CET 00:00:00 - 10/12/2009

من الاخر

بقلم: أماني موسى
بعد انتهاء نوبة التشنج والشتم ووصلات الردح الصحفي بشأن ما حدث للمصريين بالسودان على يد الأشقاء الأشقياء الجزائريين، وكعادة المصريين دومًا أنهم يكونوا نايمين في ثبات عميق ويحصل حدث هايف أوي أوي أو نص نص فتلاقي الشعب بيهب مرة واحدة لنجدة ورفعة الوطن ولكن للأسف دي مش بتكون أكتر من نوبة صحيان يعقبها حالة نعاس عمييييق.
وحالة النعاس دي بتتحدد وقت بدئها ووقت انتهاءها حسب الطرف التاني في الحدث، فلو كان هذا الطرف من بلاد الفرنجة ولاد الـ.... تستمر حالة الهياج وتتأخر حالة النعاس في بدءها، ولكن حين يكون الطرف التاني للحدث من إخوة العرب تنتهي حالة الهياج سريعًا وتبدأ حالة النعاس والروقان عملاً بقاعدة ضرب الحبيب زي أكل الزبيب، وبما أن الزبيب غالي اليومين دول، إذن ضربهم وإهانتهم غالية أوي علينا، والحمد لله المصري أدمن أكل الزبيب جوة وبرة.
المهم أني بقول الكلام دة والمقدمة الطويلة دي لأني قريت خبر انهاردة عن اعتذار مستشار رئيس الجزائر وإعرابه عن أسفه لِما حدث في مباراتي القاهرة والسودان، وكمان دعا المصريين لتجاوز الأزمة دي ووصفها بالمفتعلة!!

والحقيقة إني اندهشت للسيد أسفه دة لسببين، أولهم: إن عمو "أسفه" دة الصادر عن مستشار الرئيس الجزائري وصل الحمد لله بالسلامة من الجزائر بس متأخر أوي!!
وتانيهم: إن الاعتذار دة كعادة العرب جه حاف من غير غموس يعني، يعني أسف دي تتصرف منين؟؟ هل هترجع استثمارات المصريين اللي اتدمرت هناك؟ هل هتداوي المصريين اللي اتجرحوا هناك من إخوة العروبة؟!!
من الواضح إن العرب أدمنوا حكاية الأسف الحاف دي اللي لا تغني ولا تشبع من جوع، زي الطفل الصغير الغير مسئول عن أفعاله لما يرتكب الحماقات يقول وبراءة الأطفال في عينه: أنا آسف.

ودة بيوصلنا لنتيجة حلوة خالص، انفراد عربي صرف، قانون الأسف للخروج من كل الأزمات.
فحين يضع أحدهم أسمدة مسرطنة للزراعات ويتسبب في موت الكثيرين من الغلابة، يقول أسف مكنش قصدي، كنت بجرب بس.
وحين يهرب الحيتان بالملايين من القروض بالبنوك يخرج علينا المسئولين بطلعتهم البهية أنا آسف مخدتش احتياطاتي.
وحين تختلط مياه الشرب بالصرف الصحي يطلع المحافظ من دول (المحافظ على بدلته وجزمته وساعته) أوه يا جماعة سوري أنا أسف، دة خرم بسيط في "الماسورة الأم" وهنستبدلها بـ "ماسورة مرات أب" قريب!!
وحين تزداد البطالة والأزمات الاقتصادية يخرج المسئولين بقولتهم الشهيرة : أسف دة حال مجتمع ودي أزمة اقتصادية عالمية.
وحين يقوم البعض بهدم وحرق ممتلكات شركاء الوطن ينتهي الحال بكلمة آسف.
والعديد والعديد من الأمثلة اللا متناهية من كلمة أسف التي لا تجدي ولا تحل، ولكن إلى متى تظل كلمة أسف هي النهاية الطبيعية للمآسي التي تحيط بنا؟
أقول لكل الإخوة المتأسفين (العرب) إن كلمة أسف أبدًا لم ولن تكون هي الحل لعلاج الأزمات، والحقيقة إن المفروض اللي يقول أسف هو كل عربي انتمى لفصيلة العرب.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٩ صوت عدد التعليقات: ١٤ تعليق