توقيت ضامن للنجاح

بقلم: فيـولا فهمــي  

من يفكر في التوقيت الذي أعلن فيه الرئيس عن تعديل المادة 76 من الدستور يجده لم يحدد اعتباطا أو لم ينبع من قناعة الرئيس في تلك اللحظة بأن الشعب المصري – الطفل الصغير متخبط الآراء فاقد الأهلية – نضج بعد حكم إستمر 24 سنه وأصبح حر قادر علي إتخاذ وصنع القرار والتحكم في مقاليد الأمور .

فبما لا يقبل الشك أن تعديل المادة جاء قبل شهور قليلة من موعد إنتخابات الرئاسة
( الإستفتاء سابقاً ) وهو ما لا يسمح لاحد - حتى لو كان سوبرمان – بإعداد البرنامج الإنتخابي أو تحضير الدعاية الإنتخابيه المناسبة لمثل هذا المنصب رفيع المستوى .

هذا بالإضافة أن التعديل جاء والرئيس مقبل علي فترة رئاسة خامسة ليست رابعة أو ثالثة مثلاً وفي حالة نجاحه المؤكدة سيكون قد مر علي حكمة ثلاثين عاماً وهو يعلم أنه لا يستطيع أن يرشح نفسه لفترة رئاسة سادسة حتى لو أراد لأن الطبيعة البشرية سيعلو صوتها وتحسم الأمر في هذه الحالة مؤكده أن الرئيس قد تجاوز الثمانين ولم تعد ظروفه الصحية تؤهله لمشقة هذا المنصب . ولآن الرئيس " مكشوف عنه الحجاب " فقد شعر بالبركان الذي يغلي في نفوس الشعب والتي تطايرت بعض حممه وملئت الشارع المصري بالمظاهرات والإحتجاجات مطالبه بالإفراج عن المعتقلين تارة ومطالبة بالتغير رافعة لافتات لا تمديد ولا التوريث تارة أخري

هذا بالإضافة إلي سخرية بعض الأقلام في الصحف المعارضة علي الرئيس الكهل.

فكان لا بد من حسم الأمر و إبراء الذمة شكليا لإستعادة  الهدوء النسبي للشارع المصري ومن هنا جاء دور عتاه ومحترفي القانون الذين أقسموا أن يفرغوا التعديل من مضمونه ويبقوا علي مفاتيح اللعبة في يد الرئيس كما كانت من قبل .

والدليل علي ذلك الإستثناء عن المادة الذي قدم للأحزاب ولم يقدم للمستقلين مثلاً حتى لا يتركوا أي فرصة للمفاجأت ويحددوا نوعية المرشحين أمام الرئيس .

نعم سمحوا لرؤساء أحزاب الديكور الذين لا يمتلكون مواقع علي خريطة الحياة السياسية في مصر ولا يعرف العامة  سوى  إثنين منهم علي الأكثر ليكونوا بذلك الخلفية القاتمة التى يظهر الرئيس عليها  بألوان زاهية .

فالمرشحين لإنتخابات الرئاسة يساهمون دون أن يعلموا في حملة الدعاية الإنتخابية لمبارك بتصريحاتهم شديدة السذاجة التي تعكس ضحالة فكرهم  وعدم  تقديرهم للأمور و تأييدهم  الضمني في بعض الأحيان لسياسة الرئيس .

وبهذا تصدق  شعارات المبايعة التي مللت من قراءتها علي اللافتات التي تقول

"بالإستفتاء بالإنتخاب  أنت قائدنا  وإحنا معاك "