أراخنة متراخنة

شريف منصور

بقلم: شريف منصور
قبل البدء في موضوع اليوم أود أن أشاركك عزيزي القارئ معي في معرفة كلمة "أرخن" معناها ومصدرها. ووجدت موقع كنيسة القديس تكلا (الرائع) به معجم المصلحات القبطية ومن ضمن معنى كلمة أرخن.

الأرخُن
مفرد: أرخن، أرخن جمع أراخنة، الأراخنة باليونانية: αcων أي chief.
تُنطَق: أرْخُن (أرخون)، بوضع ضمة على الخاء.
أرخن هي كلمة يونانية تعني "حاكم - قائد - آمِر - رئيس - رُبَّان"، وانتقلت الكلمة كما هي إلى اللغة القبطية.  والقديس إسطفانوس الشهيد يدعو موسى النبي "رئيسيًا وفاديًا" (أعمال 7: 35)، كما أن الشيطان يُدعى "رئيس هذا العالم" (يوحنا 12: 31؛ 14: 30؛ 16؛ 11).  وفي الليتورجية القبطية يُدعى رئيس الملائكة ميخائيل "أرخن السمائيين"، أي "رئيس السمائيين".
وتُستَخدَم الكلمة في المصطلح الكنسي حالياً لتفيد معنى الرجل العِلماني المُتقدَّم بين شعب الكنيسة، فالأراخنة هم مقدِّمو الشعب، فإلى جانب مراكزهم الروحية والتقوية التي تجعل منهم قدوة صالحة لكافة العلمانيين في الكنيسة، فهناك أيضًا مراكزهم الاجتماعية التي تؤهِّلهم لخدمة الكنيسة.

كما ورد ذِكر الأراخِنة أيضًا في قوانين "هيبوليتس": "إذا عمل أحد الأراخنة وليمة أو عشاء للفقراء، فليكن الأسقف حاضِرًا وقت إيقاد السراج، وليقم الشماس ليوقِده..".  وورد ذِكرهم أيضًا في القانون الثاني من قوانين البابا أثناسيوس بطريرك الإسكندرية.
بعد هذه المقدمة المبسطة أود أن نناقش معًا معني الكلمة في الحاضر. هل الأرخن هو من يملك الكثير من الأموال ويركب سيارة فارهة ويمتلك منزلاً كبيرًا و لديه كل نعم الحياة؟ هل الأرخن هو مَن يمتلك كل شيء مما ذكرنا من قبل ويقدم الناس قبله ويقبل أن يغسل أرجلهم ويمسح بلاط الكنيسة ويعمل من كل قلبه وروحه علي إسعاد أهله وعشيرته ويعطي سلامًا في المكان الذي يحل فيه؟

السبب في التعريف السابق هو أننا في عالمنا الحاضر، أصبح الفقر ليس هو المعيار الوحيد لكي يقدم من يستطيع إلي الذي ليس عنده.
من وجهة نظري المتواضعة أن الأرخن هو الإنسان الذي يعطي من كل قلبه ووجدانه للشعب غير منتظرًا مكانه أو شكر لا من الشعب ولا من الأساقفة.
ويحضرني تفسير معنى الكنيسة مرة أخرى، إن كلمة كنيسة بحدّ ذاتها هي كلمة غير عربية أصلاً، بل مشتقه من اللغة السريانية واليونانية. فالكلمة السريانية معناها "مجمع"، أما الكلمة اليونانية المستعملة في العهد الجديد، من الكتاب المقدس فهي "اكلسيا" أو "اكليزيا" وتعني مجمع المواطنين في بلاد اليونان الذين كانت الحكومة تدعوهم للتشريع أو لأمور أخرى (أعمال 19 :32 و41).

وتخليصًا في أربعة نقاط للمعني في كل الأبحاث وببساطة لكي نتذكر معنى كلمة كنيسة:
1. بمعنى المكان الذي يجتمع فيه المؤمنون للعبادة.
2. بمعنى جماعة المؤمنين - أي الكنيسة الجامعة جسد المسيح.
3. بمعنى جماعة من المؤمنين في بلد معين أو مكان معين، مثل كنيسة أورشليم وكنيسة أنطاكية وكنيسة كولوسي وغيرها.
4. بمعنى جماعات صغيرة تجتمع للعبادة في بيت أحد المؤمنين مثل الكنيسة التي في بيت إكيلا وبرسكلا وبيت فليمون.
وبناء عليه هل أراخنة اليوم يخدمون المكان الذي يجتمع فيه المؤمنون للعبادة ويخدم جماعة المؤمنين في بلد معين وهل بيته كنيسة مصغرة؟
إذًا هذا هو معنى كلمة أرخن وما تحمله من معاني سامية تصل به إلى هذه التسمية.
في شروط عضوية أحد المنظمات القبطية الجديدة يشترط أن يكون العضو أرخن؟ فوجدت من باب الأدب أن أنبه من وضع شروط العضوية، أن شروطهم قد لا تنطبق عليهم إلى حد كبير مع كامل ووافر احترامي لهم جميعًا. وعليهم تقديم شهادة من خادم الكنيسة التابعين لها أنهم أرخن معتمدين بختم ما.