ريتشارد شتراوس، مؤلف موسيقي ألماني وأول مؤسسي المدرسة الحديثة، التي أثارت ضده المحافظين، كما أكسبته إعجاب بعض المناصرين وهو مولود في 11 يونيو 1864 في ميونخ وكان الابن الأول لفرانز جوزيف شتراوس، عازف الهورن الرئيسي في أوركسترا بلاط ميونخ لـ42 سنة.

 
بدأ والد الطفل شتراوس تعليمه الموسيقى من سن الرابعة، ثم استمر يدرس العلوم الموسيقية والتأليف حتى 1880وكان بعد التعليم الابتدائي قد التحق بمدرسة لودفيج في ميونيخ عام 1874، وبقى هناك حتى بلغ سن 18 ولم يذهب إلى أكاديمية الموسيقى،حيث ذهب من المدرسةإلى جامعة ميونيخ في الفصول الدارسية في الشتاء والربيع لأعوام 1882 و1883لقراءة الفلسفة وعلم الجمال وتاريخ الفن.
 
ومن سن 13سمح له بالعزف في مجموعة خلفية من الكمان وتدريجيا انتقل للصفوف الأمامية وقد شهدت الفترة بين عامي 1881 و1885 انتاجا غزيرا له ولكنه بدأ يكتب المؤلفات الصغيرة قبل ذلك بكثير.
 
وفي1881 قدّم أولى سيمفونياته، ثم كونشرتو «للفيولينة»وهماما أكدا للوسط الموسيقي في ميونيخ نبوغ هذا الشاب ولما عُيّن شتراوس قائدًا لأوركسترا أوبرا ميونيخ وتبني فلسفة التجديد والجرأة، فكان أول مؤسسي المدرسة الحديثة وفي 1904 سافر لنيويورك وأذهل الجماهير بسيمفونية «جبال الألب» التي استعمل فيها مع الأوركسترا أجهزة وماكينات لإحداث أصوات الريح القوية والرعد ليصوّر العاصفة.
 
ثم كتب أوبرا «سالومي»، ولما عُرضت في نيويورك عام 1907 أثارت سخط المستمعين لما فيها من عنف وجرأة فمُنع عرضها ثم كتب أوبرا «إلكترا» بأسلوب أقل عنفًا عن سابقتها وكأنه خضع لرأي الجماهير وكانت آخر أوبراته «النزوة» في 1942.
 
ولقد كانت حياة شتراوس سلسلة من الترحال المستمر حتى آخر أيامه، وعلى الرغم من ذلك فقد كتب خمسة عشر أوبرا، وباليهين، و3 سيمفونيات، وكونشرتو «للفيولينة»،وآخر لـ«الكورنو» والعديد من الأغاني، ومؤلفات صغيرة للبيانو وغيرها إلى أن توفي «زي النهارده» في 8 سبتمبر 1949، وأحد آخر تعليقاته كانت مميزة قالها لزوجة ابنه «الموت يشبه ما كتبته عنه في قصيدي السيمفوني الموت والتجلي».