انتشرت أغانية مع أحمد فؤاد نجم.. وتم إعادة غناء أغانية بعد ثورة يناير
 
كتب - نعيم يوسف
في مثل هذا اليوم منذ 101 عاما، وبالتحديد في 2 يوليو 1918 ، ولد إمام محمد أحمد عيسى، والمعروف بـ"الشيخ إمام"، أحد أشهر المغنين الذين عاشت أغانيهم بعد وفاتهم بعشرات السنوات، ولعل أبرز وأشهر ما غنى أغنية "بقرة حاحا".
 
الطب البلدي يفقده بصره
ولد "إمام"، في قرية أبو النمرس، بمحافظة الجيزة لأسرة فقيرة وكان أول من يعيش لها من الذكور، ثم أنجب والداه طفلين أخرين، وفي سنته الأولى أصيب بالرمد في عينيه، ولكن نتيجة للوصفات البلدية الخاطئة فقد بصره، وأراد والده أن يكون يكون ابنه شيخاً كبيراً، لكنه كان قاسياً في معاملته، وقضى إمام طفولته في حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ عبد القادر ندا رئيس الجمعية الشرعية بابى النمرس وكانت له ذاكرة قوية، إلا أنه كان يندس في مواسم الأفراح والحج، وسط الحريم ليسمع غناءهن فنشأ صاحب أذن موسيقيه.
الاستماع للإذاعة يفصله من الجمعية الشرعية
في الجمعية الشرعية علموا أنه كان يستمع للإذاعة، وكان هذا من المحرمات، ففصلوه منها، وعندما بحث عنه والده فوجده يقضى نهاره في الحسين وليله في الأزهر حيث كان ينام، فأهانه وضربه وحذره من العودة لقريته مرة أخرى، وبالفعل لم يعود حتى وفاة والده.
 
عاش وعمل مع بعض المنشدين في حي الغورية، وبعدها تعرف على الشيخ زكريا أحمد، وكان الأخير لا يحب الحفظ، فوجد في "إمام" ضالته، حيث كان يحفظ له الأغاني التي يلحنها لأم كلثوم، حتى بدأت الألحان تتسرب قبل أن تغنيها كوكب الشرق، فقرر "زكريا" الاستغناء عنه، وهنا قرر "إمام" أن يتعلم العزف على العود والتلحين، وفيما بعد تحول لمغني وخلع اللبس الأزهري، وارتدى ملابس مدنية.
لقاء فارق.. والأمن يطاردهم
التقى مع الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم في عام 1962، وكان هذا لقاءا فارقا، وبدأت الثنائية بين الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم وتأسست شراكة دامت سنوات طويلة، ثم انضم لهم عازف الإيقاع محمد على، وغنوا أغاني عاطفية، وبعد 1967، طرحوا عدد من الأغاني الساخرة من الأوضاع تارة، والحماسية الوطنية تارة أخرى، انتشرت قصائد نجم التي لحنها وغناها الشيخ إمام كالنار في الهشيم داخل وخارج مصر، فكثر عليها الكلام واختلف حولها الناس بين مؤيدين ومعارضين، في البداية استوعبت الدولة الشيخ وفرقته وسمحت بتنظيم حفل في نقابة الصحفيين وفتحت لهم أبواب الإذاعة والتليفزيون، ولكن سرعان ما هاجموا الأحكام التي برأت المسئولين عن النكسة، وفي عام 1969 تم القبض على "إمام" و"نجم" بتهمة تعاطي الحشيش، ولكن الأمن ظل يلاحقهما ويسجل أغانيهم حتى حكم عليهما بالسجن المؤبد ليكون الشيخ أول سجين بسبب الغناء في تاريخ الثقافة العربية.
هدوء حتى الرحيل
تم الإفراج عنهم بعد اغتيال السادات، ولكن بدأت الخلافات في هذه الفترة تدب بين ثلاثى الفرقة الشيخ إمام ونجم ومحمد على عازف الإيقاع لم تنته إلا قبل وفاة الشيخ إمام بفترة قصيرة، وفى منتصف التسعينات آثر الشيخ إمام العزلة في حجرته المتواضعة بحي الغورية حتى توفي في هدوء في 7 يونيو 1995.
 
بعد ثورة 25 يناير، تم إعادة غناء عدد من أغانية، مثل بقرة حاحا، ومصر يامة يا بهية، وجيفارا مات، وشيد قصورك، وانا رحت القلعة و شفت ياسين.