بقلم : د . مجدى شحاته
جاءت المشاركة المصرية فى قمة العشرين التى عقدت فى اوساكا اليابانية منذ أيام ، مميزة ولافتة حيث تؤكد بأن مصر دولة محورية فى المنطقة لها ثقلها السياسى ومكانتها فى المجتمع الدولى .
 
جاءت تأكيدا على استقرار الاوضاع السياسية والاقتصادية فى مصر، فى الوقت التى تشهد فيه الكثير من دول المنطقة عدم الاستقرار السياسى والامنى والاقتصادى .
 
ولا شك كان للأجراءات الجريئة والاصلاحية التى اتخذتها مصر بعد ثورة 30 يونيوومواجهة الكثير من التحديات التى كانت تقف عائقا امام التقدم الاقتصادى خلال عقود طويلة كانت تقدم خلالها الحكومات السابقة المسكنات للشعب التى لاتفيد او تشفع سواء على الامد القصير او البعيد .
 
واليوم بعد قمة العشرين التى حفلت بالملفات الساخنة والتى ناقشها وتناولها قادة الدول المشاركون والذين يمتلكون أضخم اقتصاديات العالم وتمثل 80% من الاقتصاد العالمى اقروا " التجربة المصرية الناجحة " من خلال المحاولات الجادة فى القضاء على الارهاب واعادة الامن والاستقرار وارتفاع معدل التنمية الاقتصادية فضلا عن زيادة معدلات الاحتياط االنقدى الاجنبى وفقا لتقارير المؤسسات العالمية وصندوق النقد الدولى .
 
ذهب الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي بناء على دعوة رسمية من القمة ممثلا للدول العربية والقارة الافريقية .
 
ومن منطلق ترأسه للأتحاد الافريقى كان لحضور الرئيس السيسي أهمية كبرى نظرا لما تمثله القارة السمراء من سوق بالغة الاهمية لهذه المجموعة من دول القمة فى العالم ، كما كان للرئيس السيسي رؤية واضحة لمشكلات المنطقة العربية والقارة الافريقية حيث كان يحظى باحترام واهتمام قادة ورؤساء القمة لموقف مصر الواضح والثابت تجاة الحرب ضد الارهاب فى مصر والمنطقة ، فى نفس الوقت الذى يبنى فيه بلده ويحدثها ويطورها بكفاءة وسرعة غير مسبوقة . كان الرئيس السيسي يقف بشموخ جيش قوى يحمى ويعمر .. يقف بشموخ ثورة شعبية خرج فيها عشرات الملايين فى أكبر حشد بشرى شهده التاريخ ، يرفض الفاشية الدينية فى وطن عظيم له حضارته وكيانه وهويته .
 
وطن لا يعرف سوى التعايش السلمى فى اطار المحبة والتسامح والعيش المشترك . وطن يفتح ذراعيه بكل ترحاب وسعة صدر للدول الصديقة المجاورة التى تعانى من ارهاب ونزاعات داخلية يتقاسم معهم لقمة الخبز رغم كل التحديات الصعبة التى تواجهها مصر ، هذه هى مصر صاحبة الحضارات .. درة الشرق منذ فجر التاريخ .. واليوم .. والغد .
 
بالرغم من قصر مدة انعقاد القمة ، 48 ساعة الا انها كانت محورية وهادفة وبالغة الاهمية ، حرص خلالها الرئيس السيسي من عقد اللقاءات الثنائية واجتماعات قمة مصغرة على هامش قمة العشرين ، بغرض التعاون الدولى المشترك ودعم خطة الاصلاح الاقتصادى فى مصر وتشجيع رجال الاعمال فى الدول الكبرى من الاستثمار على الاراضى المصرية ومزيد من التفاهم على محاربة الارهاب فى المنطقة وسائر دول العالم ، فخرجت كافة اللقاءات التى 
 
اجراها الرئيس السيسي على هامش قمة العشرين منتقاة بعنابة فائقة لتحقيق المصالح المصرية والدول العربية والقارة الافريقية . بمجرد وصول الرئيس السيسي الى اوساكا أستهل بلقاء مع رئيس وزراء اليابان بغرض تعزيز العلاقات المتميزة بين البلدين خاصة فى مجال التنمية الاقتصادية والتعليم والثقافة والتكنولوجيا والطاقة والنقل ، بجانب المتحف المصرى الكبير الذى يمثل علامة بارزة للتعاون الثقافى والحضارى بين البلدين والذى يعزز بشكل كبير قطاع السياحة فى مصر .
 
وفى لقاء مع الرئيس الروسى فلادمير بوتين أكد الرئيس السيسي تطلع مصر العميق للعلاقات المصرية الروسية على كافة الاصعدة ، مشيرا فى هذا الصدد بالمشروعات القومية العملاقة التى يتعاون البلدين فى تنفيذها ومن بينها انشاء محطة " الضبعة " للطاقة النووية ومشروع المنطقة الصناعية الروسية بمحور قناة السويس ومناقشة الاستعدادات الجارية لتنظيم القمة الافريقية الروسية فى اكتوبر المقبل .
 
وفى لقاء هام مع ولى عهد المملكة العربية السعودية الامير محمد بن سلمان تناولا العديد من القضايا التى تهم منطقة الخليج ، وقد أكد الرئيس السيسي كما أكد من قبل ،أن امن الخليج من أمن مصر .
 
وفى لقاء آخر مع الرئيس الارجنتينى بحثا الرئيسان بعض الامور المتعلقة بامريكا اللاتينية . كما حضر الرئيس القمة الصينية الافريقية المصغرة ،التقى خلالها مع الرئيس الصينى والرئيس السنغالى ورئيس جنوب أفريقيا ، حيت أكد الرئيس السيسي على أهمية التنمية فى القارة الافريقية .
 
كما كان هناك لقاء مميز مع السكرتير العام للأمم المتحدة . فضلا على حرص الرئيس على عقد اجتماع موسع مع المستثمرين وكبار رجال الاعمال اليابانيين حيث دعى الشركات الكبرى ورجال الاعمال لمزيد من الاستثمارات فى مصر التى تنعم بالأمن والاستقرار وبنية أساسية راسخة .
 
وعلى ضوء قمة العشرين أجرى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب اتصالا تليفونيا منذ أيام مع الرئيس السيسي حيث تناولا عدد من الملفات الاقليمية ذات الاهتمام المشترك ، خاصة الوضع فى ليبيا مؤكدا تأييده للموقف المصرى الذى يدعم وحدة وارادة الشعب الليبى فى مكافحة الارهاب والقضاء على التنظيمات والمليشيات المسلحة التى تمثل تهديدا للأمن القومى ومنطقة البحر المتوسط . 
 
ان التواجد المصرى الفعال والمثمر فى قمة العشرين الذى شهده العالم ، يؤكد بكل الثقة على دور مصر المحورى والجوهرى فى منطقة الشرق الاوسط والعالم العربى والقارة الافريقية .