CET 00:00:00 - 17/09/2009

مساحة رأي

بقلم: محبة مترى
هو مرض مزمن عنيد اذا تمكن من الجسد تملكه واستشرى فيه مدمرا اياه تدريجيا وقد يبدأ بنزلة برد بسيطة لكن اذا اهمل الشخص علاجه وتهاون فيه تحول الى حالة ميئوس منها لان فيه الجسم يهاجم نفسه بنفسه ولذلك فالعلاج البشرى التقليدي قد لا يصلح وانما يحتاج الى علاج الهى.
أنه داء الخلافات الزوجية.. فبالرغم من انه لايوجد بيت يخلو منها نظرا لظروف الحياة الصعبة ونظرا لوجود نسبة اختلاف طبيعية بين شخصية كل زوجين الا انها مثل الثعالب الصغيرة التى ان سمحنا لها بالنمو ولم نتداركها بمجرد ظهورها تفسد حياتنا وتحول عش الزوجية الهادئ الجميل الذى طالما حلمنا به الى حلبة لصراع الديكة.

توجد العشرات من الاسباب التى تجعل الزوجان يتصارعان ويتشاحنان وربما يختلقان اسبابا تافهة للشجار دون مشكلة حقيقية يعلو فيها صوت كل منهما محاولا اهانة وتسفيه الاخر, الا ان السبب الرئيسى هو البعد عن الله واهمال وصاياه, فلم يسمحا له بان يكون رب السفينة بل تصارع الاثنان على قيادتها , فاصبح هناك قائدان كل منهما يعتمد على ذكائه ومهارته , كل منهما يحاول فرض سطوته وسيطرته على السفينة والسير فى اتجاه معاكس للاخر, و النتيجة بالطبع معروفة!! ... وبعد ذلك تاتى فى المرتبة الثانية الوصايا الالهية التى ربما زينا سفينتهما بها وعلقاها علي الجدران, لم يهمهما باقي الركاب المسئولين منهم وهم الابناء  الذين ولاشك يعانوا الامرين من خلافاتهما المستمرة مما ينعكس عليهم فى الحاضر والمستقبل ويمنعهم من الحياة السوية ويصيبهم بالفشل والاحباط وربما بعقدة من الزواج.
نعم ....لقد ابتعدنا عن الله واصبح تديننا ظاهريا نصلى ونصوم ونتعبد , امام الناس اسرة مترابطة , اما فى المنزل غرباء, حبل التفاهم والود مقطوع, ايمان غير حقيقى لانه بلا ثمر في حياتنا وبيوتنا.

الاسباب عديدة, اما النتائج محددة وخطيرة وهى غالبا تنحصر فى الاتى:
- ان يظل الزوجان يدوران في دائرة مفرغة من التعاسة والفشل مدى الحياة دون ان يسعيا للتوقف ومحاولة اعادة النظر فى اصلاح حياتهما.
- قد يطالب احدهما بالطلاق ويسعي للانفصال ملقيا باللوم على الكنيسة بانها سبب تعاسته وفشله لرفضها الطلاق! .
- او ان تنطوي صفحة خلافاتهم بمأساة....!!!
فكلنا قد صدمنا وحزننا عندما قرأنا مآسى حوادث القتل والانتحار الاخيرة ..., زوج يقتل زوجته وابنائه وينتحر ....زوج يلقي بطفله من الشرفة ويقفز وراؤه بسبب رفض زوجته العودة للمنزل....ام تقتل ابنها كناية فى زوجها....اب يقتل اطفاله الثلاثة بسبب خلافاته مع زوجته...الخ .
وقد تكرر السيناريو المروع لهذه الحوادث عدة مرات , خلافات زوجية مزمنة تركت دون علاج يعقبها لحظة جنون طارئة غير متوقعة وينتهى كل شئ , تاركة قلوبا منفطرة من الالم و حزن الاحباء ودموع الاقارب عليهم مدى الحياة.
قد يظن القارئ لهذه الحوادث انها حوادث فردية ولها اسبابها الخاصة المتراكمة وهى بعيدة عنه ولايمكن ان تحدث له وكانه يشاهد فيلم رعب خيالى, ولكنى اقول له للاسف لا....فجميع هذه الحوادث حدثت لاسر متعلمة ومثقفة و اغلبها علي مستوي مادى وثقافى مرتفع ولسنا افضل منهم  ويمكن ان تحدث لاي منا اذا تركنا الغضب يتملك من انفسنا واذا سمحنا للعنف ان يحل محل لغة التفاهم والحوار فتكون النتيجة رصاصة للقلب الذي طالما احب بدلا من توجيه سهام المحبة اليه.

 اخوتى الاحباء ارجو وادعو كل من يقرأ كلماتى المتواضعة من الازواج او الزوجات ويكون فى خصام مع شريك الحياة ان يراجع نفسه ويمد يده ويبادر بالمحبة والسلام وليتنازل قليلا عن كبريائه فالحياة مهما طالت قصيرة وتستحق ان نعيشها فى سلام, ما أجمل هذه الآية لسليمان الحكيم: " لقمة يابسة ومعها سلام خير من بيت ملآن ذبائح مع خصام"( امثال 17: 1 )
يقول بطرس الرسول :" كذلك ايها الرجال كونوا ساكنين بحسب الفطنة مع الاناء النسائى كالاضعف معطين اياهن كرامة كالوارثات ايضا معكم نعمة الحياة لكى لاتعاق صلواتكم. والنهاية كونوا جميعا متحدى الراى بحس واحد, ذوي محبة اخوية, مشفقين , لطفاء غير مجازين عن شر بشر او عن شتيمة بشتيمة, بل بالعكس مباركين عالمين انكم لهذا دعيتم لكى ترثوا بركة." (1 بط 3: 7-9 ).

لنجرب قوة الصلاة,فقد نكون قد جربنا واستنفذنا من قبل كل وسائل الاصلاح وفشلنا , الصلاة تفعل المعجزات , وتفتح الابواب المغلقة وتلين القلوب الحجرية, لنضع مشاكلنا وحياتنا بين يدى الله و ليصلى كل طرف من اجل شريك حياته ,لنطلب منه ان يعطينا الحكمة والقدرة علي حل الخلافات,فاذا اختلفنا فليكن باحترام ودون ان نفقد محبتنا, واذا غضبنا لانخطئ ولانجعل الشمس تغرب على غيظنا,ولنتعامل داخل أسرنا بلطف وطول اناة كما نتعامل مع اصدقائنا وزملائنا خارج المنزل فهناك مقولة تقول: " كن لطيفا مع الاخرين فكل شخص تقابله يصارع مع شيئ ما "
حقا فالخطية جعلتنا كلنا نصارع بشكل ما وكلنا متعبون وأحمالنا ثقيلة فلنحتمل بعضنا ,ودعونا نجرب بعض الكلمات السحرية المهملة مثل ( آسف)....( شكرا)....(من فضلك) ..(اسمح لى ان اساعدك).

 مع تمنياتى للجميع بالسلام والوفاق والسعادة الدائمة.
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٦ صوت عدد التعليقات: ١٥ تعليق