CET 00:00:00 - 11/12/2009

المصري افندي

بقلم: هاني دانيال
الحملة التي يقودها رؤساء تحرير الصحف القومية من أجل جذب أكبر عدد ممكن من الصحفيين للتصويت لصالح مكرم محمد أحمد تؤكد أن هناك أخطاء عديدة في هذه الانتخابات، وفتحت باب المراقبة وإلقاء الاتهامات من منظمات حقوق الإنسان واعتبار نقابة الصحفيين يشوبها بعض عمليات الرشوة وإهدار المال العام من أجل دعم مرشح على حساب آخر، ومن ثم المجتمع بدأ ينظر لنقابة الصحفيين نفس النظرة التي ينظرها لنقابات أخرى بالدولة طالها تدخلات الحكومة!

أرى أن ما قامت به الحكومة مؤخرًا بالإعلان عن زيادة بدل الصحفيين 80 جنيه، إلى جانب إنهاء ملفات التأمينات الاجتماعية لجريدة الشعب في هذا التوقيت يؤكد أن الحكومة هدفها نجاح مكرم بأي شكل، وهو ما رفضه عدد كبير من الصحفيين بإعتبار أن الصحفيين لا يمكن شرائهم، وبالتالي لم تفلح هذه المحاولة، فقامت الحكومة بالضغط على رؤساء تحرير الصحف القومية لشحن الصحفيين لديها للتصويت لصالح مكرم، بل وصل الحد إلى وكالة أنباء الشرق الأوسط التي استدعت أكثر من 50 مراسليها في بلدان عديدة من أجل المشاركة في انتخابات النقابة، وهو بالطبع محاولة مكشوفة لصالح التصويت لمكرم، وربما يأتى هؤلاء بالفعل ولكن معظمهم لن يصوت له كنوع من الاحتجاج على الحكومة!

ولا شك في أن لمكرم محمد أحمد تاريخ عريق مع العمل النقابي، ولكن ما تقوم به الحكومة محاولات مفضوحة سيكون لها تأثير سيء في الانتخابات، وما بعد الانتخابات، فهناك من يحترم مكرم وتاريخه، وهناك من صوت لضياء رشوان كنوع من الاحتجاج.
ولكن لم ير أحد سببًا مقنعًا لكى تقوم الحكومة بهذه المحاولات وكأنها تسعى لرشوة الصحفيين، والذين أصبح لديهم الآن عدد كبير من الشباب المنتمي إلى تيارات سياسية مختلفة أفرزت وجهات نظر تختلف كثيرًا مع النظرة السابقة في أي عملية انتخابية تشهدها نقابة الصحفيين، ومن ثم لا بد من اتباع طريقة جديدة للتعامل مع الصحفيين، مع الوضع فى الاعتبار أن أي انتماء سياسي يخلعه الصحفي على باب نقابته، ويبقي انتمائه المهني فقط، ولولا أخطاء الحكومة لاستمر هذا الوضع، ولكنه للأسف الآن يتعرض للتآكل وهناك اتجاه لدى البعض بأن الانتماء السياسي أهم من الانتماء النقابي!

 نقابة الصحفيين في مفترق طرق، وعلى أعضاء الجمعية العمومية اختيار الاستقلال، بعيدًا عن الحكومة وبعيدًا عن أي محاولة للسيطرة عليهم، حتى تظل النقابة مهنية ولا تختلط بالعمل السياسي، حفاظًا على حقوق الصحفيين وحفاظًا على تاريخهم المهني المشرف.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق