لم يقصد علامة النصر بل استعادة سيناء.. وأصبحت الصورة الأشهر في الحرب

كتب - نعيم يوسف

تعيش مصر حاليا أفراح الاحتفال بالذكرى الـ46 لانتصارات حرب أكتوبر عام 1973، وإذا ذُكرت الحرب.. بالطبع ذُكر صاحب أشهر صورة فيها، وهو المقاتل محمد طه يعقوب.

من كلية المعلمين إلى الجبهة
في شبابه التحق الشاب محمد طه يعقوب، بكلية المعلمين في جامعة عين شمس، وبعد تخرجه حصل على إعفاء من الالتحاق بالقوات المسلحة، نظرا لكونه من المعلمين، إلا أن هذا الإعفاء التلقائي الروتيني، لم يمنعه عن المحاولة للانضمام إلى الجيش المصري في هذه الفترة الحرجة.
حاول "طه"، مع عدد من أصدقائه المعلمين الالتحاق بالقوات المسلحة، وتم رفض أوراقهم، في المرة الأولى، والثانية، والثالثة، ولكن في المرة الرابعة تم قبول أرواق تطوعهم بالجيش، ليبدأ رحلته في تحرير أرض الفيروز من المحتل الإسرائيلي.

الثأر.. والتدريب
التحق "طه" بالجيش الثالث الفرقة 19 اللواء الثانى الكتيبة 22 مشاة ميكانيكى، وتلقى التدريبات الكافية، وكان يخدم بالقرب من الحدود الفاصلة مع الجيش الإسرائيلي، والذي كان يتعمد إهانتهم، وبالتالي أصبح لديهم الرغبة في الثأر، موضحا أنه حتى قبل الحرب بساعتين لم يكن يعلم أنه ذاهب لمهمة الحرب، بل كانوا يعتقدون أنهم سوف ينفذون تدريبًا اعتياديا.

الحصار.. أيام صعبة
تعرض للحصار مع جنود مصريين آخرين، وخلال الحرب كان لديهم "بسكوت ميري"، يرفضون تناوله ويلقونه على الأرض، ولكن بعد الحصار بدأوا في البحث عنه مرة أخرى، واضطروا لتناول الثعابين والفئران الجبلية، وعندما كان يشتد القتال عليهم كانوا يستمعون إلى أغنية الفنانة وردة والتي تقول "وأنا على الربابة بغني".

قصة أشهر صورة
يروي يعقوب، قصة أشهر صورة في الحرب، ويقول في يوم 7 أكتوبر، الفرقة 19 الجيش الثالث كانت في منطقة عيون موسى، والطيران الإسرائيلي كان يضربنا بحقد وكراهية ونزل علينا صاروخ، وكان ينفجر إلى قطع، تكون كل واحدة ساخنة لدرجة الاحمرار، وأصابت قدم أحد الزملاء، وكان يجب أن يأخذه أحد الأشخاص ويسير به وهو فاقد الوعي مسافة عدة كيلومترات أثناء القصف، ويعود به إلى القناة مرة أخرى، فتطوع هو وأخذه لمسافة أربعة كيلو متر، وكان في الطريق ينتظر بين العشب حتى تنتهي الغارات، واستطاع بالفعل عبور قناة السويس.

أحد المراسلين الحربيين رآه وهو يسحب زميله وسط القصف، فطلب منه أن يصوره، فوافق ورفع يده على هيئة حرف V"" مؤكدا أنه لم يكن يعلم أنها علامة النصر ولكنه كان يقصد بها خريطة شبه جزيرة سيناء، والتي تتشكل على هيئة حرف "V" أيضا.

ولفت إلى أن هذه الصورة هي الوحيدة تقريبا التي أخذت في حرب أكتوبر.