.د. مينا ملاك عازر
المتابع للمؤتمر الصحفي الذي عقده العقيد ركن تركي المالكي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع السعودية يتيقن أن تغريدة ترامب لم تكن فرقعة في هواء، وأن السعودية مستعدة لدفع كلفة الحرب وضرب إيران، والمتابع لمجريات الأمور بين التغريدة والمؤتمر من دخول سعودي في الحلف الأمني لتأمين الملاحة البحرية في منطقة الخليج، يدرك تماماً أن دوي صفارات الإنذار يتعالى، وقرع الطبول يدوي بأقوى قوته، السؤال الذي يبقى ليطرح نفسه لأي مدى ستكون الحرب؟ هل ستكون ضربة خاطفة موجعة تلملم فيها إيران أشلائها سريعاً أم على مدى طويل؟ السؤال الأعمق، هل ستقبل فرنسا وأعني فرنسا بالذات من بين دول الخمس المتعاهدة مع إيران للمصالح الاقتصادية التي تربطها بإيران؟ أقول هل سترضى فرنسا بضربة لإيران أم ستراضيها السعودية وتعوضها؟ لم أسأل عن الروس لأنهم يجيدوا البيع ويحبوا إعادة الإعمار، فلا بأس من ترك إيران تتلقى الضربة على أن يعيدوا الإعمار ويستفيدوا مادياً، ويتواجدوا بأنفسهم كما هو الحال في سوريا بقواعد وما شابه، أما الصين فالمسألة يمكن إعادتها للهدنة الاقتصادية التي أغراهم بها ترامب ليتوقف عن فرض رسوم إضافية على صادراتهم لأمريكا، هنا تكمن المسألة هل تقبل الصين الصفقة؟ هل تباع إيران؟ هنا تكمن المعضلة في حينها سيكون حزب الله والنظام السوري في مهب الريح، وبالرغم من الخسارة التي يلقاها نتنياهو سيكون حزب الله في مأزق حتى ولو لم يفلح نتنياهو في إبرام صفقة انتخابية تمكنه من الأغلبية، نعم الأغلبية التي تعطيه الحكم وتبعده عن السجن.
 
العسكريون في أمريكا يدركون استحالة توجيه ضربة لإيران، لكنهم يدركوا استحالة هذا بشروط معينة من ضمنها أن تكون شاملة قاسمة، ويقومون بها منفردين أما ولو أقنعت السعودية الرأي العام العالمي بالإجماع ليثأروا لها، كما فعلوا في حالة احتلال الكويت من قبل صدام حسين، فهنا تكون مسألة شرط الفردية قد انزاح أمام العسكريين وبات ممكن توجيه الضربة الشاملة، وهنا يمكن أن يتسع تأثير الضربة، لا أظن أن أحد يريدها ضربة شاملة قاسمة، فإيران لاعب مهم وله مصالح مع العالم الغربي والروسي والصينيين، و ربما يستفيد الأخيرين من ضربة محدودة، يستفيدون هم من إزالة آثارها ويظهرون بمظهر المحايدين، إلا إذا ومرة أخرى أقولها استطاعت السعودية تعويضهم، وهنا ستكون فاتورة العقاب كبيرة جداً على السعودية لمراضاة فرنسا وروسيا والصين ومن قبلهم أمريكا، فهل تستحق إيران أن تدفع السعودية تلك الفاتورة الباهظة هذا ما سنعرفه لاحقاً.
 
المختصر المفيد أخشى أن تكون أدلة التورط الإيراني المباشر مثل أدلة امتلاك العراق أسلحة كيماوية وما شابه.