CET 00:00:00 - 06/12/2009

مساحة رأي

بقلم: سهيل أحمد بهجت
قد يكون مقالنا هذا جاء بشكل متأخر عن الحدث المهم الذي أعاد للعراق والعراقيين كرامتهم التي أهينت من قبل دخيل على مهنة الصحافة المهمة والجليلة، والرجل العراقي الشريف والوطني المخلص "سيف الخياط" كان هو الذي بادر بأن قدم ردًا على تصرف "الزيدي" اللا أخلاقي حينما قام برمي حذائه على محرر العراق جورج بوش -مع أنه كان جزءًا من المحررين إلا أنه كان صاحب القرار ولا ننسى تضحيات جنود التحالف-.
ورغم أن سيف الخياط وكل الصحفيين الحقيقيين يدركون أن الحذاء لا يمكن أن يكون وسيلة تعبير عن الرأي، لكن ولأن هؤلاء البعثيين لا يملكون تلك اللغة الفكرية أو التعبير، كان من الضروري أن يتم إخراس الحذاء بحذاء، وكما أن البعث وسيده صدام كان لا يعرف لغة غير لغة القوة فإن النظام لم يسقط إلا بالقوة، من هنا ندرك أن العراق لا يزال مهددًا من البعث الذي يحاول بالفعل إبعاده عن أي توجه نحو الحوار والحرية و الديمقراطية.

منذ أن تم إسقاط نظام البعث في 2003 وأذناب النظام يحاولون بشتى الوسائل وبفعل اختلاطهم في أحزاب وتنظيمات ومنظمات أخرى أن يُظهروا وكأن العراق قد أصبح بعد زوال النظام المقبور بلدًا مدمّرًا ومحطمًا وكئيبًا، وكأن العراق لم يكن يخرج من حرب إلى أخرى ومن مجازر إلى مذابح ومن دمار إلى خراب!!

وما كانت حادثة رمي الحذاء البعثي إلا أخر دمعة قذرة ذرفها بعثيون على هبلهم وصنمهم الذي انتهى بسقوطه عهد عبادة المستبد وحكم العصابة المعزز بالقوة العسكرية وبوعاظ النفاق الذين كانوا يشغلون العراقيين بأوهام الآخرة وترك الدنيا للسيد الرئيس وعصابته.

جدير بالعراقيين الآن وقد انبرى شخص مخلص إلى رفع الإهانة عنهم، جدير بهم أن يتبعوا ذات الطريق التي خاضها سيف الخياط في أن ندافع عن عراق الإنسانية والحرية في وجه كل من يريد إعادة الطغيان وحكم العصابة، لابد لنا من تعزيز روابطنا مع العالم الحر ومن الاستفادة من خبراتهم العلمية والقانونية والتطور.
عندما نفعل ذلك لن يكون لهؤلاء –الحذائيين- مكان في العراق لأن الشعب سيكون واعيًا كفاية لينبذهم، وهم -البعث ومن على شاكلته من الأحزاب- متألمون ليس فقط لأن الصنم إنهار بل لأن صور صدام وتماثيله ضربت بالأحذية والبساطيل والعراقيون إنما فعلوا ذلك لأن صدام وصعاليكه لم يتركوا له لغة يعبر بها عن مدى معاناته وألمه غير الحذاء.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق