CET 00:00:00 - 23/03/2009

مساحة رأي

بقلم: عزيز الحاج
نوروز هو عيد الكفاح والأمل والنور. إنه يمر على شعبنا في كردستان وعلى كل العراق بعد ست سنوات من حرب إسقاط صدام. يعود وقد ارتاحت ضحايا الأنفال وحلبجة، بعد أن عوقب المجرمون الكبار، المسئولون عن تلك الجرائم والانتهاكات الكبرى.

نوروز يعود والأمة الكردية لا تتمتع كل أجزائها بنسبة صغيرة من الحقوق التي يتمتع بها شعب كردستان العراق. في إيران لا يزال الكورد مهمشين، وقد سبق أن استطاع خميني ضرب الحزب الديمقراطي الكردستاني [الإيراني]، ثم أرسل خامنئي مجرمي فيلق القدس الإرهابي لاغتيال القائد الكردي الفقيد قاسملو وزملائه  في فينا، وذلك في عملية نصب وخداع يتقن الملالي أمثالها. هذا أيضا ما فعلوه مع كل القوى العلمانية واليسارية، التي ساهمت بنشاط في الثورة، ومن بين تلك القوى مجاهدي خلق.

في سوريا أيضا نجد الكورد محرومين من الحقوق ويُضطَهدون كلما ارتفع لهم صوت. أما في تركيا، فقد تحسنت الأوضاع نسبيا في السنوات الأخيرة، وآخر ذلك السماح باحتفالات نوروز، غير أن المطلوب منح الشعب الكردي هناك الحد المطلوب من حقوقه القومية والإدارية.

شعب إقليم كردستان العراق يتمتع منذ حوالي العقدين بالوضع الفيدرالي، وقد شهدت المنطقة تحسنا كبيرا في أوضاع الجماهير في الإقليم، وتطورا عمرانيا وثقافيا وفنيا وتعليميا كبيرا، وقد لعبت الجبهة الكردستانية دورا مهما في النضال ضد النظام المنهار، وفيما بعد السقوط.

نوروز يهل على شعب كوردستان ليدعو القيادات الكردستانية إلى المزيد من الجهود لمعالجة مشاكل كبيرة تؤذي التجربة ومصالح الناس، ونعني خاصة انتشار الفساد الإداري. كما ينبغي الوقوف ضد القوى الرجعية التي تمارس ضد المرأة أشكالا من التمييز والقهر، كالختان وجرائم قتل النساء باسم الشرف، ولا أدري أي شرف هذا لا يقوم إلا بالجريمة.

إن تجارب ما بعد سقوط نظام البعث الصدامي تقدم، في نظرنا، جملة من الدروس الهامة، الجديرة بالتأمل والاستيعاب.
لقد تمسكت القيادات الكردستانية بالموقف الاستراتيجي المتخذ منذ عقود من السنين عن التحام مصالح الشعبين الكردي والعربي، ومعهما مصالح الأقليات القومية والدينية، ضمن إطار الوطن الواحد، العراق، وكما قال الرئيس مام جلال، فإن هدف الدولة الكردية الكبرى جميل، ولكنه غر عملي، فمصير أكراد العراق هو في العراق، وهذا يتطلب، فيما يتطلب، العمل لحل المشاكل المعقدة المعلقة مع الحكومة المركزية بمنتهى المرونة والواقعية، سواء ما يخص كركوك، أو صلاحيات المركز، أو قانون النفط. ينبغي التوصل لنقاط اتفاق في تسويات ترضي المصالح الحيوية لكردستان والعراق، وعلى المالكي، بدوره، مسئولية خاصة في هذا الشن لكيلا تكون المشاكل المعلقة قنابل موقوتة.

إن من الدروس الأخرى، حسب اجتهادنا، خطأ وضع الثقة المطلقة بالأحزاب الدينية، التي تتبع استراتيجيا التقية في العمل السياسي، فتعلن غير ما تبطن، فإقامة تحالفات إستراتيجية معها في كل الظروف والمراحل تنطوي على مختلف المخاطر المستقبلية. إننا مقبلون على الانتخابات النيابية، والمأمول أن تحسن القيادات الكردستانية اختيار تحالفاتها بما يخدم الديمقراطية في العراق، ويصون ويعزز مكاسب الإقليم.

في عيد الكفاح والربيع، الذي جعله الزعيم عبد الكريم قاسم عيدا لكل العراقيين، أتوجه بالتهاني الحارة لشعب كردستان ولمجموع شعبنا العراقي، وأحيي الأخ الغالي رئيس الجمهورية، مام جلال تحية ود واعتزاز، وتثمين لدوره السياسي البناء لصالح العراق وشعب كردستان. كما أتوجه بالتحية للسيد رئيس الإقليم، الأستاذ مسعود بارزاني ولكل القيادات الكردستانية المؤمنة بالديمقراطية.
كل نوروز، وعراقنا وإقليم كردستان بخير.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق