باسنت موسى


04 سبتمبر 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

info@copts-united.com

المفكر الاسلامى / جمال البنا في حوار الأقباط متحدون

 

 
 الاسلام دين وليس دوله
الاعجاز العلمى بالقرأن غالبيته خطأ حوار باسنت موسى

 

 الثبات والجمود من أكثر السمات عداوة للبشرية وخاصة عندما يسيطران على الفكر الديني لمجتمعات بعينها . وفي مجتمعاتنا العربية الثبات والجمود من سماتنا كأفراد وهذا عاد علينا كشعوب عربية في صورة تخلف وتردى في كل الأوضاع الحياتية . ولكن ثباتنا وجمودنا في فكرنا الديني عاد على العالم بأسره في صورة إرهاب وعنف . لذلك التقينا اليوم بأحد المفكرين الإسلاميين المجددين الذين ينظرون للنص الديني بمرونة لمواكبة الأحداث والمتغيرات من حولنا فإلي المزيد

*هل الإسلام يحتاج لدعوات تحريرية  وإلي أي مدى يمكن أن تساهم تلك الدعوات في تغيير النظرة الحلية للإسلام؟
الإسلام مر بحركات تحريرية كثيرة وكان هدف تلك الدعوات إنقاذ القرآن من أكداس التفاسير التي ميعت قوته . فالنص الديني يحتمل أكثر من تفسير وذلك وفقا لرؤية وخلفية الفرد الثقافية . كما أن القرآن تسعة أعشاره آيات محكمة بمعنى أنها واضحة ولا يعسر على الفرد العادي الإلمام بمعناها أي أن القرآن ليس كتابا كالكتب الأخرى تقرأ فيه الفصل الأول الذي يمهد للثاني وهكذا .  لذلك المشكلة ليست في الإسلام بل في المشاكل التي يثيرها الفقهاء والبلاوي التي يثقلوا بها عقول المسلمين من خلال تلال شروحهم وتفسيراتهم التي يعتقد كل واحد منهم أنها هي فقط الصحيحة والإسلام يحتاج لدعوات تحررنا من شروح الفقهاء وخاصة المنغلقين منهم والذين أساءوا إلي الإسلام والمسلمين وجعلوا العالم يربط الإسلام بالتطرف والمسلم بالإرهابي .

*
الكراهية بكل ما تحمله من معاني حادة وقاسية لا يمكن لها أن تعبر عن مشاعر الشارع العربي لأمريكا كيف يرى جمال البنا أمريكا؟
عندما نذكر أمريكا في الدوائر العربية والإسلامية يكون الانطباع السائد هو أنها بلد المحافظين الجدد من الصقور ودعاة الحرب وأنها البلد التي تضم اكبر عدد من الإسرائيليين وتمارس حق الفيتو لحماية إسرائيل وأنها بلد الكاوبوى والسينما الهابطة . ولكن ليست هذه كل أمريكا . أنها صورة لأحد أحزابها ولفئة محدودة من سكانها وأمريكا كأي دولة يوجد فيها من يشذون عن السياق . أما أمريكا الحقيقية هي أمريكا الشعب العامل المكافح الذي يخضع للقانون . أن أمريكا اكتسبت قوتها بفضل الملايين من جنودها المجهولة علماء وأساتذة جامعات وطلبة كلهم يعملون لما يؤمنون أنه الخير والديمقراطية . أمريكا التي لا نعلمها هي أمريكا البحوث والعلم والاكتشاف . لذلك على جامعاتنا أن تقيم جسور التواصل من خلال إيفاد أساتذة لتحطيم أزمة الثقة والتصورات المشوهة بين الطرفين ، ولا أدعو الأزهر لإرسال شيوخ للتواصل مع الآخر . فشيوخه غالبا منفرين . ولنبدأ الآن في التواصل والعبور للآخر وهذا أفضل من الشجب والسب وحملة الكراهية والمقاطعة التي ليست إلا سياسة النعامة .

*
هناك الكثير من السلوكيات التي ينتهجها بعض الأفراد تحت دعوى سنة عن نبي الإسلام (كالجلباب القصير وحلق شعر الوجه بطريقة معينة للرجال) كيف ترى تلك المظاهر التي لم تعد تناسب روح العصر؟
السنة ليس لها تأبيد القرآن أي أن أحكامها لا تكون في منزلة القرآن وهذا هو الترتيب المنطقي والمعقول وما يثبت هذا هو أمر الرسول بعدم كتابة حديثه وأمره من كتب شيئا أن يمحوه . وليس لهذا من معنى إلا أن الرسول لم يشأ أن تكتب فتصبح كالقرآن . ولكن أن تبقى بين الصدور يتناقلها الأبناء عن الآباء حتى يحكمها قانون التطور . وقد تقبل الخلفاء الراشدون ذلك  . ولكي يكون هناك ضابط موضوعي علينا أن نحكم السنة بالقرآن فما اتفق مع القرآن يمكن الأخذ به وما اختلف مع القرآن نتوقف عنه .

*
وهل يمكن أن تتعارض سنة للنبي مع آية قرآنية؟
الفقهاء هم من أحدثوا ذلك . عندما اخذوا أحاديث ضعيفة من حيث مصدرها مثل ما أخذوه عن عكرمة أن الرسول قال (من بدل دينه فاقتلوه) . أو حديث أخر عن عكرمة (من جحد معلوما من الدين بالضرورة يعد مرتد ويستتاب وإلا يقتل).
الاعتماد على تلك الأحاديث ضعيفة المصدر يوقع المسلمين في الكثير من المشكلات ويجعل الإسلام فاقدا لقيمه الهامة كحرية المعتقد والنظر إلي النص الديني وأشهر الحوادث التي حدثت نتيجة الاعتماد على تلك الأحاديث الضعيفة المصدر الحكم على محمود محمد طه الكاتب السوداني بالإعدام وذلك لإنكاره الحجاب كزى للمرأة المسلمة .

*
الإسلام دين ودوله شعار قوى الإسلام السياسي بمصر ، كيف ترى تلك المقولة؟
الإسلام دين وأمة وليس دين ودولة . الأديان لا يمكن أن تصنع دول . الدولة أداة قمع لها جيش وسجون وتمتلك سلطة تكون غاشمة في أحيان كثيرة . أما الأديان منظومات قيم وضعها الله لراحة وسعادة البشر . وأي محاولة لإدخال الدين بالسياسة هو إفراغ للدين من محتواه ومحاولة لإضفاء القدسية على نظم استبدادية . والتاريخ يؤكد الخسارة التي تكبدتها البشرية نتيجة لخلط الأوراق بين الدين والسياسة .

*
الإعجاز العلمي بالقرآن نال قدرا كبيرا من الاهتمام في الفترة السابقة ، فهل القرآن كتاب علوم أم هداية للبشر ؟
القرآن ليس معلومات وإنما هو كتاب قيم لهداية البشر ومن يحاولون شرح وتأويل آيات القرآن لإثبات مـدلول علمي معين ، أقول لهم من الأجدى تفسير وشرح آيات القرآن لتحسين سلوك البشر كما أن الكثير من تلك الشروحات العلمية للقران غير صحيحة .

*
هناك حديث نبوي يقول(الختان سنة للرجال مكرمة للنساء)هل الإسلام يؤيد ختان المرأة؟
القرآن لم يشر إلي الختان ولو مرة واحدة . وأي أحاديث تناولت الختان ضعيفة المصدر ولا ينبغي الاعتماد
عليها . بل أن الختان عادة قديمة سيئة تذبح أنوثة المرأة . ويحاول البعض إضفاء طابع القدسية على مثل تلك العادة السيئة  .

*
كيف ترى إمامة السيدة أمينة ودود لمجموعة من الرجال والنساء لصلاة الجمعة بنيويورك؟
لقد توفر في السيدة أمينة ودود الوعي الإسلامي والشجاعة الأدبية لمواجهة الخوف والتقليد وإتباع الأعمى .
ومعروف أنها أصدرت كتاب عن القرآن والنساء . ويعلمنا الإسلام خذ أمر أخيك على أحسنه . وهذا هو ما نطبقه الآن على هذه السيدة . نحن نستبعد الدعايات التي أريد بها تشويه صفحتها كما نستبعد الأفكار التآمرية والادعاءات التخريبية ، وإنما ننظر للأمر كظاهرة اجتماعية توفرت لها شروط الوجود.. فوجدت.. وكان في هذا تجاوبا مع درجة تقدم المجتمع وتطبيقا للمبدأ الإسلامي الذي حالت غشاوات التقليد وبقايا فكرة دونية المرأة عن أن يطبقه .


 


E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون