السيدة الأستاذة \ لويز أربو
المفوض السامى لحقوق الإنسان ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة
تحيــه طيبه , وبعد
لطالما يتعرض الأفراد لإنتهاكات حقوقهم وحرياتهم الأساسية , ولايجدون سبيلا إلا اللجوء لأطر الحماية المحلية فى دولهم . ولكن فى بلدان عديدة نجد أن آليات الحماية الوطنية المحلية لاتوفر أدنى حماية للأفراد مثل بلدنا " جمهورية مصر العربية " , بل وهى أحيانا تشجع ظاهرة إفلات الجناه من العقاب .
ولا يجد الأفراد حلا إلا مطالبة الدولة بإعمال التزامها بموجب تصديقها على الاتفاقيات الدولية .وتتحجج الدولة فى هذة الحالة بأنها تنفذ التزاماتها الدولية بالفعل .ولكن من الناحية الواقعية كل هذا مجرد إدعاءات من جانب الدولة وليس هناك أى أساس من الصحة على ذلك .
وعلى ذلك فنحن نلتمس الحماية والعون من المفوضية السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة بضرورة التدخل لمعالجة الأمر لتفاقم الأزمة وإهدار حقوق الإنسان بشكل واضح وجلى وعلى مرأى ومسمع من كل الأجهزة الأمنية الوطنية وعدم تدخلها فى الأمر وتطبيق سيادة القانون فى مصر وإفلات الجناه من العقاب .
الوقـائـــع
أفادت أنباء عن إعتداء شاب مسيحى على فتاة مسلمة قاصرة وإغتصابها وذلك بمدينة فرشوط بمحافظة قنا بصعيد جمهورية مصر العربية ( نوفمبر 2009) , ومما لاشك فيه أننا نطالب بتطبيق أقصى عقوبة على الجانى إذا ثبت بالفعل إرتكابة للجريمة , ولكن من الحظ العسير أن الشاب المسيحى لم يتم القبض علية حتى الان حتى يتم التعرف على ارتكابة الجريمة من عدمة ومثوله أمام الجهات القضاية الوطنية لينال عقابه .
ولكن ماتم ومن غير المقبول هو اعتداء منظم من قبل بعض المسلمين فى فرشوط على مسيحين بتلك المدينة مما تسبب جرحى ومرضى بل يصل الأمر إلى القتل وتهجير منظم لكل المسيحين فى تلك المدينة والإعتداء عليهم وعلى ممتلكاتهم , وهؤلاء لاذنب لهم فهم أبرياء وليسوا طرف فى الجريمة التى تم إرتكابها .
فكل ذنب هؤلاء المسيحين المعتدى عليهم هو ديانتهم فقط التى كانت محلا لكل الانتهاكات التى تعرضوا لها من جانب بعض المسلمين المتشددين , وحرى بالذكر أن هذة الواقعة ليست بالأخيرة فهناك وقائع تعجز عنها الوصف وتم ارتكابها ضد الاقليات المسيحية من جانب المسلمين وبالأخص فى محافظات الصعيد حيث معقل الحقن الطائفى فى مصر فتم أرتكاب العديد من الانتهاكات ضد المسيحين والاعتداء عليهم وتهجيرهم فى محافظات الصعيد مثلا قنا وأسيوط على سبيل المثال .
ونظرا للتواطىء الأمنى الوطنى مع كل الاعتداءات المنظمة على الإقليات الدينية فى مصر وخاصة المسيحين وإضطهادهم فى مصر وتفاقم الحقن الطائفى . وأن يتم ذلك على مرأى ومسمع من الأجهزة الوطنية المحلية وعدم تدخلها لحماية المواطنين المسيحين المصريين باعتبار أنهم مواطنين مصريين ويجب حمايتهم ويتمتعون بكافة الحقوق كماعليهم من التزامات وذلك بنص الدستور المصرى .
بنـاء عليـــــــــــــه
نقدم ببلاغ رسمى لمكتب المقرر الخاص المعنى بالتعصب الدينى بمكتب المفوض السامى لحقوق الإنسان بمنظمة الأمم المتحدة , وذلك بضرورة التدخل فى الإنتهاك الذى أرتكب وهو الاعتداء المنظم من جانب بعض المسلمين المتشددين على المسيحين بشهر نوفمبر عام 2009 وذلك لعدة أيام وقاموا فيها بحرق منازلهم وممتلكاتهم وتهجيرهم من منازلهم بعد الاعتداء عليهم جسديا , وذلك لأن المجنى عليهم من المسيحين فى مدينة فرشوط بمحافظة قنا بصعيد جمهورية مصر العربية ,وأنهم ليسوا اطراف فى الجريمة التى ارتكابها من قبل الشاب المسيحيى المتهم بإغتصاب فتاة مسلمة وإفلاته من ان ينال عقابة ومثوله امام الجهات القضائية .
وعلية فنطالب المقرر الخاص المعنى بالتعصب الدينى والخبير المستقل بحقوق الإنسان بمكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان بمنظمة الأمم المتحدة بالتدخل رسميا فى الحادث , وذلك لأن مصر هى عضوة بمنظمة الأمم المتحدة وموقعة على ميثاق الأمم المتحدة فهى ارتضت طواعية بالقبول بأليات الأمم المتحدة لتعزيز وحماية حقوق الإنسان , وإذ تعد هذة اجرائم خرقا بكل مواثيق حقوق الإنسان الموقعة عليها جمهورية مصر العربية .
وتفضلوا بقبول فائق الإحترام
حسن كمال
محام
Mind883@gmail.com
جمهورية مصر العربية |