عرض/ سامية عياد
موت المسيح لم يكن موتا للحياة ولكن حياة للموت ، فالموت لم يصمد أمام قوة الحياة التى فيه ، والقيامة جعلت موته ذبيحة وليس استشهادا ، قوة وليس ضعفا ، مجدا وليس خزيا ، فخرا وليس عارا ..
 
هكذا حدثنا القس إبراهيم القمص عازر راعى كنيسة الأنبا بولا والأنبا انطونيوس ببنى سويف فى مقاله "رئيس الحياة" موضحا أن الرب يسوع اختار بإرادته أن يكون ذبيحة عن خلاص العالم واختار الصليب ليموت عليه وكانت رسالته للجموع السائرة خلفه هو حمل الصليب بفرح وشكر ، لقد سعى إليه بكل حب وفرح ، فلم يمنع يهوذا من تسليمه ، لم يهرب أو يختبىء ، اعترف ولم ينكر أنه هو المسيح لم يقم بأية معجزات طوال فترة محاكمته ، ولم يظهر قوة لاهوته ومجد طبيعته ، احتمل الألم والإهانة والمعيرة ، ثم رفع على عود الصليب ليقر فرحا "قد أكمل" وعندما قام احتفظ بعلامات صليبه علامات حبه فهو عاش ليموت .
 
نعم جاء الرب يسوع ليموت بإرادته وتدبيره الأزلى ولكن موته لم يكن النهاية لأنه قام من بين الأموات فى اليوم الثالث ووهبنا الحياة ، وقد أعلن الرب يسوع فى مرات كثيرة بأنه هو القيامة والحياة وكل من آمن به لن يموت ولعازر أقوى شاهد على تلك الحقيقة ، كانت حياته أقوى من الموت ، لم يقدر الموت أن يبتلعه مثلما ابتلع الألوف من قبل بل حياته هى التى ابتلعت الموت ، قام حقا قام وجعل الحياة هى العطية الثمينة التى استودعها فى الكنيسة بالروح القدس ، قام حقا قام وصارت قيامته سر عزائنا وينبوع فرحنا ، بقيامته صار الموت مشتهى المؤمنين المستعدين .
 
المسيح مات ولكنه بالحقيقة قام وفى سفر الرؤيا يتكلم الرب إلهنا مع يوحنا الرائى قائلا : "كنت ميتا وها أنا حى" .. نعم إلهنا هو الحياة وواهب الحياة لمن يريد..