أ. صموئيل بولس


  30 نوفمبر 2004

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

 Samuel_Boulus@deaconsamuel.net

مؤتمر زيورخ

1- المطلوب تحقيقه كثير جداً ، ولا أعتقد إن مؤتمر زيورخ بمفرده يمكن تحقيقه دفعة واحدة ، إنما كان المؤتمر بمثابة الخطوة الأولى من رحلة الألف ميل ، فالاستجابة الدولية لحقوق الأقباط ، رغم عدالتها ومشروعيتها ، إلا إنها ليست بالأمر الهين ، لتشابك مصالح الكثير من الحكومات الغربية بالحكومات العربية الرافضة لمعالجة قضية الأقباط ، مثل مصر والسعودية .

وللغرب مصالح قوية مع هذين الحكومتان ، بعضها بترولي ( السعودية ) والآخر سياسي ( استمرار معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل )، وهناك معضلة أخرى شديدة الإيلام ، وهي هوية الأقباط العقائدية ، وهي هوية شديدة الخصوصية والتعقيد ، والتي أثرت على حرارة الدعم والتأييد من جانب قيادات الكنائس العالمية الكبرى ، التي ترى في الكنيسة القبطية خصماً عقائدياً خطيراً منذ مجمع خليقدونية ، وتربط التأييد بمقدار ما تتنازل عنه الكنيسة القبطية من مواقفها التاريخية والمعاصرة من بعض العقائد والتشريعات والسلوكيات داخل الكنائس الغربية .

وعلى الجانب الآخر ، بنيل دعم التيار المصري المعتدل ، أمراً ضعيفاً جداً ، لأن هذا التيار مضغوطاً عليه من تيار التعصب العام ، سواء في الشارع المصري ، أو الشارع العربي بشكل عام  .

2 - بالطبع هناك جدوى لعقد مثل هذه المؤاتمرات ، وسوف تتحق نتائجها على المدى البعيد ، أما على المدى المنظور فسوف تهييج الحكومة ويجعلها تتخذ اجراءات انتقامية تمررها من أسفل المائدة ، لكنها سوف ترضخ في النهاية تحت إصرار استمرار مطالبة الأقباط بحقوقهم ، والأمر معول بدرجة كبيرة على أقباط الداخل ، ولكنه سوف يتطلب تضحيات شاقة منهم ، أقلها احتمال السجن والاعتقال والملاحقة ، وهنا يأتي دور أقباط المهجر بإلقاء الضوء على ما يعانونه في سبيل نيل حريتهم وتحقيق مطالبهم .

3 - الخطوات التالية  لتحريك قضية الأقباط ، تتخذ عدة محاور ، المحور الأول :

+ دعم أقباط الوطن لثباتهم على الإيمان ، ولا سيما الفقراء ، خصوصاً وإن 85 % من أسباب ارتداد الأقباط في مصر تعود إلى الفقر والاحتياج.

+ التسيق مع قيادات الكنيسة القبطية ( في الداخل والخارج ) قدر الإمكان ، والحرص على وحدة الصف ، وبذل المزيد من المجهودات لشرح وجهات نظرنا للكنيسة وإن هدفنا هو مساعدتها وليس مناؤتها ، ويوجد داخل هذه القيادات أبطال لا يقلون شجاعة عن مناضلي أقباط المهجر ، وانا أتحدث هنا من واقع معرفة وخبرة .

+ فتح قنوات للاتصال مع قيادات الكنائس الغربية ، واختيار النماذج الطيبة منها لنيل دعمها ، وتنشيط العلاقات مع منظمات حقوق الإنسان العالمية .

+ الوصول إلى أقباط المهجر ، وشرح مطالبنا لهم ، ومحاولة تثقيفهم ( دينياً ) بالإتيان بنماذج من الكتاب المقدس ، ومن تاريخ الكنيسة ، كافحت من أجل الدفاع عن الحق ، وإن المسيحي لابد أن رجلاً في الإيمان وفي الدفاع عن الحق ، وان الوداعة لا تعني أن نكون ملطشة للناس ، والساكت عن الحق مشارك فيه ، والسيد المسيح علمنا أن نشهد للحق وندافع عنه حتى الموت .

+ قضيتنا معروفة تماماً لإخواننا المسلمون ، ليس داخل مصر وحدها ، بل وداخل السعودية

 

 

E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون