CET 00:00:00 - 04/05/2010

مساحة رأي

 بقلم : نصر القوصى
تجربتى هذه المرة  داخل دير الشايب والذى يقع على مشارف  محافظة الأقصر لم  تكن هذه التجربة بداخل الدير بقدر ما كانت بشأن جبانة الديرالملاصقة له ففى أحد  الأيام  قراءة شكوى  فى جريدة وطنى  موجه الى  رئيس الحكومة و موقعه  بأسماء  أبناء الأقصر يتضررون فيها  من عدم وجود سور حول جبانة الدير مما  يعرض  جثث الموتى  بداخل الجبانه  للنبش والسرقة 

فسألت أصدقاء لى عن هذا الأمر فأخبرونى جميعا بأن هذه القضية برمتها فى أيدى رجل يدعى المعلم أبراهيم ويصا  فطلبت منهم أن يتصلوا به قبل  مقابلتى له حتى  يتحدث معى بحريته فألتقيت به  وللحق هو رجل محترم جدا وكبير أبناء  قريته قرية الزنيية وبالرغم من كبر سنه إلا أنه نشيط جدا ومدرك  لكافة أبعاد الأمور وحينما أخبرته  بأننى أريد أن أساعده  فى  أمر بناء سور جبانة الدير أخبرنى أن أمنية حياتهالوحيدة  أن يقوم ببناء السور و لو مات  بعد ذلك سوف  يموت وهو مرتاح  وقد نجح  هذا الرجل  بذكائه وحنكته الشديده أن ينقل حماسه هذا لى  ثم  أصطحبنى  فى  زيارة للدير ولجبانته فسألته عن المحاولات السابقة التى قام بها من أجل أتمام بناء السور حتى أبداء من حيث ما أنتهى أليه فأخبرنى بأنه لم يترك  مسئول بالمدينة  إلا وذهب له  من أجل  هذا الهدف فوجدت  نفسى فى حيرة من أمرى  كيف أستطيع تحقيق حلم هذا الرجل  وحلم غيره  من أبناء مدينتى الأقصر فى ظل سلطة تنفيذية لاتهتم بمشاكل  مواطنيها 

فنشرت الموضوع فى الصحف  وكأن  الشىء المهم  فى عملية النشر هو أبراز  الصور التى  توضح  مدى الأهمال  الشديد الموجود عليه حال جبانة الدير وبالفعل أستطاع النشر تحريك  الأمر بعض الشىء  فبعدما  كانت قضية السور داخل أدراج المسئولين أصبحت على مكاتبهم  فقررت أستغلال هذه الفرصة  وعرضت على المعلم أبراهيم ويصا كما يطلقون عليه أبناء الأقصر بتجميع وفد من  كبار مسيحى المدينة  لمقابلة  الدكتور سمير فرج رئيس مدينة الأقصر  قبل صدور القرار الجمهورى الخاص بتحويل الأقصر الى محافظة  فرد على بسؤال طبيعى جدا  وكيف سوف نقابله فأخبرته أن هذه المهمة  بسيطة  بالنسبه  سوف اقوم بها 

وقام هو فى المقابل  بتشكيل وفد  كبير جدا من أبناء المدينة فعرضت  عليه  فكرة أن يصطحب  ضمن الوفد أحد أبناء الأقصر المسلمين  حتى تصبح القضية قضية مصرية وليست قضية مسيحية فقط  فأعجبته الفكرة وقال لى رشح من تريد  فأتصلت بصديقى حشمت الحسانى  وعرضت عليه الفكرة وقد رحب  بها وذهب معهم الى  رئيس المدينة  وقد تحدثوا  جميعا فى الأمروكان ثمرة  اللقاء موافقة رئيس المدينة على بناء السور بشرط أن يتم البناء على  نفقتهم الخاصة وأن يتم تجميل السور  بالشكل الذى يتوافق مع خطة تطوير المدينة   وبمجرد خروجهم من مكتب رئيس المدينة أتصل بى  المعلم أبراهيم ويصا ورشدى أشعيا وأخبرونى بأن اللقاء قد نجح  وأن خطوة مهمة قد تمت  ولكن  تبقى  الخطوة الأصعب  وهى الموافقة الأمنية  فعرضت عليهم أن نفس الوفد  الذى قابل  رئيس
مدينة الأقصر  يقوم بمقابلة رئيس جهاز أمن الدولة وقد وعدت الجهات الأمنية بمناقشة الأمر

و لكى تكتمل منظومة الضغط طلبت من صديقى حشمت الحسانى بأن يقوم بنشرأستغاثة مدفوعة الأجرالى رئيس الجمهورية  ورئيس الوزراء يطلب  فيها بناء السور ثم فكرت مع المعلم أبراهيم ويصا  ورشدى أشعيا  بأن نستغل منافسات مجلس الشعب  والتى كانت على الأبواب  ونختار  شخصية  تساعدنا  فى  تحقيق الهدف لم يفكر رشدى أشعيا كثيرا فى أسم المرشح  فقرر أختيار محرم الهورم  لأنه جاره  وشخص محبوب  من جموع مسيحى الأقصر  ويمتلك من النفوذ والمال ما يؤهله لهذا الدور

وبالفعل  تدخل الرجل من خلال  علاقته  بالجهات الأمنية والمسئولين التنفيذيين من أجل الحصول على  تصريح البناء وأكتملت منظومة الضغط وخرج التصريح وبدأت الخطوات  الفعلية لبناء السور وقد سبقها حملة تبرعات ضخمة بالأقصر من أجل بناء السور وكان أكثر الأشخاص نشاطا فى  هذه الخطوة مدرس الثانوى عطية باخوم  بحكم علاقته الطيبة بالجميع  فهو للحق رجل طيب وخدوم جدا  كما تبرع رجال أعمال  مسيحيين  بمبالغ كبيره من المال  وكأن على رأسهم  أميل الشعولى  صاحب  فندق أميليو حيث تبرع مبلغ  تخطى ال40 ألف جنية  وتبرع  محرم الهورم  بكمية كبيرة من حديد التسليح

وحينما بدأت  خطوات البناء  الفعلية  ترك المعلم أبراهيم ويصا  بيته أكثر من شهرين  من أجل بناء السور  فكان ينام بجوار السور  بالرغم من أنه رجل مسن  فتحية لذا الرجل  المحترم 
وبمجرد  الأنتهاء من  بناء السور وقع خلاف  حول من له الحق فى أدارة  الجبانه وكان  الخلاف بين المجموعه التى تحملت عبء أخراج التصريح وجمع التبرعات  وبناء السور وبين مجموعه أخرى تريد أن يكون لها دورا فى هذا الأمر الى أن صدر قرار من قداسة البابا بتشكيل  مجلس أدارة برئاسة القمص  حنا راعى كنيسة السواقى

 الى  هنا وقد أنتهت التجربة  وقد سردت  جميع تفاصيلها دون مجامله لأحد بجانب أن  الأشخاص المذكوره أسمائهم على قيد الحياة

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق