CET 21:19:09 - 29/09/2009

أخبار وتقارير من مراسلينا

الجزء الأول
مشاهدة
تحميل

خاص الأقباط متحدون
تبدأ القصص عادة من البداية ولكن قصتنا هذه لا نستطيع أن نرويها إلا من النهاية فهى ببساطة نهاية إنسان شاب في الثلاثين من عمره مشهور بالبشاشة وروح المرح، محبوب من الكل، لم يكن له أعداء من أدنى نوع، لأنه مسالم من أرقى نوع.
من جنازة حنافي يوم الأحد 27/9/2009 اتجه مع أثنين من أخوته وابن أخيه الأكبر قاصدون مدينة ملوى والتى تبعد عن بلدته بحوالى 28 كم فرحين مبتهجين والآمال تملا قلبهم فهم كانوا ذاهبين إلى مدينة ملوى لإتمام الاتفاق على مراسم خطوبة ابن أخيه الأكبر (أشرف).
فذهبوا بملابسهم الجديده، علامة على فرحتهم، وهم في موقف السيارات ببلدة دلجا وجدوا سيارة ربع نقل وسائقها ينادى (ملوى) فلأنهم لم يجدوا سيارة أخرى ركبوا تلك السيارة، ومر الوقت والسائق لا يريد القيام برحلته بحجة العدد لم يكتمل، أما هم فلأنهم مرتبطين بميعاد مع...... فطلبوا من أن يعجل بالقيام بالسيارة ليلحقوا بميعادهم فلم يجدوا إلا لا مبالاه من هذا السائق الذى ترك سيارته وجلس على المقهى فوجدوا سيارة ميكروباص سائقها ينادى على نفس الخط (ملوى) فأستقلوا ذلك الميكروباص، وهنا نجد شيئاً غريباً حدث ذلك السائق الجالس على المقهى يهم مسرعاً نحو هولاء الأخوه، وبكل أنواع الأهانة والسب والقذف، وكلمات التعيير بإعتبارهم مسيحيين، ويقول: (إزاى تسيب عربيتى يا خواجه يا مهلوك وتركب عربيه تانيه) وهنا أجتمع كل من في الموقف وبالطبع في هذا اليوم لا يوجد سائقين مسيحيين لأن يوم الأحد هو يوم راحتهم وأجتمع الماره في الشارع لم يسألوا ما هو الموقف الذى أدى إلى كل هذه اللعنات، فكل ما فكروا فيه هو (مسلم يتشاجر مع مسيحى) وجاء أيضاً أخوته الذين كانوا برفقته في المقهى واجتمع الكل على هولاء المساكين الذى لا حول لهم ولا قوة، فلا يوجد معهم أى شئ يدافعون به عن أنفسهم أمام (السنج- والمطواي - والسكاكين – ومواسير الحديد) كل هذه الأشياء تكون بصحبة سائقى تلك البلدة بالأضافة إلى أسلحة الطوارئ (الألى – المسدسات – والذخيرة) ومكان إخفاء تلك الأشياء خلف كرسى الكابينة، لم تمر سوى ثوانى قصيرة لكن حدثت أشياء كثيرة فكل هذا الجمع هجم على المجموعة الصغيرة وكأنهم وجدوا فريستهم انهالوا عليهم بالضرب والقذف والسب، فأستغل ذاك السائق هذه الفرصه وصوب مطواه في ظهر حنا ليلتف وينظر إلى الوراء ليصعقه بطعنة أخرى في صدره، ليقع هذا على الأرض من شدة النزيف.
لافتات المطالبة بالقصاصأما عن أخوته وابن أخيه كانت اصابتهم في تلك الأثناء، فكثرة العدد وكثرة الأسلحة البيضاء، وأخذهم على غفلة دون وعى . كل هذه عوامل أدت إلى اصابتهم في ذلك اليوم في تمام الساعة الثانيه بعد الظهر وبعد ذلك مضى كل ذاك الجمع وتركوهم بين حى وميت.
وذاع الخبر إلى أن وصل إلى باقى أخوتهم الذين كانوا بالمنزل ولم يكونوا معهم فجاءوا وأخذوهم إلى مقر الوحدة الصحية بدلجا فوجدوا بابها مغلقاً فأتجهوا إلى مدينة ديرمواس حيث المستشفى الأميري ودخلوا الاستقبال وكان حنا مغشياً عليه ثم لفظ أنفاسه الأخيرة هناك والباقون أسعفوهم وحجزوهم بالدور الثالث بالمستشفى ولكن خبأو خبر موت حنا على الجميع إلى أن جاءت قوات الأمن وطوقت المستشفى بعد أخراج جميع أهالي المصابين خارجاً.
وفي تمام الساعة الثامنة مساءاً جاء نائب مدير أمن المنيا فطلب ذاك الجمع الأذن بدخول شخص أو شخصين للاطمئنان على المصابين لانهم بالداخل وحدهم، فسمح بدخول أثنين وأجلسهم بالاستقبال لمدة ساعتين لم يروا فيها حنا، ثم جلس معهم وأخبرهم بالفاجعة الكبرى أن حنا انتقل إلى رحمة الله، وهنا كانت الصاعقة على رأس من كانوا بالخارج فقد كان أكثر من ألف شخص ينتظرون ويأملون شفاء حنا، لكنه لم يحدث، فصاح الكل بالبكاء والعويل والصرخات والآهات والبعض كان صامتاً والبعض يهدى من روع الأخرين.
لافتات المطالبة بالقصاصوأستمر هذا الحال إلى ثانى يوم إلى أن جاء الطبيب الشرعى في الثانية عشر ظهراً ثم أنتهى من عمله في الواحدة بعد الظهر.
وجاء موعد الدفن أكثر من خمس عشر سيارة على كل منها نحو ثلاثين شخصاً.
ودخلوا به البلدة وكان الصمت هو سيد الموقف الى أن وصلوا به الكنيسة يصلى عليه، فوجيئوا ببعض من المسلمين الذين يحملون الحجارة ويحدفون بها المسيحيين وينادون لا إله الا الله............إلخ ) فرد عليهم المسيحيين بالروح بالدم نفديك يا صليب.
ولكن مع التكتل الأمنى الذى شهدته الحادثه لم تحدث مواجهات مباشرة ثم أخذ الجثمان إلى مسواه الأخير ( المقابر ) وفي صمت وسرعة لم تشاهد من قبل ثم عاد الكل إلى منازلهم .زوجته لا تنطق وتبدوا عليها علامات الشلل النصفى وأخيه معزوز أيضاً لا ينطق.

لماذا قتل حنا؟
ما الذى أخطأ فيه الأقباط حتى يجدوا كل هذه الأهانة والسب واهدار الدماء واستباحة قتلهم؟
من وراء كل هذا؟
وإلى متى يستمر الوضع؟
وماذا يكون القصاص من الجانى؟
السائق الذى قتل حنا هو نايل منصور سحرب . مساعدوه الذين؟
أصابوا ماهر أمين – موريس أمين – وأشرف ماهر – هم علاء منصور سحرب – وإبراهيم منصور سحرب.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢٥ صوت عدد التعليقات: ٩٠ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع