فى احداث قرية البرادعة

تقرير حقوقى يلقى باللوم على  مديرية الشئون الصحية  والطب الوقائى بالقليوبية والمحليات ويبرئ المقاولون العرب
تقرير مقدم من منظمة الاتحاد المصرى لحقوقر الانسان الى السيد  المستشار المحامى العام الاول لنيابات جنوب بنها عن كارثة اصابة اهالى قرية البرادعة محافظة القليوبية بمرض التيفود
لما كانت صحة الانسان وحقه فى ان يتناول غذاء نظيف ويشرب مياة نقية وهو ما يتعلق بحق الانسان فى ان يعيش فى  بيئة سليمة  ويتمتع بصحة جيدة  تلك هى  من اوليات الاعلان العالمى لحقوق الانسان الذى اهتم بكرامة الانسان ولما كان ذلك من اولى اهتمامات منظمة الاتحاد المصرى لحقوق الانسان " الايرو " ومن هذا المنطلق بادرت المنظمة الى الاستغاثات التى وردت اليها من اهالى قرية البرادعة مركز القناطر الخيرية محافظة القليوبية والتى ابلغ فيها كثير من الاهالى  عن أصابتهم واصابة ذويهم  "بحمى التيفود "  مؤكدين تلوث مياة الشرب فى القرية وارجع البعض ذلك  الى شبكات المياة القديمة والبعض الاخر الى الطلمات الحبشية والبعض الى  اهمال المقاول الذى عهد اليه تنفيذ ادخال شبكات مياة الشرب و تناثرت الاقاويل  مؤكد اختلاط مياة الشرب النقية بمياة الصرف الصحى .
 
وقد  تعاملت  المنظمة مع جميع تلك الاحداث بأعتبارها كارثة انسانية من منطلق الحيادية التامة ومن هدف مؤكد وواضح وهو صحة الانسان بعيدا عن ان  تكون سلطة اتهام ولكن كان قوام لجان المنظمة التى تعاملت مع هذا الحدث هو الشفافية والحيادية التامة مع اجل اظهار الحقائق خاصة بعد ان القى كل طرف بلائمة الاتهام على كل  من الاخر .
 وازاء تصاعد الاحداث  وعجز الاجهزة المحلية من استمرار توفير المياة النقية  للالاف من  قاطنى  هذه القرية وازاء تزايد الاصابات يوميا كان لزاما علينا بعد الذهاب بجولة تفقدية فى المنطقة وايضا فى بعض المستشفيات التى استقبلت هؤلاء المرضى و بعد الالتقاء ببعض المسئولين بالاجهزة المحلية وبعد استقصاء تام والمام كامل بدور شركة المقاولون العرب ومقاول الباطن الذى عهد اليه بتنفيذ العملية ومن تجميع الادلة والمستندات التى تحت ايدينا وبعد اخذ رأى اجهزة ومتخصصون محايدون تمام بعيدا عن  البلاغ  لاى اتهامات  ومن منطلق الحرص التام والتصميم  على صحة الانسان وحقه فى الحياة الكريمة رأينا ان نتقدم بالتقرير الاتى الى النائب العام حتى يكون تحت بصره بعض النقاط لعلها تكون على سبيل الاستدلال  وليس على سبيل الجزم او الحسم ومنها :-
 
اولا: ان مشروع الصرف الصحى قد بدأ بالقرية بمجهود من الاهالى ولم يكتمل بعد وتم العمل فيه بطرق غير مطابقة للمواصفات ويمكن ان يكون هناك اختلاط من تلك التيارات والترنشات بالمياة الجوفية التى يشرب منها الاهالى . وبالتالى يمكن ان يتم تسريب واختلاط من مياة الصرف الصحى  بالمياة الجوفية .
 ثانيا : انه بالنسبة للطلمات الحبشية لا يمكن القطع او الجزم كما يدعى البعض بأنها السبب الرئيسى   فى احداث تلك الاصابات اذ انها موجودة بالقرية منذ اكثر من خمسون عاما .
 ثالثا : انه لم يثبت ولم يعلن ان اجهزة الرصد البيئى او الصحة الوقائية قد كانت تأخذ عينات دورية كل خمسة عشرة يوما من المياة وارسالها الى المعامل المركزية لوزارة الصحة للتأكد من سلامتها اذ لم يعلن المسئولين بوزارة الصحة او مديرية الشئون الصحية بالقليوبية عن تلك العينات وتواريخ  اخذها وارسالها و السجلات المثبت فيها كل ذلك قبل تاريخ الكارثة .
 رابعا: ان حمى التيفود تعتبر من الامراض المتوطنة وخاصة فى  محافظة القليوبية  حسب تصريح  المسئولين من انها تمثل  خمسة فى الاف على مستوى الجمهورية ان هناك ما يقارب نصف مليون مواطن مصابون بهذا المرض فأين مديرية الشئون الصحية  ووزارة الصحة من اتخاذ الاجراءات الوقائية .
-ومما يتعلق بشركة المقاولون العرب او المقاول المنفذ :

بعد الاطلاع على كافة المستندات والرصد على  الواقع وبرنامج البيت بيتك والذى استضاف فيه رأى متخصصين من كل كلية الهندسة جامعة القاهرةوهو والاستاذ الدكتور   /  عماد حمدى استاذ المياة جامعة القاهرة  وبعد الاطلاع ايضا على محضر استلام الاعمال الاولى والموقع من كافة الاجهزة المحلية بالمحافظة وايضا رئيس الجهاز التنفيذى لمياة  الشرب وشركة المقاولون العرب اتضح الاتى :-
1-بداية ان المشروع المعهود الى المقاولون العرب بشأن محطة مياة القناطر الخيرية ومنها قرية البرادعة يتغذى  من اثنتا عشرة قرية و ليست  البرادعة فقط ولم تحدث شكوى واحدة من اهالى هذه القرية .
2- بالنسبة لقرية البرادعة ان المشروع لم يتم تسليمه تسليما نهائيا الى المحافظة اذ ان الثابت رسميا ان ميعاد التسليم النهائى هو 16/8/2009 .
3-ان ما تردد على لسان السيد المستشار محافظ القليوبية فى ان السبب فى حدوث كارثة  تيفود  البرادعة هو الضخ التجريبى للمقاولون العرب والذى ادى الى حدوث اكثر من اربعون انفجار ادى الى تسريب وتلوث المياة هذا  غير حقيقى لان ما حدث ليس انفجارات كما قيل وانما هو كسورات فى لحام المواسير  حتى يمكن التأكد من سلامتها .

4- ان الضخ التجريبى  لا يعنى  وصول المياة الى المنازل اذ ان الواقع على الطبيعة ان هناك طبات موضوعة على المحابس الرئيسية مما بنفى دخول المياة الى المنازل .
5- ان مهمة شركة المقاولون العرب فقط ليست توصيل المياة الى المنازل وانما فقط هو  مد شبكة  المواسير فى الشوارع وامام المنازل اما توصيل المياة الى المنازل فهو من اختصاص تعليمات الوحدة المحلية وهو ما امرت به بالفعل نحو حوالى 517 منزلا وتم بالفعل توصيل المياة اليهم  من اهالى القرية تحت اشراف الوحدة المحلية ولم تحدث اصابة واحدة من هذه المنازل وهذه تشكل حوالى 10% من سكان القرية .

6- ان هناك محضر تسليم اولى  الموقع من جميع المسئولين بما فيهم المحافظة  من ان المياة التى تم ضخها تجريبيا مياة نقية مائة فى المائة وسلامة جميع الوصلات واعمال المقاولة .
7-ان المواسير المستخدمة فى هذا المشروع من قبل شركة المقاولون العرب هى مطابقة للمواصفات وتمت تجربتها من قبل الهيئةالقومية لمياة الشرب والصرف الصحى .

8-ان الكميات المستخدمة فى المشروع والواردة فى الجدول المعلن  تتم طبقا للمواصفات القياسية من الهيئة القومية العربية للتصنيع
 اذن ومن جميع ما تقدم فاننا نتقدم بهذا التقرير الى السيد المستشار  المحامى العام الاول  لنيابات جنوب بنها حتى  يمكن للنيابة العامة تحديد المسؤلية بصفة قاطعة وذلك حفاظا على صحة المواطن ومنعا لتكرار مثل هذه الكوارث والتى تسئ الى سمعت مصر فى دولة يحميها القانون ويذود عنها رجاله الاوفياء .
 والجدير بالذكر ان منظمة الاتحاد المصرى هى اول من فجرت كارثة قرية البرادعة فور تلقيها بلاغات اهالى المصابين ونزولها ميدانيا الى القرية .

                                                           د. نجيب جبرائيل
                        رئيس منظمة الاتحاد الامصرى لحقوق الانسان
Nag_ilco@hotmail.com