CET 12:54:07 - 13/05/2010

مساحة رأي

بقلم: صبري فوزي جوهرة
فى توافق زمنى مريب, و دون سابق انذار, تهافت طرفان من اعدى اعداء الاقباط لخطب ودهم.
و ان بدت الظاهرة على قدر من الشذوذ, الا ان هناك تفسير واضح لهأ. باختصار, فاكرين الاقباط هبل! و اليكم تفاصيل "النشرة".
الطرف المهرول الاول هو الاخوان المطززون. حملت انباء جماعتهم  اتخاذ قرار و وضع خطة ترمى الى تقربهم من الاقباط لدرجة التنازل و اباحة التفضل عليهم بالقاء التحية عليهم عند اللقاء, و تهنئتهم  عند حلول اعيادهم, و مشاركتهم فى افراحهم و اتراحهم. قيل ايضا  ان هذه الخطة الثورية ستعرض على "حكماء" الجماعة  و تياراتهم المختلفة لابداء الرأى, ثم,  لو ربنا اكرم الاقباط, الموافقة على هذا النهج الجديد. كثيرا ما يطلق على هذه الجماعة وصف "المحظورة" – و ان كان الحظر كده و كده طبعا. اما الان فيبدو انها اصبحت ايضا "معذورة", مثل ان "يتعذر" موظف غلبان فى كام جنيه فى موسم دخول المدارس لشراء ما يلزم الانجال من كتب و ملابس و عتاد. و طبعا "عذر" الاخوان ليس فى النقدية, فهى متوفرة بالبلايين و الحمد لله, انما هى "زنقة" فى الاصوات الانتخابية, او هذا ما شبه لهم.

ليس من غير المتوقع, بل انه من المسلم به, ان يتملق مرشح للانتخاب ناخبيه طمعا فى الحصول على اصواتهم. و نرى هذا حتى فى اعرق الديموقراطيات و اكثرها تأصلا. اما فيما يتعلق بالاخوان  فيختلف امرهم بعض الشىء. كان عليهم اعداد الخطط و المناهج   و عرضها على حكمائهم و جماعات مفكريهم ليس استعدادا لاعلان الخلافة الاسلامية المرتقبة او امتلاك قنابل نووية تبيد الكيان الصهيونى او تعيد الصليبيين المشركين الى العصر الحجرى كما يتمنون, او تمكنهم من الانقضاض على كافة اعداء الاسلام من رسامى الكاريكاتير و مانعى بناء المآذن فى سويسرا. بل ان موضوع البحث و التمحيص هو مناقشة نهج جديد فى التعامل مع الاقباط لجنى اصواتهم الانتخابية و التسلق الى كراسى الحكم على اشلاء قتلاهم و ظهور الاغبياء و المستضعفين منهم.  يتسم النهج المقترح بالتهذيب و المجاملة و حسن المعاملة, من باب التقية بطبيعة الحال,  ناهيك عما يعنيه هذا الاتجاه الاخوانى الجديد من اعتراف ضمنى بان الاحوال القائمة لا تسير على هذا المنوال المثالى المهذب!
كل الهيصة دى علشان يقرروا ان يتعاملوا مع الاخر بادب و ذوق كما يجب ان يتعامل اى بنى آدم مهذب!  المدهش  هو موضوع الخطة: فهو لا يتعدى مجرد الانعام على القبطى بالقاء عبارة "سلامو عليكو" على مسمعه او زيارته فى منزله للهف كام كحكة فى عيده او رشف فنجان قهوة ساده على روح ميت من امواته الذاهبين الى النار حتما و حدفا. ثم تعود ريما لعادتها القديمة بعد الوصول الى الحكم  من فرض الجزية والابعاد عن الجيش الوطنى و رفض ولاية  غير المسلم على المسلم (يعنى التعيين فى الوظائف) و عدم بناء الجديد من الكنائس فى ارض اكتسبها الاسلام بالحرب و ترك المتهالك من البيع و الاديرة  لتهوى على رؤس الكفرة عباد الصليب. 

اما الزبون الثانى فهو السيد احمد عز! جاء الى البطريركية حثيثا ولاول مرة فى تاريخه المجيد الحافل بالتفانى فى خدمة الوطن.  كان هدف الزيارة مطابق لمناورات تحسين الاخلاق التى تفتق عنها ذهن الاخوان المطززين, و الادعاء بانهم قد اختشوا على دمهم و اكتشفوا فجأة , عز و بتوع الطز, "انه عيب يعاملوا الاقباط كده". تناسى عز انه هو الذى يرفض و يوقف ترشيح الاقباط عن الحزب فى الانتخابات العامة بالرغم من ان له السيطرة الكاملة فى هذا المجال. وكيف انه "صهين" عن حقيقة كونه حابس تقرير العطيفى و القانون الموحد لبناء دور العبادة  و قانون الاحوال الشخصية للطوائف المسيحية فى اقبية سيد كراره , وانه هو حاضن الغيلان و لاطع القبل على وجنات البعابع. جاء عز الى البطريركية لاستجداء اصوات ضحاياه! حد شاف بجاحة اكثر من كده؟ يبدو مما سبق ان عز و بتوع الطز لا بد و ن يكونوا:

1.     عبطه.
2.     بيستعبطوا.
3.     فاكرين الاقباط هبل و خمة.
4.    يتحلون ببجاحة لا مثيل لها, تتواجد مع الاحتمالات السابقة جميعا.
5.     ان الطرفين فى حالة هلع: خوفا من السقوط من كرسى الحكم فى حالة عز,  او فقدان البعض من ال88 صوت فى سيد كراره فى حالة بتوع الطز.
  يعتقد العبد لله ان عنصر البجاحة يغلب عن عناصر العبط و الاستعباط و حاقول لكم ليه:

1.     اعتماد عز و بتوع الطز على حقيقة عزوف الاقباط عن المشاركة فى التصويت فى الانتخابات كما حدث فى الماضى ربما لاقتناعهم بان نتائجها مقررة و معروفة مسبقا و ان الناخب المسلم, وهو الاكثر عددا, لن يعطى صوته لمرشح قبطى.  ولكن لا شك ان السلطة ستنظر بكل تمعن هذه المره الى اتجاه الناخب القبطى لظهور تحديات جديدة و قوية ضدها ليس اقلها الغضب الشعبى العارم و نزول دكتور محمد البرادعى الى الساحة.  ستنظر السلطة الى اتجاه تصويت الاقباط  بصرف النظر عن عزمها على الاستمرار و التمادى فى الطناش بعد انتهاءالانتخابات و اهمالها التام للاستجابة لمطالب الاقباط العادلة فى المساواة و المواطنة.  لعل لمشاركة الاقباط المكثفة هذه المرة ما قد ما قد يوقظ السلطة الى ضرورة عدم الاستخفاف بهم  و احترام وزنهم السياسى مستقبلا.
2.     بناء على ذلك يجب ان يدلى كل قبطى و قبطية بصوته و صوتها فى الانتخابات لاظهار وقعهم الحقيقى على مسارالسياسة فى مصر. و لعلنا نتذكر فى هذا الصدد كم من مرة اتنبح فيها صوت سيدنا البابا و نيافة انبا موسى منادين الاقباط بالاشتراك فى الانتخابات. على كل قبطى اختيار من يملى عليه ضميره بتفهم و استقلال عن اى رأى آخر. ولنتناسى السلبيه و الاستسلام بان السلطة هى التى تحدد الناجح و المستبعد حتى لا تعتاد على تكرار هذا السلوك المشين و غير الشريف فى المستقبل.
3.     على الاقباط انتخاب من يعد بتحقيق المواطنة الكاملة غير المنقوصة و ان يكون هذا الشأن غير موضع نقاش أو فصال, ثم يعمل على الوفاء بوعده بعد نجاحه. هذا هو الخيار الوطنى القويم الذى يجلب التقدم و الخير لمسلمى مصر و اقباطها على السواء. و ان لم يفى مرشح بوعده بعد نجاحه تكون هذه نهاية تأييد الاقباط له.

4.     لينظر الاقباط الى اصوات السود فى الولايات المتحدة و كيف يتودد الحزبان الكبيران فيها لاكتساب اصواتهم. و السود يعادلون فى نسبتهم العددية نسبة الاقباط فى مصر. و يقال عن هذه الاقليات انها "صانعة الملوك". انظروا الى وقع الحزب الليبرالى الديموقراطى فى المملكة المتحدة و كيف ارجح هذا الحزب الصغير الحديث فى بريطانيا كفة حزب المحافظين فعهدت اليهم مسؤلية تأليف الوزارة الجديدة. و لم يكن هذا التأييد بغير مكاسب اقتطعها الحزب الصغير من المحافظين.
5.     انظروا الى هلع السلطة لما قمتم به ايها الاقباط العزل فى كافة اركان المسكونة بعد مذبحة نجع حمادى و تجمع ما قيل انه لا يزيد عن مئتى شاب قبطى فى ميدان التحرير فى وسط النهار. فتدهول فتحى سرورو بقى مش عارف الحى من الميت, وفشل منافق اكبر آخرارسل الى جنيف ليواجه عالم ساخط على تعديات اسياده على حقوق الاقباط و اضطر للفشر و الكذب و طلع بتأييد وحيد فريد من "السعودية" صاحبة الباع الطويل فى حرق البنات داخل مدارسهم و رجم النساء فى الباحات بعد صلاة الجمعة,  بينما ادانته سائر بلاد العالم. ان لكم يا اقباط قوة لا تمارسونها. اعلموا و تعلموا و افيقوا الى هذه الحقيقة.
عز و بتوع الطز افاقوا لحقيقة وزن اقباط مصر. و حان الوقت ان يتعرف الاقباط  على هذه الواقع و ينزلون الى الحلبة؟.عندئذ يستطيعون اخراس مطالبيهم بدفع الجزية قائلين  لهم "جز رقبتك منك له, لما تشوف حلمة ودنك". ويشيرون اليهم بالفشل الحائق  بكل "دولة" تسير على نهجهم ابتداء من الصومال الى السودان و افغانستان, و يذكرونهم بانهم ليسوا بامة تحتسب بين شعوب عالم اليوم و ان عليهم تناسى اسطورة خير امة دى, و ان سعيهم للخلافة العالمية و الجهاد لاجبار العالم باسره على الرضوخ للاسلام  ليس سوى تغفيل وهراء يعادل فى غبائه و عبثيته محاولات حرث المحيط. لقد مضى عهد سيطرة المغيرين على القوافل و قطاع الطرق و لم يبق منها سوى اوهام قاتلة.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٤ تعليق