عرض/ سامية عياد
شدة المرض لم تمنعه من مواصلة الكرازة ، لكنه ظل يخدم بكل قوة ونشاط حتى النفس الأخير ، هو معلمنا بولس الرسول الذى رافقه المرض فى سن مبكر جدا ومع ذلك لم يعطله عن الخدمة بل اعتبره سبب بركة لحياته ..
 
القمص يوحنا نصيف راعى كنيسة العذراء شيكاغو فى مقاله "شوكة فى الجسد" حدثنا عن بركات المرض كما ذكرها القديس بولس الرسول ، أولا : المرض يحمى من الكبرياء ، فقد اعتبره القديس هبة من الله لكى يظل محفوظا فى الاتضاع ".. أعطيت شوكة فى الجسد .. لئلأ أرتفع .." ، ثانيا: المرض يحفظ تدفق النعمة والعزاء ، فقد عرف القديس هذا السر فهتف قائلا : "بكل سرور أفتخر بالحرى فى ضعفاتى ، لكى تحل على قوة المسيح ، .." ، ثالثا : المرض يقوى المحبة بين الناس ، فالقديس بولس كان يخدم وهو مريض فكان البعض يساعدونه بكل ما لديهم من إمكانيات فشهد لهؤلاء قائلا : ".. لأنى أشهد لكم أنه لو أمكن لقلعتم عيونكم وأعطيتمونى" .
 
لقد عانى القديس بولس الرسول من ضيقات كثيرة واضطهادات وأخطار لأجل المسيح لكنه تحمل فى فرح قائلا : "لأنى حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوى" ، هكذا كانت حياة كل آبائنا الرسل ومعظم الكارزين بل أيضا رجال الله الأمناء فى كل عصر ، فهم يخدمون بقوة كل فى موقعه ، لم يمنعهم المرض من مواصلة الخدمة ، فقوة عمل الروح القدس فيهم ترفعهم فوق المرض والألم وتجعلهم يخدمون بمحبة وفرح باسم الرب يسوع حتى أخر نسمة فى حياتهم .
 
علينا ألا نتوقف عند المرض كثيرا لئلا نيأس ونفقد رجاؤنا بالله بل علينا أن نعتبره سبب بركة لحياتنا كما اعتبره القديس بولس الرسول ، علينا بمواصلة الجهاد الروحى والخدمة قدر المستطاع ..