بسيط: ظهور العذراء رسالة عالمية
زاخر: نصدق ظهور وتجليلات العذراء
عبد الملك: العذراء تواسي وتعضد الشعب المصري
تحقيق: عماد خليل – خاص الأقباط متحدون
للمرة الأولى التي يتبع ظهور وتجلي العذراء تلك الضجة الإعلامية وما تبعها من وسائل إعلام أخذت موقف رافض منذ البداية، ومن الإعلاميين من هم متشككين ومنهم أنا شخصيًا حتى رأيت الأنوار السمائية في سماء شبرا وتحديدًا فوق كنيسة القديسة دميانة بأرض بابا دبلو، وهذا لا يمنع من ذهابي على عجل لمشاهدة ظهور العذراء فوق كنيسة السيدة العذراء بمسرة مع رفقة من أفضل صحفيي الملف القبطي في مصر ولكن ذهبنا وعدنا ولم نر شيء، ولكن الظهور حقيقة راسخة منذ تجليات الزيتون وأرض بابا دبلو وأسيوط وغيرها..
ولكن ما الرسالة وراء الظهور والتجلي المتتالي في كل ربوع القاهرة؟ وهذا ما يجيب عليه التحقيق التالي..
أسباب ظهور العذراء في مصر.. وفي القرن العشرين عمومًا
في البداية يقول القمص عبد المسيح بسيط "أستاذ الكتاب المقدس بالكلية الإكليريكية": قالت التقارير والمواقع الكاثوليكية الواردة من الغرب أن العذراء ظهرت بكثرة في القرن العشرين في بلاد كثيرة وما زالت هذه التقارير تؤكد استمرار بعض هذه الظهورات مثل ظهورات ميدجورجي بيوغسلافيا (منطقة البوسنة والهرسك)، وفي كل هذه الأحوال تقول التقارير أن العذراء سبق وأن تكلمت عن انتشار الشيوعية ثم التخلص منها، كما حذرت من الإرتداد عن الله وعن الإيمان المسيحي والإيمان بالله عمومًا، وحذرت من البعد عن الله وانتشار الخطايا. وفي كل هذه الأحوال نرى الإلحاد ينتشر والإرتداد عن الإيمان بالله سواء في الغرب الذي يعلن ذلك صراحة أو في الشرق الذي يتميز بالتدين الظاهري والذي يخفي وارءه إرهاب وعنف وتطرف بل وإلحاد وبعد عن الله، بالرغم من التدين الشديد، ولكن الظاهري!!
وقد ظهرت العذراء في مصر في أوقات حرجة لجميع أبناء الشعب المصري، وإن كانت رسالتها ليست محلية بل عالمية، فقد ظهرت بعد نكسة 1967م (من سنة 1968م إلى 1970م). وقد رأى البعض في ذلك تعزية من السماء ورجاء في الله وأن كان البعض الآخر من غير المؤمنين وغير الأرثوذكس والكاثوليك، على الرغم من اعتراف الأخوة البروتستانت بالظهور وتأكدهم من حقيقته باعتراف القس إبراهيم سعيد رئيس الطائفة الإنجيلية وقتها، قد نسب هذا الظهور لأسباب نفسية راجعة للنكسة برغم مشاهدة الملايين له -42 مليون على مدى ثلاث سنوات من جنسيات ولغات وديانات مختلفة-، ولا يمكن أن يكون المقصود فقط هو تعزية بعد النكسة من وجهة نظر هذه الملايين! فقد كان ظهورها هو تعزية ورجاء لكل المؤمنين بالله في العالم كله وتحذير من الإرتداد عن الإيمان بالله وإعلان عن وجود الله واهتمامه بالبشرية وسلام من السماء للبشرية التي بدأت تتردى في هوة قبل السقوط، وخاصة أنها كانت تمسك في يدها غصن الزيتون والذي كانت تلوح به لجموع الذين رأوها!!
وكان ظهورها في شبرا سنة 1986م استكمالاً وتأكيدًا لظهورها في الزيتون، هذا الظهور الذي جاء سابقا لفترة من فترات الآلام التي عانت منها الكنيسة بصفة خاصة، بل وعانى منها الشعب المصري، بسبب الإرهاب وما رافقه من فتن واضطرابات، وكان هذا الظهور أيضًا تعزية وأمل ورجاء للمؤمنين.
أما ظهورها في أسيوط سنة 2000م فقد جاء سابقا لأحداث محلية وعالمية فقد تلاه أحداث 11 سبتمبر 2001م والتي غيرت التاريخ تمامًا ومعها تغيرت الظروف الدولية سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا! كما كانت الظروف المحلية مشابهة من جهة التطرف والعنف الذي يُمارس ضد بعض المسيحيين في بعض المناطق.
أما ظهورها في الوراق وفي كثير من مناطق الكبرى بل وبعض مدن الصعيد فقد جاء في ظروف أكثر صعوبة، بعد أحداث عانى منها المسيحيين في الأقصر وديروط وملوي وفرشوط وفي أكثر من مكان في المنيا وغيرها مع ازدياد شديد وكثافة عالية في الهجوم على المسيحية سواء في ألوف الكتب التي تصدر بموفقة جهات رسمية أو بدون موافقتها وكذلك كثافة في الهجوم من خلال القنوات الفضائية الدينية بل وفي بعض الأحيان في القنوات الحكومية!!
فهل هذا الظهور للمسيحيين أم تحذير نهائي للعالم كله قبل فوات الأوان؟ أم كان ظهورها إعلان متجدد من الله عن حقيقة وجوده وحقيقة وجود الروح والعالم الآخر والحياة الأبدية وصحة الكتاب المقدس والإيمان المسيحي؟ هل هو تحذير للعالم المتردي قبل السقوط في الحفرة التي حفرها لنفسه، لكي يعود إلى رشده؟ أغلب الظن أنها ظهرت لكل هذه الأسباب وغيرها أيضًا.
كان لظهور موسى وإيليا مع الرب يسوع المسيح على جبل التجلي والذي يقول الكتاب أنهما تكلما معه: "عن خروجه الذي كان عتيدًا أن يكمله في أورشليم " (لو9 :30)، هدف وهو تثبيت التلاميذ بحقيقة العالم الروحي وحتمية آلامه وفدائه للبشرية، أي التأكيد على حقيقة العالم الروحي وعلى حقيقة صلبه وموته وقيامته. كما قام كثيرون من الموتى وقت موته على الصليب وظهروا بعد قيامته لكثيرين: "والقبور تفتحت وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين. وخرجوا من القبور بعد قيامته ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين " (مت27 :53و54). وهنا نسأل: لماذا قام هؤلاء القديسين وكيف ظهروا لكثيرين في أورشليم؟ ويمكننا أن نقول لهم أنهم ظهروا في أورشليم ليؤكدوا للصدوقين وجود حياة بعد الموت: "لأن الصدوقيين يقولون انه ليس قيامة ولا ملاك ولا روح" (أع23 :8). كما هو الحال الآن حيث يوجد ملايين من البشر في الشرق والغرب من الملحدين الذين لا يؤمنون بوجود أرواح ولا ملائكة ولا إله.
وأكد كمال زاخر منسق التيار العلمانى أن التجلي من البعد الديني لا خلاف عليه خاصة بعد أن أصدرت الكنيسة القبطية بيان يؤكد ذلك، ولكن من البعد الاجتماعي فالتجلي أكد على ظواهر في المجتمع المصري منها التدافع والشغف لرؤية التجليلات، فالمفروض أن العلاقة بين المسيحى والقديسين ممتدة، وتجليلات العذراء كشفت عن حالات الوجع والشعور بغياب العدالة خاصة تجاه الأقباط حيث كان عام 2009 مليء بالحوادث الإجرامية ضد الأقباط في بني سويف والمنيا وقنا، مما جعل الأقباط يشعرون بأن ذلك معونة سمائية وهو ضد الدولة المدنية وهي هجرة من الأرض لطلب العون من السماء، وبالتالي سينقسم المجتمع لأقباط ومسلمين، ووقت يستبدل فيه القانون بالعرف وبالتالي نهدر الدولة المدنية.
وانتقد زاخر الإعلام المصري بشدة في تعامله مع تجليلات العذراء، خاصة منى الشاذلي التي قطعت الاتصال عن من يؤكد الظهور واستمعت لطفل في الثانية عشر من عمره يدّعي بأنه من طيّر الحمام ليلاً، وهناك خلطًا بين رأي الإعلاميين الشخصي ووظيفتهم التي تتطلب الحياد التام.
من جانبه قال الدكتور رسمي عبدالملك- العميد السابق لمعهد الدراسات القبطية أن التجلي ارتبط بشهر كيهك للتسابيح والجو المقدس به، وهي إشارة من السماء إلى أن الله مع شعب مصر وتعزية للأزمات الاجتماعية والاقتصادية التي يمر بها الشعب المصري، وكذلك تأكيد لمقولة قداسة البابا أن ربنا موجود وهو أضاء سماء مصر ومن قال: "مبارك شعبي مصر" وبالتالى فالعذراء تحب مصر والشعب المصري لذا تباركنا بالظهور. |