تماضر جوهر


  21   يونيو  2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

info@copts-united.com

تعقيباً على مقالة أحمد الخميسي
 
سيدي،

 

قد أردت أن تكون مقالتك موضوعية وتبشر بفكر حر ولكن أجد بداخلها، وليس بين السطور، هجوم حاد وتشويه لشخصية معروفة لها نضالها وفكرها المميز وكأنه محاولة لتصفية دين أو ثأر قديم أو التقليل من شأنها فقط لكونها امرأة أرادت وصممت على أن تقول رأيها مهما كلفها هذا الكثير. أن هجومكم على السيدة/ نوال السعداوى وقولكم أنها لا تحسب على الروائيات المصريات وأن عملها المذكور(سقوط الإمام) يشتمل على كثير من عبارات كثيرة جارحة للشعور الديني العام وأخيراً علاقتها بمؤسسات التمويل الأجنبي ما هو إلا تشويه وتنويه بأمور أبعد من موضوع سيادتكم.
 
أولاً لقد أتخذكم من مقالكم موضع لنقد أدبي لعمل السيدة/نوال وهو ليس موضوع الحديث، ولقد استهللتم هجومكم بدعوتنا لإقرار أن عملها هذا ليس برواية. ما هذا التعصب والحقد وعدم قبول الأخر؟  وهل يمكننا الأخذ برأيكم النقدي حتى ننساق ورائه كمن ينساق إلى سماع أحد الخطباء الذي يستدرج مسمعيه تدريجياً حتى يقروا في نهاية الخطبة بكفر المجتمع؟؟  ثانياً، ما هو تعريفكم للشعور الديني العام؟ هل الشعور الديني العام هو الخمار والنقاب وعزل الأخر؟ وإذا كنا نعاني مسلمون وأقباط من هذا الشعور العام الذي خنق حياتنا وألتف حولنا مثل الثعبان لتكسير عظامنا وخنقنا حتى يتمكن هو من الحياة، هل يجب أن نتركه يميتنا أو من حق الضحية أن تحاول الإفلات. ثالثاً، اتهمتم السيدة/ نوال أنها تبصق في تصورات الناس عن العالم والحياة، فبالله عليك ماذا كان يحدث لجميع أفراد الشعب المصري من قبل الجماعات الإسلامية وفكرها، كنت أود فعلاً أن يقف موقف الجماعات من الشعب المصري عند حد البصق ولكنه أبتدأ بالتكفير ثم الترهيب ثم القتل والنتيجة جلية . رابعاً، توصلتم أن الكتاب بلا مستقبل لأنه مبني على تشويه واختزال تركيبة اجتماعية واقتصادية  كاملة في زاوية واحدة وهي الدين. هنا أقف مشدوهة من هول المفاجأة. هل رأيتم الشارع المصري حديثاً؟ هل تستمعون إلى التلفاز المصري؟ هل حضرتم نقاشاً بين أثنين من المثقفين؟ هل وهل وهل وهل؟؟؟؟؟ أن الأمر بمصر أصبح مريعاً منذ أن يفتح المرء أعينه في الصباح حتى يغمضها في المساء ليس له حديث غير كيف يدخل المرحاض وماذا يجب أن يقول.. كيف يركب سيارته أو المواصلات العامة وماذا يجب أن يقول.. هل يرد سلام المسيحي أم يهينه؟ وهل يكفر إذا نطق بتحية غير تحية الإسلام؟ ووووووو إلى المساء حتى يؤتي المرأة. وهل بعد هذا يمكن أن نترك حديثاً للسياسة أو الاجتماع أو الاقتصاد؟؟
 
أما تلويحكم بكارت الخيانة في حق هذه السيدة وعلاقتها بمؤسسات التمويل الأجنبي فهو غير مقبول بالمرة. فهذا الكارت هو كارت محروق على الرغم من غرم  السلطات التلويح به عندما تريد أن تميت غريمتها. لقد نجح أولو الأمر في مصر من تشويه صورة السيدة/ نوال عمداً ومع سبق الإصرار حتى ينفضوا من حولها من يحاول فقط التفكير فيما تقول لعلهم ينجحوا في التفكير فيخرجوا من تحت عباءتهم. لقد أصبح التفكير في مصر ممنوعاً على الشعب وأصبح الفكر الوحيد المسموح هو الفكر الديني لذا تعددت الفتاوى وكثرت. فلو كان يوجد مرجعية أخرى للتفكير غير المرجعية الدينية لما أصبح حال مصر ما هو عليه الآن.
 
عاشت نوال وأمثالها ولتسقط الرقابة عن جميع أعمالها.
 


E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون