كتب - نعيم يوسف
بعد تعرض الشابة الفلسطينية إسراء غريب، للقتل بحجة "الشرف" ناقش برنامج "جعفر توك"، المذاع على قناة "دويتشة فيلة" الألمانية، قضية "جرائم الشرف" في المجتمعات العربية.

قصة فتاة ليبية
وقالت نعيمة الغويل، طبيبة ليبية تعرضت للعنف، إن الصرخة التي أطلقتها "إسراء" تمثل صرخات الكثير من النساء، وتمثل صرختها هي نفسها في وقت من الأوقات، لافتة إلى أنها تعرف هذه الصرخة جيدا، وصرختها كثيرا، ولكن الفرق بينها وبين "غريب"، إنها نجت من هذا العنف لتتحدث باسم كل فتاة تتعرض له.

مأساة فتاة عراقية
أما "سارة"، وهو اسم مستعار لفتاة عراقية هُددت بالقتل من عائلتها، فقد قالت إنهن يصرخن ولا أحد يسمعهن، وكل صرخاتهن يجب أن تتحول إلى كلمة "لا" في وجه المجتمع والأهل، ويريدون العيش، والعيش حياة طبيعية، ويجب على كل النساء أن يصرخن ويحررن أنفسهن.

وكشفت أنها ترفض الكشف عن اسمها وهويتها رغم وجودها في ألمانيا كلاجئة، لأن أهلها وذويها يمكهنم ملاحقتها حتى هناك، بالإضافة لوجود شقيقات لها في بلادها وتخشى عليهن من تعرضهن للظلم، لافتة إلى أنها كانت تتعرض للضرب والإهانة وعدم السماح لها باتخاذ أي قرار يخص حياتها، وتمادى الضرب حتى وصل لمرحلة القتل، موضحة أنها ارتدت الحجاب في سن 12 سنة، وعندما وصلت لمرحلة الجامعة أرادت خلع الحجاب، ولكنهم رفضوا وهددوها بالضرب.

حتى في الجاليات بالخارج
أما ريم العطار، مصممة غرافيك في منظمة النسوية، فقد قالت إنها رأت الكثير من صديقاتها تعرضن للتهديد بالقتل لأتفه الأسباب، وهذا موجود حتى بين الجالية الكندية، مشددة على أن هناك مفهوم خاطئ عن الشرف في مجتمعاتنا، حيث أنه في المجتمعات الأخرى مرتبط بأشياء سلوكية مثل الأمانة وغيرها، إلا أنه في المجتمعات العربية الشرف مرتبط بالأنثى، لافتة إلى أن ذلك يزعجها.

شيخ رأي الدين والشريعة في القضية
في السياق، قال الشيخ الدكتور حمدي مراد، من الأردن، إن المشكلة والمعضلة في التفكير الخارج عن الشريعة السمحاء، وفقه الأئمة، والتي أكدت أن المرأة والرجل يعيشان كل منهما مكمل للآخر، وللأسف ما يحدث هو عادات وتقارير طغت على المجتمعات، وهو تعصب معروف من عصر الجاهلية، وتم الزعم بأنها من الإسلام.

ولفت "مراد"، إلى أن العادات الجاهلية عادت للمجتمعات، ولا يوجد للأخت أوالأم رأيا، رغم أن الرسول عندما نزل عليه الوحي ذهب إلى زوجته ليستشيرها، ولم يذهب إلى أصدقائه، لأنها كانت أقرب الناس إليه.

رد فلسطيني على قضية إسراء
وقالت أمال حمد، وزيرة شؤون المرأة الفلسطينية، إن موضوع العنف أصبح متأصل في العالم العربي والإسلامي والأوروبي، لافتة إلى أنه لا يجب تعميم جريمة القتل، وقضية إسراء أصبحت قضية عالمية،

وشددت "حمد" على ضرورة كشف كل الحقائق، مؤكدة أنه تم أخذ عينات من "إسراء"، وتم تحليلها، لافتة إلى أنها تحترم الـ"سوشيال ميديا"، والأقلام الحرة التي تحدثت في الموضوع.

تفاصيل قصة إسراء
ووفقا للقصة التي تم تداولها عدد من النشطاء، فإن "إسراء غريب"، التي كانت تعمل في صالون تجميل، توفيت أول أمس الخميس، بعد اعتداء أهلها وذويها عليها.

ووتقدم أحد الشباب لخطبة إسراء غريب، وخرجت معه بصحبة شقيقتها، وعلم والدتها للتعرف عليه أكثر، وأثناء خروجهم التقطوا مقطع فيديو ونشروه عبر موقع التواصل الاجتماعي "إنستجرام"، فشاهدت هذا المطقع ابنة عمها، وأبلغت والدها وأهلها وحرضتهم على الفتاة فقاموا بالاعتداء عليها.

ودخلت الفتاة المستشفى، ولاحقها أهلها داخلها وبدأوا في الاعتداء عليها بحجة أنها "عليها جن"، وعندما جاء أخيها من كندا، هدد بقتلها وعقب خروجها من المستشفى قاموا بالاعتداء عليها وضربها على رأسها، فدخلت في غيبوبة ثم توقف قلبها وفارقت الحياة.