CET 00:00:00 - 14/09/2010

حوارات وتحقيقات

•هناك مشكلة أقلية قبطية لا تتمتع بحقوقها على قدم المساواة
• اكبر شئ أو خطر يهدد المجتمع هو "طغيان الأغلبية"
•  الأسلمة والتنصير لابد أن تُعالج من منطلق حرية العقيدة.
•  أنا لا العب على آي وتر إلا ضميري.

في الجزء الأول من الحوار تحدث الدكتور البرادعى عن العقبات التي تواجهه في عملية التغيير، وفند أسباب مطالبته بمقاطعة الانتخابات ، وفى هذا الجزء الثاني يتحدث الدكتور البرادعى عن المسألة القبطية ، وكيف ينظر إلى أقباط مصرن ومطالبه للأقلية والأغلبية في مصر، وتعليقه على المادة الثانية من الدستور، وكيف ينظر إلى  مسألة التحول بين الأديان في مصر، وعلاقته بالإخوان المسلمين هل جاءت بنتيجة عكسية؟ وغيرها من الأسئلة.

أجرى الحو
ار : عماد توماس - خاص الاقباط متحدون
** بعد حادث نجع حمادي شاهدنا مجموعة من المسيحيين-ولأول مرة- يتظاهرون في ميدان التحرير بوسط  القاهرة...هل تعتقد أن هذا التحرك ايجابي نحو التغيير ؟
أنا سعدت بكسر حاجز الخوف لدى الأقباط، وخاصة الشباب منهم، فالشباب يريد أن يحصل على  التغيير اليوم قبل الغد، سرعة مشاركة كافة أطياف الشعب المصري في عملية التغيير وتحملنا قدر بسيط من الشجاعة وعدم الخوف، سيُسَرع من عملية التغيير.

** في تقرير حقوقي  للمبادرة المصرية للحقوق الشخصية،استطاعت توثيق 53 حادث عنف طائفي في الفترة من يناير 2008 حتى 2010 في حوالي 18 محافظة مصرية بمعدل تقريبي حادثين كل شهر.رأيك في التعامل مع ما يسمى بالملف القبطي في مصر؟

أنا لا انظر إلى الأقباط  كأقباط لكن انظر إليهم كجزء من الشعب المصري، لا انظر إلى المصري هل  اسمه جرجس أم محمد، كلنا جزء من هذا الشعب نشارك في أماله وآلامه.
التعامل مع الملف القبطي تعامل سئ منذ سنوات وعقود، نتحدث عنهم ونقول "الإخوة الأقباط" كأنهم جزء أخر مختلف عنا.
الأقباط بالطبع لا شك أنهم ليس لديهم  التمثيل العادل في اى مجلس برلماني أو جهات تنفيذية..لدينا مشكلة نتحدث عنها كأننا قطعة قماش واحدة أو نسيج واحد وندفن رؤوسنا في الرمال كالنعامة.
هناك مشكلة أقلية قبطية لا تتمتع بحقوقها على قدم المساواة، في كل دول العالم هناك أقليات لابد أن تدافع عن حقوقها  ولابد أن يقتنع المجتمع بأن هناك مشكلة وعلينا العمل على حلها.
لابد للأقلية أن ترفع صوتها وتدافع عن حقوقها ولابد للأغلبية أن تحترم  الأقلية، ففي اى نظام ديمقراطي حماية الأقلية أساسها السلطة القضائية..اكبر شئ أو خطر يهدد المجتمع هو "طغيان الأغلبية"، حماية الأقلية دائما تأتى من نظام ديمقراطي يحقق المساواة والعدالة.

** معروف أن الدولة يجب أن يكون لها الموقف الحيادي تجاه كل المواطنين ...كيف يمكن أن يكون ذلك في ظل المادة الثانية في الدستور التي تنص على "الإسلام دين الدولة" وأن "مبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع " ؟
اعتقد أن في تاريخنا لم نناقش علاقة الدولة بالدين  بشكل عقلاني، هل المادة الثانية مسئولة عن الفقر والفساد ؟ القيم الأساسية  في الإسلام لا تختلف عن اى قيم أخرى  مثل المساواة والحرية والتضامن الاجتماعي، اعتقد إننا أصبحنا مغيبين عقليا، نتحدث بدون أن نتعمق في الفهم، في نهاية المطاف لابد أن نتفق على أن يكفل الدستور المساواة لكل المواطنين. فكيف تؤثر المادة الثانية فيما يحدث في مصر؟

ربما يكون لها تأثير في بعض أحكام القضاء فمحكمة القضاء الإداري رفضت دعوى والدة الطفلين اندرو وماريو  بعد أن أشهر والدهما إسلامه وألزمت المحكمة  برد شهادة ميلاد نجليها المدون بهما ديانتهما المسيحية واستندت في  الحكم أن الدين الاسلامى هو الدين الأفضل الذي يجب أن يتبعه الطفلين؟
هذه المسائل أقرأ عنها لكن لا أتابعها، مثل امرأة  أسلمت أو تحول شخص مسلم إلى المسيحية.
هذه مسائل لابد أن تعالج من منطلق حرية العقيدة، لا يجب أن تدخل في قلب الإنسان  ولا يمكنك أن تسيطر في قلب الإنسان فثواب وعقاب الإنسان عند الله..ما نراه هو  تشويه للعقيدة والأديان .
عندما كنا في مصر في عام  1919 كان  شعار كل المصريين "الهلال مع الصليب" نحن نعود إلى الوراء ولا نتقدم إلى الإمام يجب علينا أن نفهم أن بعض المواطنين المسيحيين والمسلمين يخرجون "الكبت الداخلي" لديهم نتيجة سوء الحالة السياسية والاقتصادية، فالإنسان لا يعامل كانسان وبالتالي لا يتصرف كانسان، فإذا عومل الإنسان المصري كانسان له حقه في الحرية والكرامة والعزة سيتعامل مع كل إنسان كانسان، هل أصبحت مشاكل مصر الآن هي في تحول مسحيى إلى الإسلام أو تحول مسلم إلى المسيحية !!

** بعض الأقباط يرون انه بحسب الفقه الاسلامى "لا ولاية لغير المسلم على المسلم" وبالتالي لا يحق للأقباط تولى منصب رئاسة الجمهورية؟
لا اعتقد أن هذا جزء من الفقه الاسلامى المتفق عليه، فهناك سيدات مسلمات مثل الشيخة حسينة ببنجلادش وبنظير بوتو كانوا رؤساء للوزارة  في دول إسلامية. فهل هذه الدول الإسلامية لا تطبق تعاليم الإسلام!!
رائي الشخصي بصرف النظر عن المذهب العقائدي،  اى دولة مدنية يجب أن تكون على قدم المساواة بين كافة المصريين بصرف النظر عن الدين والمذهب والجنس..وكما ذكرت قبل ذلك اننى أرحب بان بكون القبطي رئيسا للجمهورية وكذلك المرأة، فأنا لا اعتقد أن اى دين بفهمه الصحيح يحرم اى شخص أن يعامل على قدم المساواة.

** هل من الممكن أن تلعب  علي نغمة الدين لجذب المزيد من المؤيدين؟ خاصة أن عدد كبير من الموقعين على بيان التغيير من الإخوان المسلمين؟
على الإطلاق، أنا أشكر الإخوان المسلمين على توقيعهم على بيان التغيير، نحن جميعا مسلمين وأقباط نتفق على ضرورة التحول إلى نظام ديمقراطي، والإخوان يعرفون أننا على خلاف ايديلوجى كبير معهم وأقول لهم ذلك صراحة عندما أتقابل معهم نتيجة موقفهم من عدم تولى الأقباط والمرأة منصب رئاسة الجمهورية.
أنا لا العب على اى وتر إلا ضميري، لأني لا ابغي من هذا أو ذاك اى شئ إلا أن ترتقي
مصر لتكون دولة تقوم على قيم الحداثة والاعتدال واحترام القيم الإنسانية.

** العلاقة مع الأخوان هل أضافت للدكتور البرادعي أم جاءت بنتيجة عكسية؟ وما الفائدة من تلك العلاقة مع تبني الدكتور البرادعي للدولة المدنية؟
علاقتي مع الإخوان كونهم جزء من الشعب المصري يجب أن يشارك في صنع مستقبل مصر، لا يمكن أن تقول أن 20% أو 25% من الشعب المصري محظور، الإخوان قد تتفق أو تختلف معهم كجماعة محافظة لكن لابد من مشاركتهم لصنع سلام اجتماعي، ومشاركة اى جماعة داخل نظام الحكم تختلف عن كونهم خارج الحكم فيحدث نوعا من المصالحة.
علاقتي بالإخوان هي إننا نشارك الرؤية في التغيير، وعندما نصل إلى نظام ديمقراطي سيكون لهم برنامجهم ويكون لي ارائى والشعب عليه أن يختار.
ويجب أن يكون هناك نظام ديمقراطي لديه خطوط حمراء الإخوان ذكروا أنهم يؤيدون دولة مدنية وليست دولة دينية، دولة مدنية اى  احترام كل مصري وإعطاءه كافة الحقوق والواجبات، إذا قننا هذا في الدستور ستنتهي كل هذه المسائل المصطنعة.

** ما هى خططك في الوقت القادم خاصة أنك عل موعد مع السفر مرة أخرى خارج مصر؟
لدى التزامات دولية كشخص له مصداقية، أقوم بعمل كتاب عن مذكراتي وجزء كبير منها  عن الأمن في الشرق الأوسط لابد أن انتهى منه في هذا العام ولدى مؤتمر قمة لجائزة نوبل للسلام يشارك فيه اوباما وجورباتشوف ، والشهر القادم سأشارك في اجتماعات ومؤتمرات لها نفس الأهمية. هذه الاجتماعات واللقاءات مهمة ليعرف العالم إننا لدينا مشكلة ولابد إن يساعدونا معنويا.

** في نهاية هذا الحوار ما الرسالة التي تود أن ترسلها للشعب المصري؟
أود دائما أن ابعث رسالة للشعب المصري  في أهمية أن يتحمل المسؤولية ولا ينظر إلى شخص واحد كأنة "المخلص المنتظر" لذلك كنت سعيدا أن عملية التوقيعات على التغيير مستمرة رغم سفري في الخارج فالتغيير فكرة وليس شخص. غاندي عاش خارج بلاده لمدة 20 سنة قبل قيام عملية تحرر الهند ومانديلا مكث 28   سنة في السجن. كل شخص له دور في علمية التغيير، دوري في عملية التغيير الاستفادة من المعرفة  الدولية لي،  والمصداقية التي لدى وطرح أفكار جديدة وتشجيع الشعب على كسر حاجز الخوف..توزيع الأدوار والعمل الجماعي هو أساس التغيير.

اقرا ايضا : د. محمد البرادعى : التغيير لن يأتي إلا من داخل مصر (1-2)

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣٥ صوت عدد التعليقات: ٢٣ تعليق