يطور الخبراء العسكريون الصينيون سلاحا جديدا، يمكنه الكشف عن الغواصات الأمريكية، التي تستخدم تكتيكات عسكرية تعتمد على التسلل إلى أهدافها عبر الأعماق.

قالت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية إن الجيش الصيني يطور وسائل استطلاع تعمل بالليزر يمكن استخدامها من الجو، لكشف الغواصات المعادية، التي تبحر على أعماق كبيرة، مشيرة إلى أن الصين تبذل جهدا كبيرا في هذا المجال لرصد الغواصات الأمريكية في البحار والمحيطات.
 
ويمكن للسلاح الجديد، الذي يطوره الصينيون، أن يكشف أهدافا بحرية تبحر على عمق يصل إلى 160 مترا، تحت سطح الماء، بحسب المجلة، التي أشارت إلى أن هذا العمق ضعف العمق، الذي يمكن لأجهزة الرصد الحالي الوصول إليه، بحسب المجلة الأمريكية.
 
ويعتمد رصد الغواصات الأمريكية على استخدام أشعة يتم توليدها من أجهزة ليزر (أخضر وأزرق)، تكون مركزة بصورة تمكنها من اختراق الأعماق بسرعات أكبر من سرعتها في الهواء، بحسب ما ذكرت المجلة.
 
وأشارت إلى أن أجهزة الرصد الصينية الجديدة ستكون قادرة على رصد أدق التفاصيل، والتعرف على الأجسام المضيئة القريبة من السطح، إضافة إلى الوصول إلى الأهداف المختفية في الأعماق.
 
وتقول صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" إن أجهزة الرصد، التي تطورها الصين، يمكنها رصد أي مجال مغناطيسي أيا كانت ضعيفة، حيث أن دقته ترصد المجالات المغناطيسية الضعيفة، التي لا تتجاوز 20 في المئة من قيمة المجال المغناطيسي، الذي ينتجه مخ الإنسان.
 
ولفتت مجلة "ناشيونال إنترست" إلى أن الصين أعلنت في عام 2018، أنها طورت أجهزة ليزر يمكن تجهيز الأقمار الصناعية بها، لتكون قادرة على رصد الأهداف البحرية، عن طريقة التعرف على الضوضاء وحركة المياه الناتجة عن حركة أجسام ضخمة بداخلها.
 
 
وتواصل كل من الولايات المتحدة الأمريكية والصين، تطوير قدراتهما العسكرية، بصورة تثير التساؤلات حول من يمكن أن ينتصر في أي مواجهة عسكرية مقبلة بينهما، خاصة فيما يتعلق بالحرب البحرية في المحيط الهادئ.
 
ففي يوليو / تموز الماضي، أجرت الصين سلسلة تجارب صاروخية لصاروخ مضاد للسفن، في منطقة بحر الصين الجنوبي، الذي يوجد به الجزر، التي تقول الصين إنها خاضعة لسيادتها، بحسب ما ذكرته شبكة "إن بي سي نيوز" الإخبارية الأمريكية في ذلك الحين، نقلا عن مسؤولين أمريكيين.
 
وتقول مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، إن التجارب الصاروخية الصينية، تأتي ضمن الجهود الصينية المتواصلة لحشد قدراتها العسكرية في المنطقة الغنية بالثروات المعدنية، التي تزعم عدة دول أن لها حق فيها.
 
 
وترسل الولايات المتحدة الأمريكية، بصورة دورية، سفنا حربية وغواصات، إلى المنطقة، للتأكيد على أنها مياه دولية وأنه من حق سفنها الإبحار في تلك المياه رغم اعتراض بكين، التي تواصل إنشاء تحصينات عسكرية في الجزر الصناعية، التي أنشأتها في تلك المنطقة.
 
ويعد السلاح الجديد، الذي تطوره الصين، إحدى وسائل الرصد العسكري، التي تطورها الصين لمواجهة الغواصات الأمريكية، والسفن الحربية.