكبته في أزمنة الجهل . محبة المسيح لي هي التي دفعتني لأكتب إليك يا أختي ، ولأقول لك إنني مستعد تمام الاستعداد لمساعدتك لتبدأين حياتك من جديد ، بعيداً عن الماضي وجراحه ومآسيه ، وحياتي فداء لك في سبيل رجوعك للمسيح ، لأن نفسك غالية جداً يا محبوبة الرب . ومستعد لأرسل إليك مصروف شهري تتعيشين منه أنتي وطفلك ، عوضاً عن العمل بالكازينوهات . ولست وحدي ، بل ومعي كثيرون لديهم نفس الاستعداد من أجل ربح أختهم في المسيح . كلنا نحبك يا ماري ومستعدون لمساعدتك . فأنظري نفسك ، وفكري في مصيرك الأبدي ، ولا تهملين خلاصك ، وكل اللي انكسر يصلح . فهل تستجبين يا ماري ؟ أمل ذلك . أنني أصلي من أجلك بدموع ، لأني أعرف مرارة الخطية ، وأحزان الأنفصال عن الله ، وأعرف نهاية كل من يستهين بلطف المسيح وطول أناته ..  المسيح يناديك يا ماري ، فلا تستعفي من سماع صوت ندائه .. احشائي تتمزق عليك لأنك بنت المسيح .. وليس أصعب على المسيحي من أن يرى بنت المسيح وهي تداس بأقدام الناس . أنسي كل ما حدث لك في الامس، وفكري في الغد المشرق الذي ينتظرك لو رجعتي للمسيح ، وانقذت نفسك من هذا الضياع، وتذكري قول السيد المسيح : ( ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه ) وانت لم تربحين شيئاً ، بل خسرت الكثير من نفسيتك وصحتك ، وقد حان وقت الرجوع لأن الأيام شريرة . أرجعي وأنت واقفة على قدميك وبصحتك ، ولا تنتظري حتى تصابين بالعدوى والأمراض الخطرة . ولا تخافي من محمود ، ولا من ضابط الأمن ، ربنا سوف يرسل لهم مار جرجس ليطعنهم بحربته !!!

 أخوك ِ : صموئيل بولس عبد المسيح

 



E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون