كان أيقونة لثورة يناير.. وعاد وهاجم جميع أطراف السياسة في مصر

 

كتب - نعيم يوسف
خلال الأيام الماضية، خرج المقاول والفنان الهارب محمد علي في عدد من مقاطع الفيديو التي أثارت جدلا واسعا بعد هجومه على الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعائلته والجيش المصري، ووسط هذا الزخم عاد الناشط السياسي وائل غنيم للسطح مرة أخرى بعدد من مقاطع الفيديو الجديدة، والتي هاجم فيها كل أطراف السياسة في مصر.
 
مهندس ورائد أعمال
وائل سعيد عباس غنيم، من مواليد عام 1980، يعمل مهندس حاسوب، ورائد أعمال، وكان يشغل منصب المدير الإقليمي لشركة جوجل لتسويق منتجاتها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويعمل حاليا كـ"زميل مدرس غير مقيم" في مركز آش للحوكمة الديمقراطية والابتكار في كلية كنيدي جامعة هارفارد.
 
العمل في مجال التكنولوجيا والسياسة
لم يكن العمل في مجال التكنولوجيا هو سبب الشهرة الواسعة التي نالها الشاب، بل العمل السياسي، وكونه أحد أشهر أيقونات ثورة 25 يناير، حيث أنه كان وراء تأسيس صفحة "كلنا خالد سعيد"، عبر موقع التواصل الاجتماعي، والتي كانت لها دور كبير في الحشد للمظاهرات والدعوة لها، وتم القبض عليه في 3 فبراير عام 2011، وبعد الإفراج عليه أصبح أشهر رموز الثورة، وأطلق عليه وقتها: "مفجر الثورة"، و"العقل المدبر لها"، وكان يتم التشاور والتنسيق معه من قبل المجلس العسكري الذي يدير شئون البلاد -آنذاك- بصفته واحدا من أشهر الرموز، وأكثرهم تأثيرًا.
 
وائل غنيم.. وثورة يناير
ارتبط اسمه بثورة يناير بشكل كبير، خاصة بعد الفيديو الشهير الذي ظهر فيه على أحدى القنوات الفضائية، وهو يبكي من أجل مستقبل مصر، واختير عام 2011 من مجلة التايم واحدا ضمن قائمة أكثر 100 شخصية مؤثرة حول العالم كما تم اختياره لنيل جائزة كينيدي للشجاعة.

ما بعد ثورة يناير
بعد وصول جماعة الإخوان المسلمين للحكم انسحب "غنيم" من المشهد، وسافر للولايات المتحدة، إلا أنه عاد مرة أخرى ليعارض النظام الجديد الذي سيطر عليه جماعة الإخوان المسلمون، وبعد ثورة 30 يونيو والإطاحة بحكم جماعة الإخوان المسلمين، انسحب "غنيم" من المشهد، كما انسحب الكثيرين من السياسيين ورموز الثورة وفضلوا الابتعاد عن الأضواء.
 
العودة مرة أخرى
خلال الأيام الماضية، عاد "غنيم" للظهور مرة أخرى، ولكن هذه المرة كان الأمر مختلفا، حيث أنه بدا معارضا لكل التيارات الموجودة على الساحة السياسية في مصر، والأهم من ذلك أنه أكد قيامه بمراجعات كثيرة لأخطاء الماضي، ومحاولات للتصالح مع النفس والأخرين الذين يرغبون في ذلك، داعيا الجميع إلى إصلاح أنفسهم، والاهتمام بتفريغ الطاقات السلبية التي تؤثر على حياتهم، مشددًا على أنه تعرض لاكتئاب خلال الفترة الماضية، وفكر عدة مرات في الانتحار إلا أن الأمر لم يتجاوز التفكير فقط.
 
"غنيم"، أكد أنه لا يوافق على ما يفعله "محمد علي" في مصر، حيث أنه يهدم البلد والمؤسسات دون أن يكون هناك بديل، كما هاجم تصرفات بعض رموز جماعة الإخوان المسلمين، وأيضا قيادات النظام الحاكم في مصر حاليا، والقيادة السياسية، الأمر الذي جعله يخسر الكثيرين من أنصار هذه التيارات السياسية، ويحتفظ بمتابعيه ومن يرغبون في الاستماع لأحاديثه التي يغلب عليها الطابع النفسي والسياسي فقط