CET 00:00:00 - 22/07/2010

مساحة رأي

بقلم: جوريف جرجس
 في خبر التغرير بالقاصرة "ابتسام رأفت" ورد تعليقان من مواطنين مسلمين يستحقا التحليل والرد عليهم، لقد استشعرت من التعليقين أنهما صادقان، رغم اختلافي الشديد مع المضمون.. إلا أنني أشكر الإثنين على صدقهما وعلى مشاركتهما بالتعليق.. وذلك حتى نتعرف على ما بفكرهما.

 ما لفت نظري أيضًا هو مطالبتهما -بل وإلحاههما علينا- باستعمال المنطق والعقل، وأنا أشكرهما على هذه المبادرة؛ لأن هذا هو الطريق الوحيد لإنقاذ مصر بمسلميها ومسيحيها؛ لأننا إذا كنا مختلفين في العقيدة وفي الاتجاه السياسي، وأيضًا في الرأي، إلا أنه يجمعنا كلنا شيئ مشترك، ألا وهو العقل الذي منحه لنا الله سبحانه وتعالى لكي نستخدمه؛ لنتعرف على الحقيقة، وبدون استخدام العقل والمنطق فلن نجد أرضية مشتركة تجمعنا نستطيع أن نبني عليها مستقبلنا المشترك،  لقد طالبتم بإعمال العقل.. وها أنا سأحاول معكما بالمنطق وإعمال العقل تحليل ما كتبتم.

-نص التعليق رقم 39 للأستاذ "أحمد عبد الفتاح":
 هو كل ما بنت مسيحية تتجوز واحد مسلم تقولوا إنها اتخطفت؟؟ هي مش راحت تتجوزه بمزاجها؟؟ ولا هو بيتجوزها بالعافية؟!

-نص التعليق رقم 38:
 اتخطفت إزاي يعني؟ واللي بيقول إنها اتخطفت ده عاقل ولا مجنون؟؟ هي كانت في غيبوبة ولا هو شرّبها حاجة صفرا؟؟ أنا مابقولش كده عشان موافق أو رافض.. "لكن لما نحب نتكلم نتكلم بالعقل"، عشان المجتمع مش ناقص غباء وتخلف.
لمشاهدة الموضوع انقر هنا

وأقول له:
 عزيزي: القانون المصري حدد سن الرشد بـ 21 سنة، وعند زواج مسلمة  قاصر لابد من موافقة ولي أمرها، ولا تستطيع مسلمة تزويج نفسها إلا إذا كانت راشدة بحكم القانون وأيضًا عاقلة، كما أنني أتذكر أنه عندما كنت في الـ 20 من عُمري وأردت استخراج جواز سفر، وجب علي ليس فقط الحصول على موافقة ولي أمري بالتوقيع على الاستثمارة المخصصة لذلك، لكن كان لابد أن يذهب ولي أمري –شخصيـًا- معي للتوقيع أمام الموظف المختص؛ هذا لمجرد استخراج جواز سفر لشخص عمره 20 عامًا.

 أي أن كل إنسان سواء كان شابًا أو فتاة لم يبلغ أو لم تبلغ سن الرشد القانوني -وهو 21 سنة- أعطى القانون ولي أمرها الحق؛ بل الواجب للمحافظه عليه أو عليها، والقانون المصري يطلق على كل مَن لم يُكمل سن الرشد القانوني صفة "إنسان غير كامل الأهلية"، وليس له الحق مثلاً في القيام بأعمال تجارية أو إبرام عقود وخلافه.

فما بالك بزواج بنت عمرها يتراوح بين 12 أو 20 عامًا؟؟ هل لا يتطلب هذا موافقة ولي أمرها؟؟!

 وهنا أطرح على كل مسلم يريد إعمال العقل متمثلاً في شخصك يا أستاذ "أحمد" الأسئلة الأتية:

 ـ لماذا عندما تتزوج مسيحية قاصر من مسيحي أو مسلمة قاصر من مسلم يوجب القانون موافقة ولي الأمر؟؟ وإلا أُعتبر هذا تغرير واغتصاب؟!! ولكن عندما يتعلق الأمر بزواج قاصر مسيحية بمسلم فلا يتم تطبيق هذا؟

 ـ لماذا في أغلب الحالات لا يتم الزواج فقط.. بل يتم تغيير دينها فقط من المسيحية للإسلام؟!
 هل هي تزوجت أولاً ثم اقتنعت بالإسلام؟ أم اقتنعت القاصر بالإسلام أولاً تم تزوجت؟؟!
 فإذا كان ليس من حق القاصر الزواج بدون موافقة ولي أمرها بحكم القانون.. فهل من حقها تغيير دينها بدون موافقة ولي أمرها؟؟!!

 ـ لماذا يتعامل الأمن مع أسرة الفتاة أسوأ معاملة؟ وأحيانـًا يتم تهديدهم.. بل ووضعهم أحيانـًا في الحجز بعض الوقت لإرهابهم حتى لا يفكروا في محاولة استرجاع ابنتهم؟؟

كم عدد الجرائم التي تمت في مثل هذه الحالة والتي يعاقب عليها القانون؟
 ـ تزويج قاصر دون موافقة ولي أمرها.. هذه جريمة لمَن قام بتزويجها.
 ـ جريمة التستر على جريمة وحماية الجاني.. توجه للشرطة التي تحاول إرهاب أسرة الفتاة، وتساعد الجاني في تنفيذ جريمته.
 ـ في هذه الحالة يكون الزواج بحكم القانون باطل، وتكون المعاشرة الزوجية للفتاة بمثابة تغرير واغتصاب، وهو ما يُعاقب عليه القانون بأقصى العقوبات.

كل هذا مع افتراض أن الفتاة ذهبت فعلاً بموافقتها، فقط هي ناقصة الأهلية لأنها لم تكمل سن الرشد القانوني، ولكن هناك أيضًا حالات أخرى تم فيها إجبار الفتاة بالفعل على هذا.
 أنت تسأل الآن كيف؟ وأنا سأقص عليك السيناريو الذي يفعله أغلب المسيحيين في مصر وخارجها؛ لأنه يتكرر في مختلف أنحاء الجمهورية:

 يتم استدراج الفتاة لمنزل صديقة مسلمة لها؛ كصديقتها في المدرسة أو في العمل مثلاً، وتحصل الفتاة على مشروب عادي جدًا، والذي يحتوي على "الحاجة الصفرا"؛ ثم يتم اغتصاب الفتاة وتصويرها بالفيديو والتقاط الصور لها، وبعد أن تفيق تجد نفسها عارية وتُعرض عليها الصور والفيديو؛ فتنهار الفتاة ثم تبدأالحرب النفسية.

 ـ "أهلك هيموتوكي", "مين هيتجوزك"؟, "شوفي الواد محمد دا صنايعي كسيب وبيحبك وهيعاملك زي الهانم"، "إنتي بس انطقي الشهادتين عشان تبقي مسلمة وبكده مايقدرش أهلك يقربوا منك"، "هو ده الطريق الوحيد عشان تنقذي نفسك".
 البنت في هذه الحالة في أغلب الأحوال توافق على الخطة، فتذهب إلى قسم الشرطة وتقول: "أيوة.. أنا أسلمت وإتجوزت بإرادتي"! والشرطة تمنع الأهل حتى من رؤيتها.

 أستاذ "أحمد".. إن كل أسرة مسيحية في مصر تعلم هذا، كل أسرة مسيحية في مصرتحذر بناتها من هذه الأشياء، كل أسرة  مسيحية في مصر تفكر 100 مرة قبل أن توافق على زيارة ابنتهم لصديقتها المسلمة.
 أخي المسلم.. هذا للأسف ليس من صنع الخيال.. ولكنه واقع مآساوي موجود.

 أخي  المسلم.. دعنا نتخيل سويـًا هذه القصة:
 "مروة أحمد عبد الفتاح"، عُمرها 15 سنة، ما زالت مراهقة، في يوم من الأيام لم تعد "مروة" إلى منزلها، بحث "أحمد" و"زينب" -والديها- عنها حتى الليل في كل مكان ولم يجدوها، ذهبوا إلى قسم الشرطة لتحرير محضر، فقال لهما الضابط أنه -فقط- بعد مرور 24 ساعة على اختفائها يمكن عمل محضر.

 كيف مرت هذه الليلة على "زينب" و"أحمد"؟؟ "زينب" لم تكف عن البكاء والنحيب، و"أحمد" أخذ يسأل نفسه "أين ابنتي "مروة" الآن؟ وماذا تفعل؟ وماذا يُفعل بها؟".

 هذه الأسئلة التي كان كل من "أحمد" و"زينب" يوجهونها لأنفسهم كانت تمزق أحشائهم؟ لم يناما طوال الليل، وفي الصباح الباكر ذهبا سويـًا إلى قسم الشرطة لتحرير المحضر، في الطريق قابلهما جارهم "حسني" الذي قص عليهما كيف أنه رأى أمس "مروة" مع "مصطفى" الميكانيكي العامل بالورشة المجاورة.

 كاد "أحمد" يقتل "حسني" عندما سمع منه هذا الكلام، لكنه تمالك أعصابه وأكمل سيره إلى قسم الشرطة، وهناك قابلتهما الصدمة التالية، لقد عاملهم الضابط معاملة سيئة جدًا، لم يراعي مشاعرهم الحزينة لاختفاء ابنتهما وماذا يحدث لها الآن.

 قص "أحمد" على الضابط ما سمعه من جارهم، وهنا شاط الضابط غيظـًا وقال: "هو كل واحد تختفي بنته يتهم الواد الغلبان "مصطفى"؟!" لقد هدد الضابط "أحمد" بأنه سيضعه في الحجز إذا قال هذا الكلام الفارغ.

 فقال "أحمد" للضابط: طيب يا باشا.. ده الواد "مصطفى" مافتحش الورشه النهارده زي كل يوم، هاتوه واسألوه، فأجابه الضابط قائلاً: هو انت هتعلمنا شغلنا يا ......، يا عسكري.. خد الراجل ده على الحجز، "زينب" و"أحمد" لا يصدقان أنفسهما، ده إحنا المعتدى علينا!! إحنا اللي بنتنا القاصر مش عارفينها فين!! "أحمد" لا يستطيع النطق، لقد شعر أن شيئـًا ما يقف في حلقه يمنعه من الكلام، وبعد بضعة ساعات في الحجز أحضر ضابط المباحث "أحمد" و"زينب" وقال لهما: أنا عندي خبر كويس ليكم.. إحنا لاقينا بنتكم "مروة".. "زينب" كادت أن تطير من الفرح، و"أحمد" سقط من حلقه الحجر الذى كان عالقا به وبدأ يتكلم، لقد نسى الإثنان الظلم الذي عاشاه في القسم في الساعات السايقة.

 "زينب": هي فين يا بيه؟؟ فين بنتي.. أشوفها.. أخدها في حضني.. دي 15 سنة.. مابيتتش يوم بعيد عني.. هي فين؟؟ هاتهالي يا بيه أبوس إيدك.
 "أحمد": استني يا "زينب".. سعادة البيه قال هما لقيوها، يعني أكيد في الطريق وزمانهم جايبنها على هنا.
 "ضابط المباحث": بنتكم بخير.. ألف مبروك.. بنتكم اتجوزت "مصطفى" الميكانيكي، وعايشة مبسوطة أربعة وعشرين قيراط.
 "زينب": يالهوي.. هاتولي بنتي هنا.. أنا عاوزة بنتي دلوقت
 "ضابط المباحث": بس يا ست انتي.. بنتك اتجورت وهي دلوقت في عصمة راجل، وهي مش عاوزة تشوفكم.
 "أحمد": تتجوز إزاي يا بيه؟؟ دي قاصر 15 سنة؟ دي عيلة؟!! في أي قانون ده وأي شرع وفي أي ملة يا ناس يا عالم؟؟ حد يديني عقله.

 هذه كانت آخر صرخة خرجت من فم "أحمد".. ضابط المباحث نادى الملازم "محمد" وقال له: إعملهم محضر عدم تعدي على بنتهم. وروّحهم!

 هذا ليس من وحي الخيال يا أستاذ "أحمد"، فقط الأسماء هي التي تختلف بدل "مروة" هناك "ماريان" و"كريستين" اللتان ذكرهما التعليق رقم  38، "ماريان" و"كريستين" كان عُمرهما 15و 17 سنة، ودلوقت  "ابتسام" وكل القاصرات اللي بنتكلم عنهم دارت قصتهم بشكل مشابه.

 هنا أسأل كل مسلم وكل مسلمة.. هل عندكم عقل يمكنه أن يشرح لي ليه بنت قاصر ناقصة الاهلية يحصل معاها ومع اهلها هذا الكلام؟؟ هل هناك رد منطقي؟

 أنا متأكد أن بعد كل هذا سيُكتب أيضًا تعليقـًا ويقول: ما هي راحت بمزاجها، وده بقى عامل زي اللي قالوا له ده عجل فقال لهم طيب ومالوا.. احلبوه!
 ياعم ده عجل! ماشي.. ما أنا فاهم.. احلبوه! يا أبويا عجل.. يا ناس عجل.. يا بلد عجل.. قالوا برضه احلبوه.

هل لي ان أتطلع إلى تعليق منطقي عقلاني من إنسان مسلم؟

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ١٠ تعليق