فيـولا فهمــي


05 أكتوبر 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

info@copts-united.com

داخلها مفقود .. و خارجها مولود !!

بقلم: فيـولا فهمــي  


حمل البرنامج الإنتخابى للرئيس الكثير من الآمال و الاحلام التى طال إنتظارها و خاصة فى مجال الصحة و كان شعار" تأمين صحى لكل مواطن " ركيزة إنطلقت من خلالها الكثير من التصريحات و الوعود بتطوير هيئة التامين الصحى و نشر صندوق رعاية صحة الأسرة و مظلة التأمين الصحى و تغطية المواطنين الذين لا يشملهم التأمين الصحى و غيرها . ولكن السؤال هو هل ستقوى هذه الوعود على محو البصمات السوداء التى خلفتها الخدمة الصحية الفاسدة فى نفوسنا ؟ هل ستستطيع التصريحات أن تزيل الخوف الكامن فى الصدور من مجرد سماع إسم التأمين الصحى ؟

فكل انسان فى العالم مُعرض للأصابة بالأمراض , و المرض كالموت لا يميز بين كهل و صبى ولكن سيىء الحظ فقط هم الذين يصيبهم المرض داخل حدود المحروسة و يدخلون مستشفياتنا الحكومية ليجدوا مالا ترأه عين و مالا تسمعه أذن – لا أقصد بها الجنة بالتأكيد – فالمبانى شاهقة الإرتفاع و يبدو أنها مجهزة و كليات و معاهد ملائكة الرحمة تخرج الألأف كل عام و تصريحات وزير الصحة و المسئولين تطرب الآذان محاولة تزيين الواقع المشوة الذى يعيشه المصريين فى أحلك أوقات حياتهم و أكثرها ضعفاً , متغنيين بكفأءة الأطباء و خبرة التمريض و تطوير الأجهزة الطبية و زيادة عدد الآسره فى المستشفيات وغيرها من التصريحات التى إعتادوا التشدق بها .

و اعتقد أن ملامسة الواقع أقوى و أشرس من أى تصريح لمسئول يتباهى بإنجازاته, فحوادث إهمال الأطباء فى تزايد مستمر, ولكن الحمد لله لا نستطيع أن ننكر التقدم الذى أحرزناه فى الفترة الأخيرة فلقد تخطينا مرحلة إغفال الطبيب " للمنشفة أوالمقص " داخل أحشاء المريض أو حقن آخر بجرعة مخدر غير مناسبة لحالتة تودى بحياته , لنصل إلى مرحلة بتر الطبيب للساق الغير مصابة للمريض أو قطع شريان رئيسى يتسبب فى نزيف حتى الموت , و هذه الأمثلة لا حصر لها فى مجازرنا الطبية و المثير للسخرية أننا نجد بعد كل كارثة الأقلام تهاجم و البرامج تبث و الأصابع تشير إلى المتهمين و نقابة الأطباء – الممثل الإلهى لأعظم مهنة على الارض – لا حياة لمن تنادى و كأن الاطباء منزهين عن الخطأ و معصومين من العقوبة !!!

بالإضافة إلى تحول المستشفيات الحكومية و الجامعية إلى معامل و مراكز لإجراء التجارب على الفئران.. أقصد البسطاء من قبل أطباء الإمتياز الذين عجزوا عن تلقى تعليمهم فى الجامعات فخرجوا ليكملوا تعليمهم على جثث الغلابة .

قد يقول البعض أن كل هذا يحدث فى أكبر بلاد العالم و أكثرها تقدماً و هذه حالات مهما كثر عددها تعد حالات فردية لا تعبر عن القاعدة , و لكن هل يمر أى المواطن فى بلده برحلة العذاب التى يمر بها المصرى أفندى أذا أراد أن يتمتع بأبسط حقوقه و التى تبدأ بمشقة إستخراج الاوراق و التقارير الطبية من الجهات المعنية والتى تثبت حالته مروراً بالبحث عن سرير فى مستشفى و الذى غالباً ما يزفر عن رفض الحالة بحجة عدم و جود أماكن و الغريب أن المكان سرعان ما يتواجد إذا زيل الطلب بتوقيع شخصية لها ثقلها , ثم يبدأ المريض فى الدخول بكل ما تبقى له من قوى فى منازعات و معارك مع فريق التمريض محاولاًالحصول على أفضل خدمة ممكنة , و يأتى بعد كل ذلك المسئولين ليصرحوا أن نسبة الإشغال فى المستشفيات الحكومية لا تتجاوز 60% و بالتالى فالخدمة تقدم فيها على أعلى مستوى !

و الأسئلة الذى تفرض وجودها الأن هى هل يعلم المسئولين أن إنتشار الأمراض و التلوث طال حتى غرف العمليات و العناية المركزة فى ظل إنعدام الرقابة و المتابعة ؟!

هل يعلموا كيف يتلقى المواطن علاجه داخل قسم الإستقبال بالمستشفى و الذى أطلق البعض عليه قسم الإستهبال من جراء التسيب و اللامبالاة و التشخيصات الخاطئة التى تتم بداخله ؟!

و سواء كانت الإجابة على هذه الاسئلة بالنفى أو بالإثبات فالأمر لا يتغير كثيراً فالمواطن البسيط يسمع كل يوم شعارات عن حقوق الانسان و ترسيخ و تعميق فكرة المواطنة و إحترام آدمية الانسان و غيرها من الشعارات البراقة حبيسة الأوراق التى سرعان ما تختفى عند الإحتكاك الفعلى و الملامسة الحقيقية للواقع .

فيولا فهمى

تعليق الأقباط متحدون

دعنا جميعاً نصلي من أجل مصر أن ينقذها من العسكر الجهلاء الذين حطموها بلا ضمير ولا حياء ولا خوف من الله منذ 1952 للآن ولسه حاكمين وكاتمين على أنفسنا .


 


E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون