CET 09:25:47 - 09/05/2009

أخبار مصرية

الجمهورية - كتب - محمد علي إبراهيم

طردت مدير مركزها عندما طالب بحرية الصحافة!
زوجة الأمير دعت صاحب الرسوم المسيئة للرسول .. وألصقتها ب "مينار"!
الصحف القطرية اتهمته بعدم احترام الوضع الداخلي .. ونسوا ما يفعلونه بمصر!!


كلما انتقدت قطر خرج فريق من الزملاء يطلقون سهامهم ويقذفون رماحهم دفاعا عن الدولة التي تلخصت في امرأة وقناة فضائية!.. قطر باختصار شديد هي الشيخة موزة زوجة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة.. والقناة الفضائية هي "الجزيرة".. بدون الشيخة موزة ناصر المسند و"الجزيرة" سيخفت صوت قطر ووجودها وتأثيرها الإعلامي والسياسي.. قطر "مشيخة" وليست دولة بالمعني المعروف.. أفاء الله عليهم من فضله الكثير. ولكنهم لم يستغلوا ثرواتهم في بناء دولة مؤسسات. وتفرغوا لعقد اجتماعات قمة ورعاية مناضلين ونصابين أمثال سعد الدين إبراهيم.. خصصوا جوائز لدعم الديموقراطية وحرية الإعلام وهم أبعد ما يكونون عن الأثنتين.
لاتستطيع جريدة في قطر أن تهاجم فساد وزراء أو شيوخ في العائلة المالكة.. لايتجرأ أحد علي نشر صور زيارات المسئولين الإسرائيليين إلي الدوحة! ولايتجاسر أي رئيس تحرير علي نشر صور القاذفات الأمريكية وهي تقلع وتهبط في القواعد العسكرية الأمريكية في العيديد أو السيلية أو أم صلال.. فقطر كلها قاعدة أمريكية.
الإعلام الذي تديره الشيخة موزة حرم الأمير هو إعلام "بعين واحدة" أو أعور كما نقول في مصر.. يري عيوب الآخرين ويجسدها ويضخمها. ويعجز عن رؤية عيوبه وثقوبه التي تملأ الجزيرة الصغيرة التي يعرفها العالم باعتبارها المكان الذي توجد فيها أكبر قواعد عسكرية أمريكية خارج الولايات المتحدة. كما أنها تحظي بأكبر تواجد للجنود والضباط الأمريكيين الذين يصل عددهم إلي 45 ألف جندي وهم رقم أكبر من الجيش القطري نفسه.
الشيخة موزة المسند وهبت نفسها وأموالها لقضية نشر الديموقراطية في الدول النامية وترسيخ مبادئ حرية الصحافة والإعلام في المناطق التي تراها موزة بحاجة لتطوير.. الشيخة تتصرف وكأنها دولة عظمي ترعي الإصلاح السياسي وحرية الرأي في العالم كله.. حصل سعد الدين إبراهيم منها قبل عامين علي عشرة ملايين دولار لدعم الديموقراطية في العالم العربي. وجمع بعض المعارضين وذهب بهم إلي الدوحة في مايو 2007 متصورا أنه بهم سيغير خريطة المنطقة.
نسيت الشيخة موزة المسند وزوجها الأمير الذي انقلب علي ابيه أن الشعوب العربية لاتصدق العملاء. ولاتقبل أن يكون أحد متحدثا باسمها أو وصيا عليها بأموال الآخرين.
من ثم فشلت موزة في الإصلاح السياسي الذي اعتبرته مشروعها القومي واختارت سعد الدين إبراهيم بتوصية من الإدارة الأمريكية السابقة كمدير له ومنسق ومروج لفكرة الفوضي الخلاقة التي تبنتها كونداليزا رايس وزيرة خارجية الإدارة الأمريكية السابقة تحت زعم الديموقراطية.
ولما خف تأثير سعد الدين إبراهيم برحيل إدارة بوش وفشل في تقديم نفسه بصورة ايجابية للإدارة الأمريكية الجديدة. فكرت الشيخة موزة في أن تستقدم شخصاً آخر من هواة الشو الإعلامي للدوحة كي يعاونها في مهمتها المقدسة وهي حرية الصحافة والإعلام في الوطن العربي.. ويبدو أن الشيخة تريد "استنساخ" نموذج قناة الجزيرة في الوطن العربي وإصدار صحف علي نفس المنوال.
اختارت موزة روبير مينار "فرنسي الجنسية" ليتولي إدارة مركز الدوحة لحرية الإعلام العام الماضي وذلك بعد ابعاده عن منظمة "مراسلون بلا حدود" التي أوقفته.. ولأن قطر متخصصة في اختيار المطاريد وأصحاب المشاكل السياسية لتضعهم في بؤرة اهتمامها. فقد وظفت موزة مينار فوراً.. لكن يبدو أنها لم تفهمه الخطوط الحمراء والخضراء والصفراء التي تحكم المجتمع القطري وأهمها عدم انتقاد الوضع الداخلي.
تصور مينار أن المركز الذي استدعوه لادارته يحتاج توصيات وخطة عمل تبدأ من الشأن المحلي ليكتسب مصداقية إذا تحدث للخارج. لكنه كان واهماً.
المسيو مينار كتب رسالة مفتوحة للشيخة موزة ضمنها انتقادات كثيرة للوضع في قطر قال فيها ان البلاد تعاني من غياب حرية الصحافة وعدم وجود نقابة للصحفيين وكذلك الحاجة لتغيير القوانين المنظمة لحرية الصحافة والإعلام. كما انتقد مشاركة الرئيس السوداني عمر البشير في القمة العربية التي عقدت بالدوحة منوها أن هذا يتعارض مع القانون الدولي ويمثل استهانة بآلية من آليات الأمم المتحدة وهي المحكمة الدولية.
ولكم أن تتصوروا وجه الشيخة موزة وهي تقرأ الرسالة المفتوحة التي بعث بها روبير مينار إليها.. فوراً أصدرت اوامرها بترحيله عن البلاد واعطت توجيهاتها للصحف القطرية أن تسلخه حيا.. وهكذا نشطت هذه الصحف لمهاجمة مينار ووجهت له انتقادات حادة مبررة قرار طرده بأنه سعي لإثارة الفوضي تحت أسم حرية الإعلام وعدم احترامه للوضع الداخلي في قطر بانتقاداته المستمرة لغياب حرية الصحافة. وأن هناك قوانين علي كل من يعمل في قطر أن يحترمها!!!
فضائح قطر
إذن الشأن الداخلي للدوحة وقوانينها وشيوخها ووزراؤها فوق الانتقاد!! قدس الأقداس لايصح لأحد الاقتراب منه أو التعرض له.. ياسبحان الله صحافة وإعلام قطر موجهة "فقط" لانتقاد الآخرين.. يرون عيوبنا ولايسمحون لأحد أن يري عيوبهم.. انتقاد الشأن الداخلي لقطر "منطقة محظورة".. من يرد أن يوجه سهام نقده من الصحفيين والإعلاميين فعليهم أن يتجهوا غربا إلي مصر. فهي دولة كبيرة وبها حرية وديموقراطية. وصحفها تنهش حكومتها بضراوة وليس هناك سقف للنقد!.. الشأن الداخلي في مصر مستباح وإذا انتقده أحد لن يكون عليه لوم. لأنه مهما كان النقد قاسيا فهناك مثله بالصحف المصرية.
وينسي القطريون سواء كانوا من أهل الحكم أو الإعلام والصحافة أننا نقبل النقد من مصريين. لكن لانقبل أن يكون النقد بأموال قطرية. أو بتجنيد أقلام أو استضافة معارضين في "الجزيرة" لينطلق لسانهم بجلد مصر نظير 500 دولار أو ألف دولار.
غير أن أشد ما أثار دهشتي في موضوع طرد مينار وترحيله من قطر انهم اتهموه بدعوة الصحفي الدانماركي الذي تزعم حملة الرسوم المسيئة للرسول في كوبنهاجن للمشاركة في الاحتفال الذي اقيم بالدوحة يومي 2. 3 مايو الحالي بمناسبة اليوم العالمي للصحافة بالتعاون مع اليونسكو وهو الذي شارك فيه الزميل ابراهيم عيسي رئيس تحرير "الدستور" بدعوة من مركز الدوحة لحرية الإعلام.
وكلنا نعرف أن قائمة المدعوين في أي مؤتمر تعرض علي رئيسه وعلي السلطات الأمنية وذلك في أي بلد خليجي أو أوروبي أو آسيوي.. من ثم فدعوة الصحفي الدانماركي تمت بموافقة قطرية حكومية و"موزيّة" تماما مثل أي صحفي مصري أو انجليزي حضر المؤتمر.
لذلك كان غريبا أن نقرأ في الصحف القطرية انتقادا لمينار ضمن انتقاداته الأخري بأنه دعا الكاتب الدانماركي!! وغفل الصحفيون القطريون علي أن الأجنبي لايحق له دعوة أي احد إلا بموافقة كتابية من كفيله.. وكفيل مينار هو الشيخة "موزة" ولا أحد غيرها.. فهي إذن التي دعت الصحفي الدانماركي وليس مينار الذي يعمل عندها!
علي أية حال برهن طرد "مينار" من قطر ما كنت أكتبه منذ سنوات عن قناة الجزيرة وصحف الدوحة.. اتحداكم أن تذكروا عدد السجناء السياسيين في بلدكم. أتحداكم أن تنشروا قتلي حوادث المرور الذين يسقطون أمام سيارات مسرعة لكبار الشخصيات. اتحداكم أن تتحدثوا عن ثروة الأمير أو عما يخسره رئيس الوزراء القطري في سهرات القمار في لندن وسويسرا.. أتحداكم أن تكتبوا عن صراع الزوجات علي ترتيب اولادهن لخلافة الأمير.. أو الاعتداء علي أراضي المواطنين لبناء فيلات وقصور.. أو علي قصص المطربة الشهيرة مع أحد كبار القوم واصراره علي إجهاضها خوفا.. أو.. أو..
الشأن الداخلي القطري لايهمنا لانه يهم القطريين فقط.. واتمني أن يكون الشأن الداخلي لبقية الدول محترما عند القطريين مثلما نحترم خصوصياتهم ولاننشر اسرارهم وما أكثرها.. اننا لو فكرنا مثلا في اصدار منشور عن "ديوانيات الدوحة" وما يدور فيها من نميمة وأسرار وشائعات.. فتأكدوا أن هذا المنشور سيفوق في توزيعه الصحف القطرية مجتمعة التي لاتنشر شيئا عن أغرب دولة في العالم.. يحميها الأمريكان وتشجع الإخوان والسلفيين وعائلتها الحاكمة منقسمة.. وعلاقتها بإسرائيل أقوي من أن تتأثر ب "كلمتين" في اجتماع قمة طارئة أو عادية!

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ١٢ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع