- لا للمقاطعة ... معا نصنع غدا
أفضل
- د.ماركوس ملطى عياد
أكتب هذه الرسالة للمصريين عموما وللأقباط خصوصا وأقول لهم لقد حان وقت
التغيير ولا يوجد وقت للنحيب ولا للطم على الخدود ولا للبكاء على اللبن المسكوب
هيا بنا نصنع مستقبلنا بأيدينا لقد تناهى الليل وتقارب النهار فلنخلع الخوف من
الحرية ونلبس أسلحة النور ودعونى أقدم لكم روشتة تتكون من ثلاث عناصر أولها هو
الأهم وآخرها ربما يكون مهم
نصيحتى الأولى للأقباط ألا يقاطعوا الانتخابات وإليكم أسبابى1- لا بد للأقباط
أن ينهضوا من كبوتهم وألا يستمعوا لنصيحتى فقط بل ويتحولوا هم أيضا من مستمعين
إلى ناصحين فأنا كأى مصرى محبط بشدة من النظام الحالى وفى الوقت نفسه متوجس
خيفة من التغيير وغير مطمئن إلى وعود المرشحين ولكن يحدونى الأمل إلى المستقبل
الذى وضح لنا أن عجلته تتحرك وإن لم نمسك قصب السبق فسوف نترك الساحة لخفافيش
الظلام ليمسكوها بدلا منا وسيؤدى بنا إلى ما لا يحمد عقباه لذلك أناشد كل وطنى
غيور يؤمن أن الدين لله والوطن للجميع بلا تفرقة أن يمسك في يده سلاحه ويستخدمه
ليؤمن الطريق لبلده ليخرج به إلى نور الحرية هذا السلاح هو صوتك وحقك الانتخابى
فهو الوسيلة المتحضرة والسلمية والقوية والفاعلة التى يمكننا أن نغلب بها دعاة
التخلف والتحجر وقوى الظلام التى تريد العودة بنا للعصور الوسطى وهى الوسيلة
التى نكسر بها عظام أبناء "زايد تسلم" 2- تقريبا لم يقاطع أحد الانتخابات
القادمة وليس من المنطقى أن نترك الساحة دون أن نشارك فيها بحقوقنا 3- لا بد أن
نتعلم المطالبة بحقوقنا بوسائل متحضرة وليس بطرق غريزية غاضبة ولا ينبغى أن
نكون مثل الطالب القبطى الذى يهمل دراسته لأنه يعرف مسبقا أنه لن يتعين فى
الجامعة ثم يلعن التعصب الذى قاده لذلك فهذا وحده ليس مبررا لإهمال دروسه 4-حتى
لو كانت الانتخابات القادمة محسومة مسبقا أو تم تزويرها وهذا شئ وارد جدا إلا
أن الرئيس القادم سوف يعمل لنا ألف اعتبار تحسبا لأى مخاطر مستقبلية من إشهار
هذا السلاح الخطير "الحق الانتخابى"ضده مع احتمال غلق باب التزوير بحكم الحركة
المتزايدة لوتيرة الديمقراطية فى المستقبل 5- لا بد أن نشارك فى تدشين الرئيس
القادم ربما يشعر أنه رئيس لكل المصريين بما فيهم الأقباط 6- هذه الانتخابات
ستكون وسيلة لتعميق الوعى السياسى عندنا عن طريق الاحتكاك بالمرشحين وفهم فكرهم
والتمييز بين خطاباتهم وانتقاء الأصلح لنا منها وهذا هو بداية الألف ميل فى درب
الديمقراطية
أما نصيحتى الثانية للأقباط فهى ألا ينتخبوا حسنى مبارك وإليكم بعض هذه الأسباب
1-هذا الرجل رغم أنه متعقل ونجح فى تجنيب مصر كثير من الحروب واستطاع أن يحسن
علاقاتنا الخارجية إلا أنه فشل فشلا ذريعا فى الداخل وما حققه من انجازات ليس
إلا منح وهبات نتيجة علاقاته الخارجية أو موارد طبيعية داخلية مثل البترول
وقناة السويس 2- لم يكن هذا الرجل ديمقراطيا بالمرة فهو الحاكم الفعلى للبلد
أما مؤسسات الدولة فكانت مجرد ديكورا لتبرير سياساته ولا يخفى على أحد أن ما
يفعله من خطوات ديمقراطية ليست إلا ضغوطا خارجية وليست استجابة لمطالب داخلية
فهو لا يحترم الداخل 3- لم يحصل الأقباط على حقوقهم المرجوة فى عهده ورغم أنه
أقل تشددا من سابقه إلا أن هذا ليس مبررا لكى نستكين إلى عهده ولا أرى أنه
سيفعل فى سنوات قليلة ما تعمد ألا يفعله فى ربع قرن
أما نصيحتى الأخيرة للأقباط هى أن ينتخبوا أيمن نور للأسباب التالية 1- ربما
يكون غالبية الناس لم تتح لها الفرصة حتى الآن لتعرف هذا الرجل جيدا ولكن يكفى
أنه انحدر من حزب الوفد الليبرالى صاحب شعار الهلال يحتضن الصليب وأسس حزب الغد
على أساس ليبرالى مما يطمئن الأقباط أنه لن يكون عدوا لهم كما أن برنامجه
وخطابه خالى من العنصرية وداعى إلى عدم التمييز وإلى توحيد قانون دور العبادة
2- هناك وعود انتخابية تحتاج لدراسات علمية متخصصة لكى تتحقق ومنها توفير فرص
العمل وتحسين المعيشة وهذه الوعود مرتبطة بخطة قد لا تسمح الظروف بنجاحها بنسبة
عالية ولكن هناك وعود تحتاج فقط إلى قرار لتحقيقها ومنها استقلال القضاء وخصخصة
الإعلام وهذا وحده يعطينا الأمل فى ديمقراطية حقيقية لأن ما يسمى بتداول السلطة
ما هو إلا تغيير فى الأشخاص دون تغيير النظام نفسه وهذا يعنى أن الأشخاص تتناوب
على نفس النظام الفاسد الذى تتكسب المعارضة من الهجوم عليه .وإن اعتبرنا أن
المشكلة ليست فى الأشخاص بل فى طبيعة النظام الذى يحكم فإن المواطن يتشكك فى
نوايا المرشحين ولكن برنامج أيمن نور الانتخابى كان واضحا فى تغيير طبيعة
النظام مما يقلص وتيرة الفساد فاستقلال القضاء يعنى أن القاضى لن يكون مجرد
موظف أو تابع للحكومة وبالتالى يمكنه محاسبة السلطة لذلك عندما يعدنا باستقلال
القضاء فهذا أول بشائر الديمقراطية الحقيقية التى اطمأن بسببها رجل مثل ديجول
على مستقبل فرنسا بعد خروجها صفر اليدين من الحرب العالمية الثانية إلا أن
نظامها القضائى كان سليما نظيفا وبالفعل كان توقع ديجول فى محله واستطاعت فرنسا
أن تبنى نفسها من الصفر فى ظل وجود قضاء نزيه ومن ناحية أخرى نجد فى برنامج نور
وعد بخصخصة الإعلام مما يجعله مستقلا عن السلطة وهذا يهيئ الجو العام للمكاشفة
والصراحة ويتحول الإعلام برمته من منبر التدليل والتدليس للسلطة إلى منبر
التقويم والتشذيب وينبغى أن نطالب بحقوقنا المهدورة فهذا الجهاز الإعلامى يخسر
عشرات الملايين وربما مئات الملايين كل عام ويتم تعويض ذلك من أموال دافعى
الضرائب فذلك الإعلامى الذى ندفع له من أموالنا يخدعنا ويضللنا ولا يكشف لنا
الحقيقة ويبرر السياسات الخاطئة للسلطة ومن باب أولى أن تذهب تلك الأموال إلى
دعم المستشفيات والمدارس والبنية التحتية. بعد ما ذكرته آنفا أرجو من الأستاذ
الفاضل المهندس عدلى أبادير أن يتراجع عن مقاطعته للانتخابات وأرجو منه أن يدعو
الأقباط للمشاركة فى مستقبل وطنهم ما دمنا نحبه ونعيش فيه ويعيش فينا وأدعو كل
المصريين المحبين للحرية والعدالة وعدم التمييز كل المصريين الذين يقدسون
عقائدهم الدينية ويرفضون أن يجعلوا منها مجرد بضاعة رخيصة فى سوق السياسة أن
يقولوا لا للظلم ولا للفساد ولا لاحتكار السلطة ولا للسلبية فالمقاطعة سلاح
عقيم لا يؤذى إلا صاحبه ولا يجب علينا أن نحبط أو نيأس أو نتهاون بقوتنا فالشعب
المصرى بكل طوائفه يمتلك القوة ليغير وقوته تكمن فى إيجابيته ووحدته وسعيه نحو
الخلاص فالسلطة ما أسهل أن تزور صوت مواطن لم يستخدمه ولكن يصعب عليها تزوير
صوت مواطن ذهب ليدلى به وإن استطاعت ذلك لن تستطيع تزوير صوت شعب بالكامل وإن
استطاعت تزوير صوت شعب بالكامل فهى بالتأكيد سوف تخاف منه وتحترم رغبته فيما
بعد فهذا وحده يكفى ليكف النظام عن غيه فهيا بنا نعمل لأن عجلة التغيير قد
تحركت ولن نستطيع إيقافها ولكننا نستطيع أن نوجهها فى الطريق السليم الذى يؤدى
بنا إلى غد أفضل
د.ماركوس ملطى عياد
|