أنفلونزا الخنازير تفضح تناقض "جماعة طظ"

محمد زيان

جهاد عودة: ليس لديهم برنامج واضح ويعارضون من أجل المعارضة.
اللواء فؤاد علام: تاريخهم مليء بالجدل العقيم.. ولا يقدمون حلولاً.
حسن ترك: يناقضون أنفسهم في كل أزمة وأنفلونزا الخنازير فضحت ازدواجيتهم.
تحقيق: محمد زيان – خاص الأقباط متحدون


كعادتها استغلت جماعة طظ انتشار فيروس أنفلونزا الخنازير في مصر وراحت ترفع شعار الإسلام هو الحل في مواجهة الخنازير واستخدمت المعارضة للحكومة من أجل الحصول على مكاسب سياسية وكسب تعاطف الرأي العام، فقالت في اجتماع لكتلتها البرلمانية في 28 أبريل المنصرم: "إن انتشار المرض أشبه في خطورته بالقنبلة الذرية والهيدروجينية بل ويتجاوزها"، وعادت الجماعة في موقعها على الإنترنت ونشرت إحصاء يقول إن 92.8% من رواد الموقع يرون أن منع العمرة مخالفة دستورية...الخوف يسيطر على الشارع المصري خوفًا من انتشار فيروس أنفلونزا الخنازير خاصة بعد إعلان بدء الدراسة رسميًا 3 أكتوبر القادم
سألنا الخبراء والمتخصصين عن المعارضة الإخوانية لمنع العمرة في الوقت الذي قالت كل المؤشرات بأنه الأسلوب الأمثل لتلافي انتشار المرض، وهل الإخوان يعارضون من أجل المعارضة؟ أم لأنهم يمتلكون برنامجًا سياسيًا واعيًا للتعامل مع الأزمات؟ ولماذا كل هذا الجدل حول الأمراض؟ وهل يعني ذلك أن الإخوان يستغلون أمراض المجتمع ومصائبه لتحقيق الظهور ومحاولة الوصول إلى الكراسي تحت القبة؟

معارضة
جهاد عودة "أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان" يؤكد أن الجماعة المحظورة تعارض لمجرد المعارضة، وإلا فلو كان لديها برنامج سياسي واضح لقدمته للمجتمع وطرحته وتركت الآخرين هم الذين يحكمون عليه، لكنها لا تمتلك أيًا من أدوات الممارسة السياسية الحقيقية بل تعمد إلى رفع شعارات دينية متطرفة من شأنها اللعب على العاطفة الدينية فقط لأن الشعب المصري متدين بطبعه.جهاد عودة "أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان" يؤكد أن الجماعة المحظورة تعارض لمجرد المعارضة
ويرى أن قيام الإخوان بعمل استطلاع على الموقع الخاص بهم ليس بمعول للقياس عليه أو الأخذ به لأن هذا الاستطلاع لم يصدر عن مؤسسة موجودة بالفعل، ومن ثم فالذين يصوتون على موقع الإخوان هم بالضرورة من أعضاء هذه الجماعة ويأتمرون بأوامرها وأوامر المرشد العام، ولذلك لا يمكن الأخذ به كدليل على انتشار حالة ما في المجتمع.
أما ما قاله استطلاع الإخوان من أن الغالبية ترفض قرار الحكومة بمنع الحج والعمرة فيذهب عودة إلى أن الإخوان يعارضون أفكارهم في بعض الأحيان ويفعلون أشياء تعبر عن ازدواجيتهم في مواقف كثيرة، فهمم تارة يؤيدون الإجراءات الحكومية للوقوف في وجه انفلونزا الخنازير وتارة أخرى يقولون أن منعها للعمرة خطأ وتارة ثالثة يقولون أن أنفلونزا الخنازير تلحق بخطر القنبلة الذرية إذا انتشرت، وهنا يبدو التناقض الكبير في فكر الإخوان والتعامل مع المواقف التي تمر بها مصر ودورهم في إثارة الأفكار المتطرفة والتخريب الفكري لعقول الشباب بدعوى ممارسة المعارضة السياسية.

تناقض
أما اللواء فؤاد علام فيشير إلى التناقض الواضح في آراء الإخوان على مدار تاريخهم لتحقيق مكاسب سياسية مستغلين أمية الشعب وعدم القراءة، وهذا ما اللواء فؤاد علام يؤكد على التناقض الواضح في آراء الإخوان على مدار تاريخهم لتحقيق مكاسب سياسية مستغلين أمية الشعبتربّوا عليه من جدال عقيم حول المشكلة الواحدة ليخرجوا في النهاية بأنهم الأحسن والأكثر دراية في عيون البسطاء وهذا ما يعنيهم، ولا تعنيهم تنمية ولا تقدم ولا تحقيق نجاح للمجتمع إلا أن يكونوا هم على قلب هذا المجتمع وهم على الكراسي وفي السلطة.
يشير علام إلى استراتيجية الإخوان المتمثلة في استغلال الأزمات الموجودة في المجتمع وإثارتها بطريقتهم الخاصة ومن منظورهم الخاص، واللعب على ثقافة المجتمع البسيطة مستغلين الوازع الديني عند المصريين وتحريكه بطريقتهم الخاصة والمعهودة ليوهموا البسطاء أنهم يمتلكون الحلول السحرية وهم لا يمتلكون إلا الشعار فقط.
ويتساءل علام: "إذا كان الإخوان يملكون برنامجًا وحلاً لهذه المشكلات أو تلك فأين هم من هذه الأزمات؟ أم أنهم سيكتفوا فقط بدور المهيج والذي يصطاد في الماء العكر؟ وأين هو البرنامج السياسي لديهم الذي يقولون به منذ سنوات بعيدة؟ وهل يستطيع الإخوان إدارة أزمة بالفعل؟ أم أن الشعار الذي يرفعوه هو الحل لكل مشاكل الكون؟ أم أن المسألة كلها هى استثمار مشاعر الناس وعواطفهم الدينية من منظور توظيفها انتخابيًا؟ بمعنى المعارضة من أجل المعارضة.
يلخص علام ما يفعله الإخوان بأنه ضحك على الغلابة الذين يعتقدون أن ممارسة الجدل الذي يقوم به الإخوان هو أمر منتج لكنهم يجادلون في تحقيق أهدافهم السياسية فقط وليذهب المواطنين إلى الجحيم.

أزمة
حسن ترك "رئيس حزب الإتحادي الديمقراطي" يؤكد أن الإخوان يظهرون في كل أزمة ويرفعون شعار الإسلام هو الحل، مستغلين الأمراض التي ظهرت في المجتمع ليثيروا الفتن، وإثارة المواطنين واستغلالهم لحسابات خاصة بهم وبتواجدهم السياسى فقط، ولعل هذا هو ما تم بالفعل في أعقاب أزمة أنفلونزا الخنازير التي يلعب الإخوان بها الآن كورقة سياسية للمعارضة تحقق لهم مكاسب في الانتخابات القادمة، وهم في ذات الوقت يناقضون أنفسهم لأن منطق الإخوان قائم على قلب الحقائق وتزييف المعرفة للوصول إلى أهدافهم السياسية، ناهيك عن انتهاك المواطنين وحقوقهم من خلال النظر إليهم على أنهم مجرد صوت انتخابى يراهنون به في أثناء العملية الانتخابية فقط، ولا يعنيهم الناس من قريب أو بعيد وإنما كل ما يعنيهم السلطة ومحاولة السيطرة عليها وليذهب المواطن إلى الجحيم.
ويؤكد ترك أن أنفلونزا الخنازير مرض خطير لكن الأخطر منه أن يستغله الإخوان لتدمير المجتمع وتحويله إلى مجتمع فتنة وقتل وطائفية، وأن يلجأ الإخوان لتطويع المشاكل الموجودة في المجتمع واستغلالها لتحقيق مكاسب سياسية استخدموه أيضًا كنوع من الدعاية لهم، فهم يستخدمون البلايا والمصائب التي يقع فيها المجتمع لمعارضة الحكومة فقط واستعراض عضلاتهم السياسية دون تقديم حلول حقيقية للمشكلة ويبقى الأمر مجرد ظهور إعلامي ومعارضة من أجل المعارضة فقط.