CET 00:00:00 - 28/04/2009

مساحة رأي

بقلم: عساسي عبدالحميد
منذ أيام قليلة تعرض مواطنون عراقيون ينتمون لطائفة المندائية الصابئة لجريمة نكراء ذهب ضحيتها أربعة أشخاص وجُرح إثنان كما تعرضت محلات للصياغة تعود ملكيتها لأبناء الطائفة للسلب والنهب، حدثت الجريمة في وضح النهار وكان أبطالها حوالي عشرين مجرماً مدججاً بالسلاح، تماماً كما يحدث في مصر المستهدفة في أقباطها.

إن ما يتعرض له مندائيو العراق اليوم أمام مرأى ومسمع من العالم من اعتداءات متتالية تمس أرواحهم وممتلكاتهم وعرضهم تدخل في إطار مخطط ظلامي عنصري يهدف إلى إفراغ العراق من مندائيته، التي شكلت عبر التاريخ لوناً من الألوان الجميلة وميزت حضارة بلاد الرافدين وتركت بصمات واضحة أغنت حياة وثقافة أبنائه، إلى جانب أشكال أثنية ودينية متنوعة كالآشور والكلدان والزرادشت والأيزدية واليهود والأرمن والتركمان.
لا يمكن للمجتمع الدولي السكوت على هذه الجرائم ويجب على الجميع مد يد العون لهذه الطائفة المسالمة من أجل حمايتها وتوفير شروط ديمومتها واستمرارها كمكون من مكونات الحضارة الإنسانية، وعلى المجتمع الدولي كذلك مضاعفة الجهود من أجل المساهمة في توفير الأمن داخل العراق لكي تنطلق عبر ربوعه أوراش التنمية والبناء التي ستعود بالنفع على جميع شعوب المنطقة عوض إرسال السيارات المفخخة والمجرمين لقتل وترويع المدنيين العزل.
فالضمير الإنساني لا يريد أن يختفي المندائيون من أسواق وساحات البصرة والسماوة والعمارة وبغداد، فبالأمس خسر العراق طائفته اليهودية بالكامل ورحل آخر يهودي مسن سنة 2003 بعد أن برز منهم الأدباء والفنانون والساسة وعلماء الإقتصاد والأطباء والكوادر الإدارية، وكم نتمنى أن يعود الوجود اليهودي للعراق ولو ببضع عشرات من الأسر اليهودية ولو أن هذا صار شبه مستحيل.
لقد عانى الشعب العراقي بما فيه الكفاية ومن حق العراقي أن يأمن ويتمتع بالحياة كسائر خلق الله، وعلى البلدان المجاورة للعراق أن تعطي الاهتمام لأمن وسلامة العراق وأن تأخذه حكوماتها على محمل الجد والمسؤولية، فأمن بلدان الجوار من أمن العراق وازدهارها من ازدهاره والحفاظ على مكوناته العرقية والدينية بما فيه الصابئة مسؤولية وواجباً إنسانياً.
=========
فنطلب من الله جميعاً أن يملأ قلوبنا بالحب ولنردد معاً هذه الصلاة التي جاء ذكرها في كتاب الصابئة المقدس "كنزا ربا" "بالصلاة تتطهر القلوب, وبها تغفر الذنوب".
أيها الحي العظيم، اسكب علينا من "يردنا الصافي" لتمنحنا النقاء والطهارة، واجعل يارب هذه الطائفة وأعمال أبنائها بركة لنا ونعمة لجميع شعوبنا، لكي نسلك في برك ونعمل بوصاياك آمنين فرحين.
آمـيـن..
عساسي عبدالحميد – المغرب
Assassi_64@hotmail.com

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٠ صوت عدد التعليقات: ٦ تعليق