CET 00:00:00 - 15/07/2009

مساحة رأي

بقلم: د. وجيه رؤوف
في برنامج تسعين دقيقه للرائع الجميل الأستاذ معتز الدمرداش دار حوار حول الفتنه الطائفية عامة وما حدث في عزبة بشرى ببني سويف خاصة.
وكان ضيوف البرنامج فضيلة الشيخ سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف وأيضًا الأستاذ سمير مرقص أحد المفكرين المصريين والأستاذ الامع الكاتب الكبير نبيل شرف الدين، وأيضًا كان بالحوار أحد أبناء عزبة بشرى الحاج أحمد محمد حسن.
والحقيقه كان مستوى الحوار عالي جدًا وعلى مستوى أدب الحوار، ومن الجمل الجميله التي قالها الأستاذ نبيل شرف الدين ما معناه: أنه من غير المعقول أن تكون عزبة بشرى تحتوي على عدد سكان يمثل الأقباط فيه ثلاثة أرباع السكان ويفرض فيه الأقلية وهم الربع رأيهم على الأغلبية، وقد شدد الأستاذ نبيل شرف الدين على أنه من أهم أسباب الفتنة الخطاب الديني المتطرف، وأوصى بوجوب وأهمية تفعيل دور القانون وأن الناس على دين ملوكهم فمتى حرصت السلطة على قمع الفتن الطائفية بتفعيل القوانين التي تضمن ذلك فسيتم ذلك، طبعًا كلام مية مية وفي الجون بالضبط ونشكر الأستاذ نبيل شرف الدين عليه.
وقد أعجبنى جدًا فضيله الشيخ سالم عبد الجليل "وكيل وزارة الأوقاف" الرجل السمح الجريء الذي قرر أن زوجته قد رضعت في طفولتها من سيدة قبطية، وأن رسول الإسلام قد سمح لوفد نجران بالصلاة في المسجد وأن اليهود والنصارى كانو يتعاملوا مع المسلمين في مكة أيام الرسول، كما أن الشيخ سالم نفسه يسكن بجوار كنيسة ويستمع إلى القداس من منزله دون غضاضة أو حساسية، وقد طالب الشيخ سالم تغيير مناهج التعليم منذ الصغر وحتى مرحلة الجامعة لكى يضمن فكر قبول الآخر، حقيقة كان كلام الرجل صادقًا وصريحًا ونتمنى أن ينتقل فكره إلى الجميع حتى تنعم مصر باستقرار وهدوء.
ولقد أعجبني الأستاذ سمير مرقص حينما راجع الأستاذ معتز الدمرداش في أن يلقبه بالمفكر الوطني عوضًا عن المفكر القبطي حتى يكون فكره في خدمة وطنه مصر وفي خدمة الجميع.
حقيقه أعجبنى الحوار جدًا كما أعجبني تعقيب الحاج أحمد على أنه من قريه بشرى ويعمل مع الأقباط في محبة هو وآبائه منذ أكثر من خمسين عامًا وأن المحبه تظلل الجميع.

وما لفت نظري في هذا الحديث الجميل هو كلمة أطلقها الأستاذ معتز الدمرداش في حديثه الموجه إلى الجميع بقوله: عايزين نرجع زي زمان عايزين نرجع لأيام سينما الأبيض وأسود، لما كان الحب يظلل الجميع دون تفريق بين مسيحي ومسلم...
والحقيقه لقد جعلتنى هذه الجملة أقفز من مكاني سعيدًا جدًا وتذكرت أيام الأبيض وأسود..
يا سلام يا أستاذ معتز.. كلمة في الجون بالضبط.

وعلى هذه الكلمة أقول: حاولوا أن ترجعوا إلى هذه الأيام وتراقبو الحفلات التي كانت تُقام، وتراقبوا الجماهير التي كانت تحضر تلك الحفلات وخصوصًا حفلات السيدة أم كلثوم وركزوا...
أتحداكم لو أستطاع أحد منكم تمييز القبطي عن المسلم في هذه الحفلات سواء من الرجال أو النساء، لقد كانوا جميعًا مصريين أما دياناتهم فكانت في قلوبهم، أما اليوم فحدّث ولا حرج، تستطيع أن تميز وبنظرة عين خاطفة، ليس في الملبس فقط ولكن في السيارات أيضًا ووسائل التمييز كثيرة ومنها:
1- الساعة التي تُلبس في اليد اليمنى مخالفة عن بقية خلق الله.
2- الأزياء المخصصه للرجال من بعض اللذين يرتدون الزي الباكستاني وخلافه.
3- الزي الإسلامي من نقاب وإسدال وغيره.
4- رسم السيوف على السيارات أو كتابة بعض الآيات الدينية على السيارات.
5- عدم ارتداء المشغولات الذهبيه للرجال وحتى دبلة الزواج يجب أن تكون من الفضة لأن الدهب حرام، وقبل كدة من ألف وأربعمائة سنة لما كان المسلم يرتدي دبلة دهب كان حرام؟
6- حتى في مكالمات التليفون يختم معك المتحدث حديثه بـ"لا إله إلا الله"، وينسى البعض ويختم بنفس الجملة وهو يتحدث إلى قبطي.
7- حينما تذهب إلى واجب لتؤدي فريضة العزاء تفاجئ به أو بأحد من جواره وهو في العزاء يقول ربنا يرحمنا ويرحم أموات المسلمين، وكأن مافيش في الوجود غير المسلمين فقط.
8- حتى في قَسَم الطبيب عند تخرجه، لا بد أن يكرر في آخر القسم أنه سيقوم بعمله طاعة لله ورسوله.
9- عند وصول نتيجه الإمتحانات حتى لأطفال الإبتدائي تجد في نهاية النتيجة -حتى وإن كانت لقبطي- مزيلة بجملة (سائلين الله أن ينفع بعلمه المسلمين)، وقد وجدت مثل تلك الشهادات لأطفال الإبتدائي اللذين هم في براءة عن تعليمهم الطائفية والتعصب.
10- إطلاق اللحى عند بعض الأشخاص.

أليس من الممكن استبدال كلمة المسلم بالمصري لتشمل الكل وتحتوي الكل دون تمييز أو فرز؟
طبعًا عمليه الفرز دي وصناعه التمييز عملية ممنهجة ومنظمة لصناعة الطائفية في مصر.

عمومًا أتقدم بشكري إلى الأستاذ معتز الدمرداش المصري الأصيل وإلى سماحه الشيخ سالم عبد الجليل وإلى الأستاذ الكبير نبيل شرف الدين والأستاذ سمير مرقص وإلى الحاج أحمد وهم ضيوف الحلقة، وأضم صوتي إلى صوت معتز الدمرداش أملاً في عودة زمن الأبيض وأسود.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٩ تعليق