كتبت - أماني موسى
قال الإعلامي مفيد فوزي، أنه في أحد السنوات حين كان صحفيًا بمجلة صباح الخير، ترصد حادث اختفاء زوجة من زوجها في الشارع، حيث قيل أنها هبطت في فتحة من الأرض وقد أجريت 20 حوارًا في صباح الخير بحثًا عن هذه الزوجة، واضطررت أن أدخل فيما يسمى خطف الجن، وهو شيء لا أحسه ولا أعتبره ولا أقيم له وزنًا، وحينها ارتفعت نسبة مبيعات المجلة بطريقة مهولة، فاكتشفت أن الناس تعيش في أعماق هاجسين، وديها جانب غيبي وتحب أن تعرف ما الغموض الذي يكتنف أحيانًا بعض الأحداث.

وأضاف في لقاءه على قناة بي بي سي، ببرنامج "المشهد"، عن علاقته بالبابا شنودة، قائلاً: "كنا ثلاثة نجتمع معه كل أسبوع، الأستاذ الدكتور أسامة الباز، الأستاذ الدكتور غالي شكري، وأنا، وكان د. أسامة الباز يعطيه فكرة عن تيارات العالم السياسية، وغالي شكري كان يحيطه بالأدب والحركة الفكرية، وأنا كنت أنقل له مشاعر المسيحيين وأهمها الطلاق والزواج الثاني، وكان يقول لي بالحرف "مفيش جواز تاني في المسيحية"، فأجيبه "يا سيدنا بعض المرونة الذهنية يا سيدنا"، فيقول لي "جبتها منين المرونة الذهنية دي؟
وأكدت له بعض المرونة لن يضر أقباط مصر.

وتابع، حين عزله الرئيس الأسبق السادات وقال بالإعلام "شنودة عايز يبقى زعيم"، تأذيت جدًا، حتى من اللهجة، شنودة دون اللقب لا يوجد بها أي لياقة، فالبابا له هيبته وجلاله كرئيس كنيسة مصرية، لها تاريخ طويل، وكان البابا شنودة رجل ذا فكر وتاريخ ومثقف وشاعر، ولا أظن أن البابا شنودة كان يسعى وراء زعامة أو غيره.

وشدد بقوله، عاش البابا شنودة مفكرًا، واجتماعه بنا يعكس إرادته أن يعرف تيارات العالم وماذا يريد أقباط مصر.

وعن عهد مبارك، قال فوزي: أن الحرية في عهد مبارك كانت أكثر من عهد سابقه الرئيس السادات، وحين اجتمع السادات مرة معنا كصحفيين، قال للدكتور جمال أبو النجا "خد بالك من اللي بيكتبه مفيد فوزي، فسألته: "ليه يا ريس؟"، فقال "لأنه بيكتبه بمعنيين"، وعليك أن تتخير المعنى.. فأجبته" أنت يا ريس علمتنا أيام ما كنت بدار الهلال، فقال "أنت يا واد فاكر تاريخي؟"، فأجبته طبعًا يا ريس.. وتابع، كان الرئيس السادات يحب المديح الذكي.

وعن ثورة 23 يوليو، قال فوزي: كنت وقتها طالب بكلية الأداب قسم إنجليزي، ورأيت وزملائي دبابات بالشارع، وكنا نتساءل : هو في إيه؟ ثم سمعنا صوت فهمي عمر بالراديو يقول بيان الجيش.

مستطردًا، 23 يوليو لم تكن انقلابًا من الشعب، كانت انقلابًا عسكريًا من الضباط الأحرار، وحول شعوره آنذاك، قال فوزي: لم أكن استشعر قسوة الملكية، فلم يأتنا يومًا ضابط يلقي القبض على أحد أفراد العائلة، فلم نشعر بأن الملكية فيها شيء من الطغيان، ربما حدث هذا للأحزاب، ثم فهمنا فيما بعد أن القضاء على الأحزاب كان أول مطالب الملكية، وفهمنا بعد شهور قليلة الإصلاح الزراعي، ثم تحديد الملكيات، إذًا جاءت الثورة بخطة.

وعن نكسة 67، قال فوزي: وقتها كنت في مصر، وبكيت وكنا في بيت الفنان الراحل عبد الحليم حافظ نبكي بحرقة، والأبنودي وكمال الطويل، وكنا حيارى يتامى.

وكانت أغنية عدى النهار لعبد الحليم كبلسم لحجم الجرح والألم الذي عاناه المصريين جراء النكسة.

وحول عدم تأييده لثورة 25 يناير، قال: لم أؤيدها لأني أدركت الفولة، كما يقول المصريين، الثوار اللي بتتكلمي عليهم كانوا مقدمة حقيقية ناجحة للإخوان.
وأوضح أن الإخوان في وقت حكم مصر قاموا بمنع برنامجه "حديث المدينة: وأصدرت الأوامر بإيقافه ولم تذع الحلقة، وخرجت بهدوء شديد ، وأخبروني أنه بسبب عدم وجود إعلانات، فأخبرتهم أن برنامج حديث المدينة له أكثر من 21 سنة.

وأشار فوزي إلى أن مسيرته العملية حافلة بعدة لقاءات مع كبار الكتاب الذين اثروا الفكر المصري وشكلوا وجدان الشعب المصري، منهم نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وغيرهم.

وكشف أنه ألتقى توفيق الحكيم بالمستشفى وقال له: أنا استعد للقاء ربي، بلا خوف، كتبت كل ما أريد وقلت كل ما أريد، وفي حينها كشف له فوزي عن خوفه من الموت والفراق، فأجابه العقاد: أنا الآن ما عاد لي أحباء، فاندهشت وقلت له "كل هؤلاء الأحباء من كل العالم العربي"، فرد الحكيم "سأفتقدهم".

وعن لقاءه مع الراحل نجيب محفوظ، أوضح أنه كان من المقرر أن يلتقيه في أوسلو في حفل تكريم، لكنه لم يأت واستلمت بناته الجائزة نيابة عنه، ويذكر موقف أن نجيب محفوظ طلب منه احترام الفنان الشعبي محمد عدوية باعتباره صوت الحارة المصرية.